أثار إعلان وزارة الداخلية القبض علي عدد من العناصر الإرهابية ضمن خلية إرهابية جديدة تتبع تنظيم القاعدة عدداً من ردود الأفعال حول تواجد عناصر القاعدة في مصر وأماكن تدريبهم.. وأعاد إلى الأذهان بداياتهم بشبه جزيرة سيناء عندما رفعوا أعلامهم وراياتهم السوداء أعلي قسم شرطة الشيخ زويد بشمال سيناء قبل عام ثم عادوا ليعلنوا عن انتشارهم في مصر ورفع رايتهم مرة أخرى فوق مديرية أمن شمال سيناء ثم مقر القوات متعددة الجنسيات بقرية الجورة بشمال سيناء قبل أن يرفعوا راية تنظيم القاعدة أعلي مقر السفارة الأمريكية في القاهرة في مفاجأة مذهلة للمراقبين بأن التنظيم غير مقصور علي سيناء فقط ثم كان الدرس القاسي حينما اعتلت الراية السوداء مقر جهاز الأمن الوطنى «أمن الدولة سابقا».. وبينما لم يمر اتهام الإسلاميين بالتخطيط لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية مرور الكرام, بل جاءت حملة تكذيب من جانب القيادات الإسلامية لهذا الاتهام الذى جاء على لسان وزير الداخلية فى مؤتمر صحفى, واعتبرها بعضهم أنها حلقة فى سجال جديد بين الإسلاميين وأمن الدولة. «القاعدة متواجدة في مصر منتشرة ومتوغلة فكريا وتنظيما» هكذا قال الخبير الأمنى الدكتور سعد الزنط موضحا أن التنظيم الرئيسي للقاعدة يحاول نقل مقر القيادة إلي شبه جزيرة سيناء باعتبارها منطقة رخوة أمنيا كما أن صحراءها تتناسب مع طبيعة تدريباتهم وتجمعاتهم بعيدا عن أعين الأمن. وأضاف ليست فقط القاعدة التى تمكنت من اختراق مصر قائلاً: البلاد أصبحت ملعبا مفتوحا للحركات الجهادية وأجهزة استخباراتية دولية منها الموساد الإسرائيلي والسي آي إيه الأمريكى والباسينج الإيرانى وأجهزة مخابرات حركة حماس وكلها تعمل في مصر منذ الثورة وما شهدته من انفلاتا أمنيا. وأضاف الزنط أن توقيت الإعلان عن القبض عن الخلية الجديدة يثير الشك وخاصة أنها أعقبت وقفة احتجاجية حاشدة ورفع العلم الأسود ورايات الجهاد فوق مقر الجهاز قائلا هى رسالة من جهاز الأمن الوطنى للإسلاميين والجهاديين «بأننا متواجدون ونعمل»، مشيرا إلي أنها ليست رسالة لعودة الإجراءات الأمنية القمعية السابقة للداخلية لأنه لم يعد بالإمكان إعادة إنتاج تلك الممارسات مرة أخرى. وتابع «الزنط» أن مسام مصر وحدودها مفتوحة من جميع الاتجاهات ولا سيما الحدودية الشرقية مع قطاع غزة بسبب الأنفاق التى تجعل السيطرة الأمنية علي الحدودية ضعيفة وهشة، موضحاً أن الأمن القومى المصري يحتاج إلي مزيد من الشدة والقوة وقد تكون هناك تجاوزات مقبولة من أجل حماية مصر، التى تحتاج إلى أجهزة أمن متخصصة حتى تتمكن من السيطرة علي الخلايا النائمة قبل استيقاظها. أما العميد حسين حمودة فقال إن المعلومات التي أوردتها الداخلية عن التنظيم الذي تم القبض عليه يؤكد أنهم بالفعل ينتمون للقاعدة، مشيرا إلى أن هذا التنظيم كان يخطط لاستهداف محطات لمترو الأنفاق عبر عمليات انتحارية، بالإضافة لاستهدافهم للسفارات، مؤكدا أن ذلك هو أسلوب القاعدة في أى دولة يتواجدون بها. واشار حمودة أن الخلايا النائمة للقاعدة في مصر ليست متواجدة في سيناء أو القاهرة فقط لكنها أيضا منتشرة في أكثر من محافظة، مشيراً إلى أن هناك نشاطاً ملحوظاً للخلايا الإرهابية والجهادية في مصر، متوقعا أن يكون هناك مزيد من تحركات تلك الخلايا في الفترة القادمة، موضحا أن هجمات القاعدة المتوقعة مستقبلا ستكون في دور العبادة الإسلامية والمسيحية ومترو الأنفاق والمؤسسات والقطارات. وطالب حمودة الرئاسة بالإعلان عن ملابسات القضية بسبب فقدان الثقة بين الإسلاميين وأمن الدولة، مشيراً إلى أن التواجد الفعلي لأجهزة الأمن المصرية أصبح ضعيفا يشجع أي تنظيم علي العمل في مصر، لافتاً إلى أن الأمن الوطنى لم يستطع افتتاح فرع له بشمال سيناء ولا حماية مقره في الهجمة الأخيرة للإسلاميين بالقاهرة وفشل الأمن المركزى في القبض علي من رفعوا العلم الأسود علي المقر وهو ما يعنى أن هناك فشلاً ذريعاً في إدارة المنظومة الأمنية. وقال محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة الموجود حاليا في القاهرة إنه لا يوجد لديه معلومات مؤكدة بشأن الموقوفين الثلاثة، مشيراً إلى أن حديث وزير الداخلية حمل رسائل مبطنة لإشعال الخوف مجدداً من الإسلاميين، معتبرا أن الكشف عن الخلية المزعومة جاء عقب أيام من تنظيم إسلاميين مظاهرة أمام مقر الأمن الوطني بالقاهرة، وهو تمهيد لعودة الممارسات القمعية ضد الإسلاميين، مما يعيد إلى الأذهان ممارسات النظام السابق. وأوضح أن الأمن الوطني يبحث عن الظهور لإثبات دورهم عن طريق تلفيق القضايا واستخدام الاسلاميين كفزاعة، لانتزاع صلاحيتهم البغيضة مرة أخري للضغط على التيار الاسلامي. وأشار الظواهري إلى أن حديث وزير الداخلية حول الخلية خلال المؤتمر الصحفي هو كلام عام ومرسل وإن كان صحيحاً فليقدم أدلة جدية تدين المتهمين غير الأدلة الواهية غير المقنعة. وأثار استخدام الداخلية لنفس أسماء المتهمين في كل قضية اندهاش الظاهرى , قائلا « فان ذلك يعنى انهم يسيرون على خطى حبيب العادلي ويستخدمون نفس الأساليب». وقال المستشار السابق للرئيس الدكتور خالد علم الدين والقيادى بحزب النور «أخشى ما أخشاه أن ممارسات النظام السابق تكون قد عادت من جديد رويدا رويدا, وان هذه القصة مجرد وسيلة لتبرير حملة الاعتقالات التى سيشهدها التيار الإسلامى الفترة القادمة. واضاف «مررنا بفترة من الانفلات الأمني ولم يحدث بها أى عمليات إرهابية والأمن لم يعود بالقوة التى تمكنه حاليا من الكشف عن مخطط إرهابى فهذا دليل ومؤشر على الاتجاه نحو التشكيك فيما يقال على لسان الداخلية. وحذر علم الدين من عودة أمن الدولة والممارسات السابقة. كما حذر الشيخ مرجان سالم شيخ السلفية الجهادية الرئيس محمد مرسي من دخول مصر في النفق المظلم بسبب ما يفعله «الأمن الوطنى» تجاه الإسلاميين مدعيا أن الجهاز هدد بعض الإسلاميين ويريد تشغيلهم معه وقال: النظام القديم يعود مرة ثانية برموزه القبيحة ولا أحد يريد أن يحدث لمصر مكروه ويقبض علي الناس ويقولون في التحقيقات «كلام يملي عليهم».