واصلت أمس مصر جهودها لوقف نزيف الدم الفلسطينى من خلال استضافة الفصائل الفلسطينيةبالقاهرة وإجراء محادثات رسمية فى تل أبيب مع حكومة الاحتلال الإسرائيلى لوضع حد لما يحدث فى الأراضى الفلسطينةالمحتلة عقب مجرزة جنين والعمليتين الاستشهاديتين فى قلب القدس ضد قوات الاحتلال. وحذر الوفد المصرى رفيع المستوى، والذى يزور تل أبيب قبل ساعات من انطلاق مشاورات الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، المسئولين الإسرائيليين فى رسالة تحذيرية واضحة بشأن خطورة الموقف على الجانب الفلسطيني، وطالب الحكومة الإسرائيلية بعدم الانسياق وراء مساعى بعض الشخصيات المتشددة لإشعال مواجهة مفتوحة مع الفلسطينيين. وواصلت الفصائل الفلسطينية مشاوراتها فى القاهرة مع المسئولين، ناقش خلالها زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد فى فلسطين والوفد المرافق الأوضاع فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة. فيما شيع الفلسطينيون أحد الشهداء تزامنا مع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى. وكشف دواد شهاب القيادى بالحركة أن الوفد الذى يزور القاهرة بدعوة رسمية، اتفق مع المسئولين على استمرار الاتصالات والتشاور بشأن كافة القضايا ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية والأوضاع فى الضفة والقدسالمحتلة بشكل خاص. وأضاف أنه تم خلال اللقاء بحث آخر التطورات فى الأراضى المحتلة والأوضاع فى جنين، والحصار والمعاناة التى يعانى منها الشعب الفلسطينى. وقال إن الجانبين بحثا العلاقة الثنائية، والجهود المصرية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وسبل استعادة وحدة الصف الفلسطينى. وكان وفد من حركة الجهاد وصل القاهرة على مدار يومين للقاء المسئولين وبحث التهدئة ووقف التصعيد فى الأراضى الفلسطينية، خاصة فى ظل وجود الحكومة الإسرائيلية الجديدة، واقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين. وكشفت مصادر مطلعة أن اللقاءات التى تستضيفها القاهرة حالياً للفصائل الفلسطينية اقتصرت فى المرحلة الحالية على حركتى الجهاد وحماس، ولن تمتد إلى فصائل أخرى، وأشارت إلى أن المحادثات التى تجريها الفصائل الفلسطينية مع المسئولين المصريين ستكون أحادية، بحيث تجرى المشاورات أولاً مع وفد حركة «الجهاد»، تليها المشاورات مع وفد حركة حماس، عقب اكتمال وصول قيادات الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسى للحركة، إسماعيل هنية. وتوقعت أن يكتمل وصول أعضاء وفد حماس خلال 4 أو5 أيام تنطلق بعدها مباشرة مشاورات مكثفة من أجل تثبيت التهدئة فى الأراضى المحتلة، وضمان عدم انفلات الأوضاع الميدانية فى ظل التصعيد الراهن. وطرح وفد حركة الجهاد خلال اللقاء مع المسئولين المصريين ضرورة الحصول على ضمانات إسرائيلية واضحة بشأن التهدئة، وعدم تكرار الاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى، أو اقتحام المناطق الفلسطينية على نحو ما جرى فى مخيم جنين، مع توفير معاملة جيدة للأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال، وتوسيع نطاق عمل الصيادين الفلسطينيين فى قطاع غزة، وعودة دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، وإعادة الفتح الدورى للمعابر التى تسيطر عليها إسرائيل وتوقعت مصادر رفيعة المستوى ألا تختلف مطالب حركة حماس كثيراً عما طرحته حركة الجهاد، إلا أنها رأت أن حماس ستركز على ضرورة تثبيت الهدنة القائمة واستمرار التيسيرات التى تحصل عليها حالياً، إضافة إلى التزامها بمسئولية الأمن فى القطاع. يأتى ذلك فيما هزت المظاهرات الاحتجاجية إسرائيل وتظاهر عشرات الآلاف ضد مشروع إصلاح النظام القضائى، الذى قدمته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير العدل ياريف لفين ويهدف إلى تغليب سلطة النواب على سلطة القضاة. وقال منظمو الاحتجاج فى كابلان إن «إسرائيل على بعد خطوة واحدة من التحول إلى ديكتاتورية لا سبيل إلى التراجع عنها. وأعلنت صحيفة «يديعوت أحرنوت» انضمام العديد من المظاهرات ضد ما وصفوه ب«الانقلاب القانونى» فى أكثر من 30 مركزا منها حيفا والقدسالمحتلة وبئر السبع وبيت شيمش وريشون لتسيون. وأغلقت الشرطة الإسرائيلية الطرق المؤدية للتقاطع. يلوح المتظاهرون، وبعضهم يحملون الطبول، بمئات الأعلام الإسرائيلية ولافتات كتب عليها من بين أمور أخرى: «لا للديكتاتورية» و«لا للفاسدين» و«لو لم يكن قد وجهت له 3 تهم، ما كانوا ليغيروا القوانين» بالإشارة إلى الاتهامات الموجهة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. كما تظاهر مئات الإسرائيليين فى عدة عواصم أوروبية، منها برلين ولندن وبازل ضد ما وصفوه «الإضرار بالديمقراطية». ووفقا للصحيفة سينضم إليهم فى وقت لاحق الآلاف فى أمريكا الشمالية - فى سياتل وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وشيكاغو وتورنتو وبوسطن ونيويورك وميامى.