تعتبر الموسيقى من أهم وسائل الترفيه منذ زمن بعيد، وتعددتْ أشكالها وأنماطها بتنوع، وأذواق تختلف بين كل فرد وآخر، ومنها موسيقى الراب التي نالت إعجاب الكثير في الفترة الأخيرة. من الصعب تحديد بدقة متى بدأت في مصر في الوقت الحالي، ولكنها أخذت في الانتشار وظهرتْ دلائل على دخول مفهوم الراب للمشهد الموسيقي المصري عام 1998، وكانت البدايات من خلال بعض الأشخاص الذين أنشأوا فرق على غرار ثقافة الهيب هوب الغربية وبدأوا في صنع هذا النوع من الموسيقى. وفيما يلي أوائل الفرق التي ساهمت في نشر هذة الثقافة في مصر: اقرأ أيضًا.. أبرزهم ويجز.. محبو الراب في ليلة خاصة بموسم الرياض 2022 "واي كرو": بدأت في 1998 واستقر أعضاؤها على ثلاثة مؤسسين وهم عمر بوفلوط وياسين زهران و شاهين العبقري. "إيجي راب سكول": ظهرت في سنة 2000 وكان أعضاؤها دراجون هيل وكابالو ويانج كابالو. "إم تي إم": ذاع صيتها بقوة في عام 2003 بعد إصدارهم لأغنية "أمي مسافرة" وحققَّتْ نجاحًا كبيرًا في هذه الفترة. بداية انتشار الراب في المشهد المصري: كانت المحاولات السابقة أبعد ما تكون في محتواها عن مفهوم الراب العالمي وكانت أقرب لموسيقى البوب التي كانت في أزهى فترات انتشارها في الوطن العربي، حتى بدأت في الانتشار على نطاق أوسع لاحقًا عندما بدأت موسيقى "الأندرجراوند" بشكلٍ عامٍ تظهر على الساحة، والتي اعتمدت في مجملها على الإنتاج الفردي، والذي ساعد على الانتشار بطريقة أسرع، بعكس ما كان يتم من قبل وهو القيام بتكوين فرقة وإذا تم انفصال أعضاء هذه الفرقة تنتهى قصتها، وبدأ مغنيي الراب بتحقيق انتشار كبير بعد ثورة يناير، إذْ كونتْ الأحداث بيئة مثالية لنشر ثقافة الراب بشكل واضح، ولم تكن مجرد أغاني يصنعها بعض الشباب كهواية. الراب في الفترة من 2011 إلى 2017: تعدُّ الفترة من 2011 إلى 2017 من أكثر فترات الراب تأثيرًا وازدهارًا في مصر، وتكونت قاعدة جماهيرية كبيرة جدًّا في هذه الفترة، إذْ بدأ بعض مغني الراب القدامى في تطوير أسلوبهم ومحاولة مواكبة التجديد وظهر وقتها بعض الفنانين الجدد، قدَّموا الراب بطريقة جديدة وتختلف تمامًا عن المدارس التي سبقتهم، مما ساعد في توسعة نطاق مستمعين هذا النوع من الموسيقى، وجذب جمهور أكبر بفكر جديد، ومن هنا بدأ الفنانين بالتسابق في هذا المجال. من أهم المساهمين في تطوير موسيقى الراب في هذه الفترة أبيوسف ودينيو(ياقوت حاليًّا) ويوسف جوكر وأحمد ناصر (الجوكر)، ودوشة، وعلى الشاعر، وغيرهم من الذين حاولوا لكن هؤلاء أبرز من طوروا ونشروا ثقافة الراب من خلال بعض الخلافات التي كانت بينهم وقيامهم بنشر بعض الديسات (أغنية يتم نشرها لانتقاد أحد المنافسين أو أحد المغنين) وإظهار أنها ثقافة وليست مجرد أغاني. الراب في الفترة ما بين 2017 إلى 2018: تعد الفترة ما بين 2017 حتى أواخر 2018، كان يعاني مشهد الراب في مصر من حالة ركود وتم التشبع من تلك الأغاني وأصبح في حاجة للتجديد الذي بدأ في الاندثار مع مرور الوقت، بالإضافة إلى تقاعد بعض من أهم المؤثرين في هذا المشهد وتكاسلهم عن دورهم في تطويره ومحاولة التجديد مرة أخرى. تطور الراب في الفترة من 2019 حتى الآن: فى بداية 2019 بدأت حقبة مختلفة تمامًا عن ما سبق وظهر جيل جديد بفكر جديد، يواكب التطور الذي يحدث في الخارج وكانت موسيقى الراب سريعة التطور في الدول الغربية، ومن أبرز المساهمين في هذه الموجة الجديدة مروان بابلو وويجز ومروان موسى. ما كان مختلفًا على غير العادة هو ظهور مدى أهمية دور مهندسي الصوت أو البرديوسرز في هذا التطوير، إذْ اعتمدت المدرسة الجديدة على استخدام البرامج الإلكترونية لصناعة عملٍ كامل متناسق، وليس لمجرد صنع موسيقى، وانتشر استخدام الأوتوتيون بشكل أساسي ومن أشهر المساهمين مولوتوف ومروان موسى ودي جي توتي والوايلي وليل بابا على سبيل المثال وليس الحصر. لحق هذا التطور الإلكتروني تغيير في مكونات الموسيقى، وبدأ ظهور استخدام المقسوم الشعبي في موسيقى الراب للمرة الأولى، وكان هذا النوع مرفوضًا في بدايته ومكروهًا من مغني الراب القدامى الذين يعتزوا بالمدرسة القديمة وأيضًا بعض الجمهور. لكن بعد فترة صغيرة جذب هذا النوع قاعدة جماهيرية كبيرة جدًّا، تكون الأكبر في تاريخ الراب بمصر وأفسحت مساحة كبيرة للإبداع وصناعة لون جديد خاص بمصر، ونجحوا في نشر هذا النوع (تراب شعبي) في الوطن العربي ولازلنا في ذروة هذا التطور الذي سمح بظهور أوجه جديدة يحاولون التطوير فيه مرة أخرى. في النهاية رغم كل المعوقات التي واجهت هذا النوع من الموسيقى استطاع فنانو الراب في إثبات موهبتهم، وليس في مصر فقط بل في العالم عن طريق حفلاتهم في الكثير من الدول العربية والدول الاوروبية، وأيضًا غناء ويجز في نهائي كأس العالم الذي أقيم في دولة قطر، كان شاهدًا على مدى نجاح هذة الثقافة في مصر ودليل على عظمة مكانة مصر الفنية ومدى اتساع مجتمعها لاستيعاب مختلف أنواع الفنون.