توصل فريق من الباحثين إلى تحديد موقع يضم عظام امرأة في دير البالية في فلورنسا بإيطاليا، يعتقد أنها عظام ليزا جيرارديني ديل جيوكوندو، وهي المرأة التي ألهمت الرسام العالمي الأشهر ليوراندو دافنشي ليجسد وجهها في لوحته الشهيرة الموناليزا. وأعلن الفريق البحثي أنه لم يتم حتى الآن الوصول إلى جسد تلك المرأة، إلا أن الوثائق التاريخية تقودهم في الخطوات المؤدية لهذا السرداب معتقدين أنها قفزة جديدة في الاتجاه الصحيح للتوصل إلي ليزا جيرارديني. وأشار موقع (إم إس إن)، الذي نشر الخبر، إلى أن الدير الذي تجري فيه عمليات التنقيب، ويدعي سانت أورسولا في فلورنسا، يقع فوق درج مؤدي إلي سرداب، والذي تشير الوثائق إلي أن جيرارديني دفنت تحته عقب وفاتها في عام 1542. والدير تم بناؤه في عام 1309، ولكن في عام 1810 تحول إلى مصنع للتبغ، ثم إلي مجمع يضم قاعات للجامعة، ثم تم استخدامه كملجأ خلال الحرب العالمية الثانية. وبعد انتهاء الحرب فشلت محاولات تحويله إلى ثكنة عسكرية عام 1980 ومن حينها ظل المجمع فارغاً. واتفق الباحثون مع رؤية المؤرخ جوزيبي بالانتي الذي ذهب في كتابه عن الموناليزا عام 2006، والذي يكشف فيه عن الهوية الحقيقية للموناليزا، إلى أن قصة رسم هذه اللوحة بدأت بطلب أحد جيران دافنشي منه، وهو فرانشيسكو ديل جيوكوندو، زوج جيرارديني، بأن يقوم برسم صورة لزوجته، في عام 1502، حينما كانت حاملا في طفلهما الثاني. وتضيف الرواية أن دافنشي استغرق في رسم تلك اللوحة من عام 1502، وحتي عام 1519، فكان يأخذها معه أينما ذهب وفي أسفاره المتعددة ولم تنفصل عنه إلا بعد وفاته وهي الآن معلقة في متحف اللوفر في باريس. وأشار الموقع إلى أنه، وفقاً للسجلات التاريخية، تم اكتشاف شهادة وفاة جيرارديني قبل بضع سنوات، في مكان وفاتها في سانت أورسولا، إلي جوار مدفنها المتوقع تحت سرداب الكنيسة كما تشير الوثائق. وبدأ الفريق البحثي بالتنقيب في هذا الموقع في 9 مايو الجاري حيث تم اكتشاف بضع بوصات من الأرض تحت الدير القديم، كما لوحظ وجود طبقة من الطوب القديم علي بعد 35 بوصة (90 سنتيمترا) من الأرض ويعتقد الباحثون بأن هذه الخطوات ربما تؤدي إلى اكتشاف مقابر أخري أو سلسلة من الخبايا. وقال سيلفانو فينكت رئيس اللجنة الوطنية غير الحكومية لتوثيق التراث التاريخي والثقافة والبيئة إن العظام التي سيتم العثور عليها وخاصة منطقة الجمجمة سيتم تجميلها وترميمها للوصول بها لأفضل حال يساعد في الوصول إلى التأكد من صحة النتائج التي توصل إليها الفريق البحثي. وبعد ذلك سيتم إخضاعها لفحص ال DNA لإثبات أن العظام التي يتم العثور عليها في الدير تابعة للموناليزا.