قالت الدكتورة نادية جمال الدين مدير مركز البحوث التربوية جامعة القاهرة إن حذف اسم مبارك من المناهج الدراسية يعتبر تزييفاً للتاريخ، وهو من شأنه أن يضع الطالب أمام تساؤلات عدة تطرح على ذهنه وتجعله أسيراً لحالة من الشك والحيرة، نظرا للتغييرات المفاجئة التى يراها، وأنه ربما ينظر إلى معلمه على أنه "منافق" تحول ضد من كان معهم قبل شهور، معتبرة أن الحذف ما هو إلا محو لجزء من تاريخ الوطن وحرمان الطالب من التعرف على تاريخ بلاده بكل ما فيه، سواء كان إيجابيا أو سلبيا.ودعت نادية خلال ورقتها البحثية بعنوان "التعليم وثقافة التغيير"، إلى ضرورة استعادة المدرسة لدورها فى تعليم الطلاب آداب الحوار من أجل قبول الآخر واحترامه، وتشجيعهم على التفكير بأنفسهم وليس الاعتماد على ثقافة التلقين والحفظ. جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة بعنوان "الأبعاد الثقافية للتعليم : رؤية نقدية " أمس الثلاثاء بقاعة المؤتمرات بالمجلس، حيث أجمع خبراء التربية والتعليم من المحاضرين فى الندوة التى امتدت لجلستين، على ضرورة تغييرالمناهج الدراسية خاصة بعد ثورة 25 يناير بهدف مواكبتها مع التغيرات الطارئة على المجتمع المصرى، بالإضافة إلى ضرورة ربط التعليم بالجوانب الثقافية المختلفة سواء كانت تكنولوجية أو ديمقراطية. ومن جهته دعى الدكتور إبراهيم عيد رئيس قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس فى ورقته البحثية المقدمة بعنوان "التربية والثقافة" إلى ضرورة تغيير المناهج الدراسية، وأن تتضمن المناهج الجديدة توجهات تربوية تدفع لمستقبل علمى وإبداعى أفضل. وأوضح عيد أن إعادة المقررات التربوية تستلزم بيئة ثقافية محفزة على الإبداع والابتكار بدلا من الاعتماد على ثقافة الحفظ والتلقين، بجانب توفير مناخ مجتمعى وعلمى يؤمن بالتنوع الثقافى القائم على التعددية الفكرية. في حين أشار الدكتور مصطفى عبد القادر من خلال ورقته البحثية والتى جاءت بعنوان "التعليم وثقافة المعلوماتية" إلى أن التعليم المصرى والعربى فى معزل عن ثقافة المعلوماتية وثقافة المعرفة، وأن ذلك يعود لنقص القدرات المدرسية التى يمكنها إنتاج المعرفة ويتضح ذلك من خلال النقص فى التعليم الإلكترونى فى المدارس، وسيطرة بعض الاتجاهات السلبية على المعلمين فى التعامل مع التكنولوجيا، داعيا إلى ضروة الاستفادة من العملية المعلوماتية فى التعليم والتى تقوم على أسس التضافر بين عقول الفريق الواحد بإستخدام مهارات الابداع والتفكير. وأكد عبد القادر أن التعليم المعرفى فى مصر يواجه تحديات كثيرة، منها النقص فى إعداد الموارد البشرية، والتكوين الذهنى والعقلى، والافتقار إلى الوعى بمفاهيم الديمقراطية والمواطنة واحترام الثقافات التى تساعد على سهولة التواصل التكنولوجى. وقد أوضح الدكتور عادل عز الدين أستاذ الصحة النفسية التربوية فى ورقته البحثية بعنوان "التربية وتنمية ثقافة الديمقراطية " ضرورة تدعيم المؤسسات التربوية لقيم الولاء والانتماء من خلال التنظيمات الاجتماعية لمساعدة الطالب على بناء نظرة سياسية إيجابية، موضحا أن تنمية الديمقراطية تفرض على هذه المؤسسات الاهتمام بالممارسات السياسية التى تتيح فرص مناسبة للتعرف على مفهوم العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة من أجل تنمية استعداد الطالب لمشاركته فى صنع الديمقراطية .