كشفت دراسة أمريكية حديثة أن المدخنين الذين يمتلكون جين متغيرا– والذى يسمى بالجين الغامض– يمكنهم الإقلاع عن التدخين فى وقت أسرع من الذين لا يمتلكون هذا الجين وذلك لأن معدل احتياجهم للنيكوتين يتوقف على توافر مستقبلات معينة تتواجد بفضل هذا الجين الغامض. وذكرت مجلة (تايم) الأمريكية، التي نشرت نتائج الدراسة الاثنين، أن هذه المستقبلات تسمى "مو أفيونية" متواجدة بشكل طبيعى فى الدماغ، ويتم تنشيط هذه المستقبلات بواسطة العقاقير الأفيونية مثل الهيروين. وأوضحت أنه سواء هذه المواد الأفيونية الطبيعية تم تفعيلها أو عن طريق المخدرات فإن هذه المستقبلات "مو أفيونية" تؤدى إلى انخفاض الضغط، وتخفيف الآلام، وتوليد الراحة والفرح. وأشارت الدراسة التى قادها كارين ليرمان مدير مركز أبحاث التبغ فى جامعة بنسيلفانيا أن الباحثين اهتموا بدراسة الجين (آى118) المشتق من جين (أو بى أر إم 1)، والذى يؤثر على عدد مستقبلات ال"مو أفيونية" فى الدماغ. وأظهرت الدراسة أن حوالى من 15% إلى 20% من المدخنين يتأثرون بفعل هذا الجين المتغير. وتوصلت الدراسة، من خلال عمل مسح شامل لأدمغة حوالى 22 مدخناً، أن 10 من بينهم يمتلكون نوعاً سيئاً من هذا الجين المتغير، وأن عدد المدخنين الذين يشعرون بالمتعة من خلال التدخين، سواء كان هذا التدخين حقيقياً أو وهمياً (التدخين الوهمى هو تدخين السجائر التى لا تحتوى على نيكوتين)، يتوقف على مدى استعداد المخ لاستقبال هذه المكيفات. وأشار العلماء إلى أن هذا الجين يؤثر على مدى استجابة المخ للمكيفات ويجعل الناس أكثر تعرضاً للشعور بالألم، ومن ثم، أكثر استعدادا للإدمان. وأضافوا أنه لهذا السبب، من الأهمية بمكان دراسته بعمق وتوسع لمعرفة الأدوية التى يمكن من خلالها مساعدة المدخنين للإقلاع عن التدخين فى المستقبل وذلك بإعطائهم بدائل يمكن من خلالها تعويض النيكوتين المفقود من الإقلاع عن التدخين. ويحدث هذا الأمر تدريجياً حتى يعود الشخص إلى حالته الطبيعية.