استنكرت البحرين موقف السلطات الأمنية فى مصر السماح بوقفات احتجاجية أمام سفارتها بالقاهرة، طالبة من السلطات الأمنية فى مصر التعامل بشدة مع المتضامنين مع ثورة البحرين. ووصف المستشار "غسان المقرحى" المستشار السياسي لسفارة البحرين في القاهرة المظاهرات امام سفارته بأنها " شيء غير طبيعي" , وان تأسيس اتحاد ثوار مصر والبحرين بات أمراً مزعجاً للغاية، مستنكرا فى الوقت نفسه بحسب جريدة صوت البلد تغطية قناتى "العالم " و "المنار" للتظاهرات المصرية أمام السفارة. تصريحات المقرحي جاءت بينما يتوجه غدا الخميس وفد من المحامين على رأسهم المحامية مي الخنسا إلى فرنسا لرفع دعوى قضائية لدى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ضد آل خليفة لارتكابهم جرائم حرب وإبادة ضد شعب البحرين. وكانت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية قد نقلت أمس الثلاثاء شهادات لعائلات ناشطين بحرينيين معتقلين بتهمة الدعوة إلى الإطاحة بنظام الحكم تفيد بأن المعتقلين تعرضوا لمختلف صنوف التعذيب والإهانات الجنسية. وقالت الصحيفة أنه وفقا لشهود عيان حاول الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة أثناء مثوله في المحكمة أن يبلغ القاضي كيف تعرض لانتهاكات جنسية والتهديد بالاغتصاب أثناء اعتقاله، ولكنه أخلي بالقوة من المحكمة، كما حاول محمد حسن محمد جواد أن يكشف للقاضي عن آثار التعذيب على جسده، فأرغم على الصمت. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الخواجة وجواد من بين 21 من نشطاء حقوق إنسان ورجال دين وقادة سياسيين معتقلين- متهمان بمحاولة الإطاحة بالنظام الملكي والانتماء إلى "جماعة إرهابية". ولفتت خديجة موسوي زوجة الخواجة التي حضرت المحكمة أمس الأول الإثنين إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها المعتقلون إلى أساليب تعذيب قاسية لم يتعرضوا لها من قبل. وكان ناشطون قد أكدوا أن اتخاذ الإجراءات الصارمة على نطاق واسع فى البحرين انتقل أيضا من الشوارع إلى المحاكم وأماكن العمل والمدارس، حيث تم طرد العديد من الناشطين من أماكن عملهم. ونقلت كريستيان ساينس مونيتور عن مدير مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب قوله: إن ثمة نحو ألفين تم اعتقالهم منذ فبراير الماضي ، وما زال نصفهم في السجن. ووفقا لكتلة الوفاق الشيعية فإن موجة الفصل من العمل في أوساط الموظفين الشيعة مستمرة بشكل يومي، حيث بلغ عدد المفصولين حتى الآن نحو ألفين. وقالت جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان: إن طلاب جامعة البحرين يرغمون على التوقيع على تعهد بالولاء للحكومة، وقد اعتقلت السلطات مطلع هذا الشهر عضوين من الوفاق. كما نقلت الصحيفة عن ذوي المعتقلين قولهم: إن السلطات لا تسمح للمعتقلين برؤية المحامين لأكثر من نحو عشر دقائق بعد جلسة المحاكمة، ولا يسمح لهؤلاء المعتقلين بالحديث مع المحامين بشكل منفرد. وتعتبر هذه الفترة الوجيزة فرصة يحكي فيها المعتقلون ما يتعرضون له من تعذيب في السجن، وهذا ما سمح للخواجة بالكشف لزوجته عن تلك الإساءات، وفق تعبير الصحيفة. ونقلت موسوي عن زوجها قوله: إنه تم نقله يوم الجمعة من زنزانة السجن وهو معصوب العينين إلى مكان مجهول، حيث طلب منه رجل وصف نفسه بأنه يمثل ملك البحرين الاعتذار إلى الملك أمام الكاميرا. وبعد أن رفض الخواجة الطلب لأنه لم يرتكب خطأ أخذه أربعة رجال إلى غرفة أخرى وهددوا باغتصابه، ثم خلعوا بناطيلهم وملابسهم الداخلية و"قفزوا فوقه" وبدأوا ينزعون عنه بنطاله وهو معصوب العينيين. وتمضي موسوي في سرد ما قاله لها زوجها "حاول التخلص منهم، ولكنه لم يستطع، فبدأ يضرب رأسه بالأرض بكل قوة حتى كاد يغشى عليه، فتوقف الهجوم". وأبلغ الخواجة زوجته بأن سجانيه هددوه باغتصاب ابنتهما، فطلب منها إبلاغ الابنة التي تعيش في الخارج أن تتخذ الحيطة والحذر. وأشارت الصحيفة إلى أن موسوي -شأنها في ذلك شأن البحرينيين الآخرين- أعربت عن سخطها مما وصفته بصمت الولاياتالمتحدة إزاء "انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها حليفتها الصغرى". أما وزارة الخارجية الأميركية فردت على سؤال الصحيفة قائلة: إن الحكومة الأميركية استمرت في التعبير سرا وعلانية عن قلقها للسلطات البحرينية، وحثتها على الالتزام بالإجراءات القانونية والشفافة في المحاكمات. وقالت الخارجية: "ما زلنا نشعر بالقلق الشديد إزاء التقارير المستمرة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، وندعو الحكومة في المنامة إلى تزويدنا بمعلومات حديثة تتعلق بمكان المعتقلين ووضعهم في السجون لضمان سلامتهم". ولفتت الصحيفة إلى أنها لم تتمكن من الوصول إلى مسؤولين بحرينيين للتعليق على ما يوصف بانتهاكات حقوق الإنسان.