صدر حديثا للأستاذ الدكتور عادل ضرغام كتاب "الرواية والمعرفة.. قراءات في الرواية المعاصرة"، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. ومن مقدمة الكتاب التي تحمل عنوان "الرواية بين المعرفة الفلسفية والنظرية"، نذكر: بداية من عدة عقود تشكل اتجاه خاص في كتابة الرواية، يقوم على البحث، وتجلى ذلك واضحا في نتاج الأكاديميين والمنظرين الذين لهم إسهام في النظرية الأدبية والنقدية، وربما تشكل رواية (اسم الوردة) لإيكو علما مهما على هذا التوجه الكتابي، وقد أثرت تأثيرا كبيرا على الكتابة الروائية بشكل لافت. وقد كان لهذا التوجه أثر في الكتابة الروائية العربية، خاصة لدى هؤلاء الكتاب الذين يؤسسون عن عمد لإنتاج روايات ترتبط بالحديث عن الكتابة الروائية، بوصفها ميتا سرد على نحو ما يمكن أن نرى عند هاني عبدالمريد في (عزيزتي سافو)، أو لدى شيرين فتحي في رواية (خيوط ليلى). ويتجلى هذا النمط الكتابي لدى طارق إمام بوصفه آلية فاعلة وخاصة في روايته (ماكيت القاهرة)، ففي كثير من رواياته لا نجده يعتمد على الحكي فقط، ولكنه في كتابته مهموم بنسج كتابة روائية تحتفي بالمعرفي النظري والسردي الحكائي، والمعرفي النظري له تأثير كبير في النظرية النقدية، وله تأثير أقل ظهورا في الكتابة الإبداعية، يقلل من ظهور قصديته الحرفة الفنية، وعدم التوجه إليه بشكل مباشر، وأكثر النظريات بروزا وحضورا في روايته (ماكيت القاهرة) هي نظريات ما بعد الحداثة، خاصة في الجزئيات التي يتناول فيها الحقيقي والزائف، الأصلي والتقليد، الواقعي والخيالي، الماضي والحاضر، والإشارة إلى نظريات سابقة تكفل لكل قسيم من هذه الثنائيات حدودا صلبة مائزة. يذكر أن الدكتور عادل ضرغام يعمل أستاذا للأدب والنقد بكلية الآداب جامعة الفيوم، رئيس قسم الدراسات الأدبية بالكلية. له العديد من الكتب والأبحاث والترجمات، نذكر منها: بناء الوعي.. مقاربات في الأدب السعودي، في السرد الروائي، في تحليل النص الشعري، الممارسة النقدية، تطور الشعرية.