عطشان يا صبايا .. دلوني علي السبيل في الفلكلور الشعبي القديم أغنية جميلة مطلعها »عطشان يا صبايا.. دلوني علي السبيل« والسبيل بناء معماري انقرض الآن.. كان الغرض منه توفير الماء للفقراء والغرباء وعابري السبيل ويعد سبيل الناصر محمد بن قلاوون الذي أنشئ سنة 1326م بشارع بين القصرين من أقدم هذه الأسبلة، وقد تباري أهل الخير في إقامة الأسبلة كصدقة جارية لتوفير الماء العذب طوال العام وارتبطت بالسبيل وظيفة »المزملاتي« أي المسئول عن تزويد السبيل بالمياه ومن »مسوغات تعيين« هذا المزملاتي أن يكون نظيفا جميل الهيئة سليم البدن خاليا من العاهات وموضع ثقة.. كانت الأسبلة قطعا فنية مزخرفة ومزينة بالشبابيك النحاسية والمشربيات والآيات القرآنية بخط جميل ولها نوافذ يمد المارة من خلالها أيديهم ليشربوا الماء بأكواز »جمع كوز« من حوض رخامي يلي النافذة.. في العصر المملوكي كانت الأسبلة ملحقة بالمساجد ثم انفصلت عنها في العصر العثماني وكان البعض يلحقون بالسبيل كُتّابا لتحفيظ القرآن ومن أشهر الأسبلة: سبيل محمد علي بالنحاسين وسبيل أم عباس بشارع الصليبة بالقلعة، ونري في هذه الصورة آخر سبيل أنشئ في مصر سنة 1869 وهو سبيل أم حسين بك الشهر باسم سبيل أولاد عنان ويقع في شارع الجمهورية بمواجهة مسجد الفتح بميدان رمسيس أنشأته خديجة قادن أرملة محمد علي باشا صدقة علي روح ابنها الأمير محمد علي الصغير.. بظهور شركة المياه اختفت الأسبلة وحلت محلها المواسير وحنفيات المياه العمومية وللأسف هذا السبيل الذي نراه يعاني الإهمال ويحتاج الي ترميم شامل ويحيطه الباعة الجائلون ولسان حاله يقول: »عيان يا صبايا.. دلوني علي الطبيب«.. قصدي »دلوني علي زاهي حواس«. طه حسين الوزير الوفدي ووفد الأدباء ضرب مصطفي النحاس باشا رقما قياسيا في تولي رئاسة الوزراء فهو الوحيد الذي تولي هذا المنصب 7 مرات كانت الأولي في 61 مارس 1928 والأخيرة في 21 يناير 1950 حيث أصدر الملك فارق أمرا ملكيا الي حضرة صاحب المقام الرفيع مصطفي النحاس باشا جاء فيه: »إن توفير الرفاهية لشعبنا من أمن وسلام أعز رغباتنا لذلك اقتضت إرادتنا تحميلكم أمانة الحكم وإسناد رئاسة مجلس الوزراء إليكم«. قام النحاس بتشكيل وزارته واختار د. طه حسين وزيرا للمعارف العمومية أي التعليم ليس لأن د. طه صديقه فحسب ولكن وهو الأهم لأنه يثق في طموحاته وامكانياته.. وفي يوم الأربعاء 28 نوفمبر سنة 1951 ذهب وفد من الأدباء والشعراء والفنانين بربطة المعلم الي مكتب د. طه حسين بالوزارة يشد أزرهم ويعضدهم ويعينهم في استصدار قانون يحمي الملكية الأدبية والفنية باعتباره عميد الأدب العربي فقابلهم بترحاب وبشاشة وقال لهم: حاضر من »عينيه« ولأن الدكتور طه حسين »كفيف« ضحك الحاضرون وداعبوه قائلين: »بلاش من عينيك دي يا دكتور طه وللا انت ناوي تزحلقنا«.. وبفضل جهود طه حسين وافق مجلس الوزراء علي مشروع القانون ونري في هذه الصورة المنشورة بجريدة الفن يوم الاثنين 3 ديسمبر 1951 طه حسين الثالث من اليسار وعلي يمينه وزير العدل عبدالفتاح الطويل باشا يليه الشاعر أحمد رامي وعلي يساره باقي أعضاء الوفد ومنهم بيرم التونسي وعبدالحميد توفيق زكي والشاعر مصطفي عبدالرحمن ومحمد رشاد عزمي المحامي والبكباشي عبدالحميد عبدالرحمن.. في هذه الفترة ألقي طه حسين صيحته المعروفة »التعليم كالماء والهواء«، ولم يدر أن الماء والهواء كلاهما ملوث في زماننا الآن ولم تزل حقوق الملكية الأدبية والفنية منهوبة حتي الآن. المعجون السحري للأسنان ب6 صاغ!! لم تعرف صحافة زمان إعلانات معجون الأسنان إلا في نهاية العشرينيات وكانت تظهر في الصحف علي استحياء فالناس وقتها يعتبرون ذلك ترفا ورفاهية أو من الكماليات التي لا يهتمون بها إذ كان معظمهم لا يغسلون وجوههم أصلا فهل يغسلون أسنانهم؟ وفي نهاية الأربعينيات بدأت شركات معجون الأسنان تروج منتجاتها بحملات دعاية استعانت فيها بأشهر الفنانات ومنهم لولا صدقي وليلي فوزي ونعيمة عاكف ونري في هذا الإعلان الفاتنة الأجنبية آن ميللر بمجلة »ألوان جديدة« التي تصدرها سنية قراعة »عدد نوفمبر 1954« وقد ابتسمت لتظهر أسنانها البيصاء الساحرة وهي تعلن عن المعحجون السحري دكتور وست حجم صغير 6 قروش وتفننت شركات المعاجين قصدي معجون الأسنان في الدعاية فهذا ينعش وله نكهة مميزة وذاك يجعل رائحة الفم رائعة.. ولعل البعض يذكر إعلان التليفزيون أيام زمان الذي يقول: »ياكلوا حلاوة.. ياكلوا جاتوه.. ياكلوا كل اللي يحبوه« دون خوف من تسويس الأسنان.. وظهرت الآن معاجين بالفلورايد وطعم التفاح والنعناع واللي يعيش ياما يشوف.