بتكوينها الرقيق وملامحها الدقيقة الهادئة استقبلت الكاتبة الجميلة وزميلة العمر والعمل حنان أبو الضياء محبيها ومتابعيها لتحتفل معهم بتدشين كتابها الجديد الحادى عشر في مجمل أعمالها الإبداعية والذى حمل عنوان «قرن الجحيم 6 درجات على نهاية العالم» الصادر عن دار كنوز للنشر والتوزيع، تصميم الغلاف منى نور الدين. لتكون بذلك ضمن كتيبة رائعة من الصحفيين الذين يصدرون الكتب وتتجاوز أحلامهم عملهم المهنى إلى آفاق أرحب من الإبداع والبحث الرصين. فعلى ضفاف النيل الساحر ومن خلفنا الشرفة الضخمة لمكتبة مصر العامة حيث تشى الطبيعة بأن كوكبنا الأرضى ما زال بخير، وهو عكس ما يجىء فى الكتاب من حقائق ومعلومات، أدارت الندوة الكاتبة الصحفية جيهان الغرباوى بقفشاتها المرحة التى حولت موضوعات الكتاب بشأن الاحتباس الحرارى وذوبان القطب الشمالى وجفاف البحيرات والأنهار إلى سخرية لاذعة من أنفسنا، نحن بنى البشر من تقصيرنا تجاه كوكبنا. كما ناقش الكتاب نخبة من المبدعين والكتاب منهم لواء دكتور أحمد الشحات مدير مركز شاف للدراسات المستقبلية واستشارى الأمن الإقليمى والدولى، عضو مجلس الشيوخ طارق التهامى، الكاتب الصحفى مصطفى عبيد، د. مصطفى عبدالرازق، رشدى الدقن مدير تحرير روزاليوسف، الكاتبة الصحفية وفاء بكرى، الإعلامية سارة أسامة، الكاتبة والروائية فكرية أحمد، والفنانة منى نورالدين مصممة الغلاف الصحفية بالأهرام، وحضر التوقيع مجموعة كبيرة من كتاب وصحفيى الوفد والجرائد المصرية. فى البداية تناول لواء دكتور أحمد الشحات مدير مركز «شاف» للدراسات المستقبلية واستشارى الأمن الإقليمى والدولى، الجهد البحثى الملفت للكاتبة حنان أبوالضياء خاصة أن هناك بحوثاً عديدة حذرت من التهجير البيئى فى السنوات القادمة، نظراً لما تنتظره مناطق رعوية وزراعية فى أنحاء العالم من التصحر والجفاف، ملاحظاً أن 70 % ممن سيتم تهجيرهم سيكون من النساء. أما الكاتب الصحفى مصطفى عبيد فقد بدا متفائلاً بنسبة الحضور الطاغى لتاء التأنيث للندوة، معتبراً أنها علامة على الوعى الكبير بقضية المناخ والتغيرات البيئية لدى المرأة، أيضاً نفى أننا شعب لا يقرأ مدللاً على ذلك بأن مصر تحتل المركز السادس على مستوى العالم فى نسبة عدد القراء والأولى عربياً بحسب آخر الإحصاءات العالمية وهى نسبة مرضية جداً من وجهة نظره. على الجانب الآخر دعا عضو مجلس الشيوخ طارق التهامى إلى تحويل هذا الكتاب المهم إلى رواية مطبوعة، تمهيدًا لتحويلها إلى فيلم سينمائى أو مسلسل يتحدث بالعربية حتى نساهم فى التنبيه من الأزمة داخل بلادنا، وتأكيدًا على أننا نمتلك أدوات مواكبة العصر وأننا منتبهون جدًا لمخاطر تغير المُناخ فى العالم. منتظراً رواية تُجسد هذه المعلومات بسيناريو عظيم وأحداث أكثر تشويقاً. واتفق الدكتور مصطفى عبدالرازق مع الكاتبة حنان أبوالضياء فى مخاوفها بقرب نهاية العالم، موضحاً أننا جميعاً لدينا مسئولية تجاه الأجيال القادمة، مطالباً بضرورة تفعيل جميع الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية البيئة ومجابهة التغير المناخى الذى تزداد معدلاته بطريقة مرعبة كل يوم. كما تحدثت الروائية فكرية أحمد عن تميز الكاتبة حنان أبو الضياء قائلة إنها تحمل رؤية فيما تكتبه فالكتابة لديها تتجاوز الكتابة الصحفية والمهنية. يضم الكتاب عدة ملفات شائكة حول تغير المناخ، والتحولات المعقدة التى تؤثر الآن على أنظمة الطقس والمناخ على كوكبنا، حيث لا يشمل تغير المناخ ارتفاع متوسط درجات الحرارة فحسب، بل يشمل أيضًا الأحداث المناخية المتطرفة. وقد بدت الكاتبة حنان أبو الضياء ومع أولى كلمات مقدمة الكتاب تستشعر الخطر الذى يحيط بكوكبنا محذرة أننا فى طريقنا إلى الانقراض. إذا استمر الاحتباس الحرارى بالمعدل الحالى. وما سيحدث مع ارتفاع درجة حرارة الأرض مرعب ومخيف. فزيادة درجة حرارة واحدة، تعنى أن البحر الخالى من الجليد يمتص المزيد من الحرارة ويسرع الاحتباس الحرارى. وأن المياه العذبة المفقودة من ثلث سطح العالم تغمر السواحل المنخفضة. متنبئة بأن الأوروبيين سيموتون من ضربة شمس مع زيادة درجات الحرارة درجتين؛ وستظهر الغابات التى دمرتها النيران؛ وتبدأ النباتات المجهدة فى انبعاث الكربون بدلاً من امتصاصه؛ يواجه ثلث جميع الأنواع الموجودة على الأرض، الانقراض. وفى الدرجة الثالثة من الزيادة حسبما تقول الكاتبة حنان أبوالضياء سيتم إطلاق الكربون من الغطاء النباتى والتربة، ويسرع الاحتباس الحراري؛ لتموت غابات الأمازون المطيرة؛ وتضرب الأعاصير الخارقة المدن الساحلية؛ وتنتشر المجاعة فى إفريقيا. لا تتركنا الكاتبة حنان أبو الضياء عند التوقف بالشعور بالخوف من المجاعة ولكنها تزيدنا رعباً لعلنا نتعظ أنه مع درجة الحرارة الرابعة يصبح الاحتباس الحرارى العالمى أمرًا لا يمكن وقفه؛ تصبح أجزاء كبيرة من بريطانيا غير صالحة للسكن بسبب الفيضانات الشديدة؛ ومنطقة البحر الأبيض المتوسط مهجورة. لترى المستقبل من بعيد أنه مع زيادة درجة الحرارة 5 درجات ينبعث الميثان من قاع المحيط، ويسرع من ظاهرة الاحتباس الحرارى؛ ويختفى الجليد من كلا القطبين؛ يهاجر البشر بحثًا عن الطعام ويحاولون عبثًا العيش مثل الحيوانات خارج الأرض. وأخيراً تضع الكاتبة حنان أبوالضياء النهاية لكوكبنا البشرى مع درجة الحرارة السادسة؛ حيث تنتهى الحياة على الأرض. بالعواصف المروعة، والفيضانات المفاجئة، وغاز كبريتيد الهيدروجين، وكرات الميثان النارية، التى تتسابق لتنتشر فى جميع أنحاء العالم بقوة القنابل الذرية؛ ولا يبقى شىء على قيد الحياة سوى الفطريات.