الأوبئة تحاصر حدائق القبة.. والموت صعقًا يطارد سكان الزاوية الحمراء .. إمبابة: كوكتيل مخالفات.. وشبرا الخيمة: حياة على حافة الموت ترعة الشرقاوية المصدر الوحيد لمياه الشرب فى شبرا الخيمة أصبحت مقبرة للحيوانات النافقة «نباشو القمامة» يتعاطون المخدرات بشوارع الزاوية فى عز الظهر.. ومسئول بالحي: أغلبهم مسجلون ويمنعون العمال من أداء عملهم رغم أننا نعيش زمنًا جديدًا وجمهورية جديدة إلا أن بعض مسئولى الأحياء لا يزالون متمسكين بكل آفات الزمن الغابر من إهمال وفساد وعدم القيام بواجبات وظائفهم.. «الوفد» رصدت بالكلمة والصورة، ما تعانيه 4 أحياء فى القاهرةوالجيزة من أزمات سببها جميعًا إهمال مسئولى الأحياء.. ورصدت «الوفد» فى كل حى كارثة تهدد حياة آلاف المصريين.. البداية كانت من حدائق القبة بالقاهرة.. وكان من الأحياء التى يسكنها أثرياء مصر ووجهاؤها، وعرف عنه كثافة الأشجار والحدائق المحيطة بالقصور الكبيرة. أما «شارع مصر والسودان» فكان اسمه القديم «شارع ملك مصر والسودان»، حيث كان يسكن فى نهايته الملك فاروق الأول..هكذا كان حى حدائق القبة، أما الآن فحاله يثير الشفقة... أهالى شارع ترعة الجندى، أكثر كتلة سكانية بحدائق القبة- يستغيثون من حصار الأوبئة بسبب الغياب الكامل لصناديق القمامة، مما حول الشوارع إلى تلال متواصلة من قمامة. ورصدت «الوفد» تبديل صناديق القمامة بحاويات من الأجولة، ويقف بجانبها عامل نظافة يجمع القمامة من الأرض، بعد بعثرتها من النباشين. وتقول سميرة حسن -46 عاماً موظفة بشركة العقارية- إن حى حدائق القبة كان من أرقى الأحياء وأجملها، ولكن تدهورت أحواله، وحاليًا انتشر بشوارع الحى مجموعات من النباشين يفرزون القمامة، ويأخذون جانبًا منها، ويتركون الباقى مبعثرًا فى عرض الشارع وعلى الأرصفة، وهو ما يهدد بانتشار العديد من الأوبئة والأمراض». وأضافت: «أغلب النباشين يخزنون المواد التى جمعوها من القمامة أمام أبواب العمارات، ويتركونها بالساعات الطوال، دون أن يتصدى لهم أى مسئول بحى حدائق القبة». وأكد على إبراهيم -39 عاماً موظف بقطاع البترول- أن الحشرات والقوارض بدأت تتنشر فى بعض شوارع حداق القبة بسبب تلال القمامة الممتدة على أرصفة الشوارع، فى ظل غياب الصناديق المخصصة للقمامة، مطالباً رئيس حى حدائق القبة، برفع تجمعات القمامة من الشوارع وإزالة مكاتب النباشين، المقامة على أرصفة شارع ترعة الجندى، وتنظيف الشوارع بالسيارة المكنسية المخصصة لأهالى المنطقة، وتوفير صناديق قمامة لمنع تراكمات القمامة على الأرصفة ووسط الطريق. الموت صعقاً لم تكن شوارع الزاوية الحمراء أفضل حالًا من شوارع حدائق القبة، ففى جولة ميدانية بشوارع الزاوية الحمراء رصدت «الوفد» أكثر من 10 أعمدة إنارة «مفكوكة» وملقاة على جانبى الطريق وتخرج منها كابلات كهرباء مكشوفة تماما بلا أى عازل، فيما يمر المواطنون من فوقها، مما أثار حالة من الذعر بين أهالى المنطقة، واشتكى عدد من سكان الزاوية الحمراء من الإهمال الذى طال كابلات الكهرباء مع دخول فصل الشتاء، وهو موسم الأمطار وصعق المواطنين من أعمدة الإنارة أثناء الأمطار. وقال محمد إبراهيم 45 عاماً من سكان الزاوية الحمراء، إن عمال الحى فككوا أعمدة الإنارة تحت إشراف مكتب رئيس الحى «المهندس محمد عبدالنعيم» وحينما تحدثنا معهم أكدوا أن هذه تعليمات من رئاسة الحى»! وأضاف «ترك العمال كابلات الكهرباء مكشوفة، ولم يكلفوا أنفسهم بتغطية الكابلات العارية، بوسائل عازل للتيار الكهربائى حتى لا يصعق الأطفال الذين يمرون يومياً بشكل كبير أثناء ذهابهم وعودتهم من المدارس». وأضاف أن حالة من الذعر تسيطر أيضاً على سكان شارع منشية الجمل بسبب الكابلات الكهرباء المنتشرة على ضفاف الرصيف المخصص لسير المواطنين، وخاصة أمام مسجد الإمامين ولا يوجد أى وسيلة أمان واحدة تحافظ على حياة الناس من صعقهم بالكهرباء. وناشد المواطنون، رئيس حى الزاوية الحمراء سرعة تنفيذ وسيلة أمان، حتى لا يموت الناس صعقًا بالكهرباء. لم تكن كابلات الكهرباء هى الوجع الوحيد لأهالى «الزواية الحمراء»، فهناك كارثة أخرى كشفها إسماعيل فرج -50 عاماً من سكان الزاوية الحمراء، فقال» أثناء ذهابى لوضع شنط القمامة فى صناديق القمامة، صدمنى مشهد بعض نباشى القمامة وهم يتعاطون المخدرات بجانب الصناديق، مناشداً الجهات الأمنية إنقاذهم من هؤلاء النباشين متعاطى المخدرات فى الشوارع، وهو ما يعرض السكان للخطر. واعترف مصدر مسئول من حى الزاوية الحمراء، بأن الموظفين المخصصين لمتابعة حالة نظافة وتجميل المنطقة يواجهون معوقات ضخمة فى استكمال عملهم بسبب النباشين الذين يمنعونهم من أداء، خاصة أن أغلب النبيشة مسجلون خطر، ولذلك فإن التعامل معهم يتطلب التدخل الأمنى، مؤكداً أن رجال المباحث ضبطوا أكثر من مرة بحوزة النباشين مخدر «الشعر والاستروكس». كوكتيل مخالفات «كوكتيل مخالفات».. هذا هو العنوان الأكثر تعبيرًا عن حال منطقة إمبابة التابعة لمحافظة الجيزة. البداية من أول شارع المنيرة القريب من موقف إمبابة، حيث تتراكم أكوام القمامة فى منتصف الطريق المخصص لسير السيارات والمواطنين، ويستمر هذا الحال، حتى يحضر اللحى لوادره، لإزالة تلال القمامة، فتجرف اللوادر القمامة، وما تحتها من أسفلت، فتخلف حفر ضخمة تتخطى أطوالها 7 أمتار، مما يهدد بانقلاب السيارات المارة. واشتكى شادى شريف - 34 عاماً عامل فى محل ملابس بشارع المنيرة، من تراكب القمامة بشكل مستمر فى الشارع، تفوح منها روائح كريهة «تطفش» الزبائن من المحل بسبب شد رائحتها الكريهة». وأضاف أن لوادر الحى عندما ترفع القمامة من الشارع تحفر جانبًا من أسفلت الشارع مما يسبب عائقًا أساسيًا فى عملية سير الطريق وهو ما يؤدى إلى انقلاب «التكاتك» وإصابة المواطنين، وتابع «تقدمنا بشكاوى عديدة لحى إمبابة لتعديل الشارع ووضع صناديق فى أماكن مخصصة للقمامة وإزالتها من منتصف الطريق ولم يستجب أحد حتى الآن». وفى شارع المطار بمنطقة إمبابة رصدت «الوفد» مشهداً مثيراً يتسبب فى كثير من الحوادث بالشوارع الداخلية بإمبابة، وسقوط العديد من الضحايا، أغلبهم من الأطفال، فالنباشون الذين يجمعون الزجاجات البلاستيكية، من أكوام القمامة ويحملونها على تروسيكل ويسيرون بسرعات جنونية، تسبب فى أحيان كثيرة، بانقلاب التروسيكل وتطاير ما فيه على جميع المارة من حوله، مسببًا لهم إصابات مختلفة، فضلًا عن تعطل طريق المطار. وأكد عدد من سكان إمبابة الغياب التام لرئيس الحى المهندس أشرف بكر وإدارته، ولهذا تنتشر فى إمبابة المخالفات من كل شكل ولون، من إلقاء القمامة فى عرض الشارع إلى سرقة الباعة الجائلين للكهرباء. ورصدت «الوفد» طفلاً يقود عربية كارو بحصان ويقف فى منتصف الطريق بجوار كوم من القمامة لجمع المواد البلاستيكية، ولا يهتم بخطورة وقوفه فى منتصف الطريق وتعطيل الحركة المرورية، وقال حسن إبراهيم من27 عاماً من سكان إمبابة، إن النباشين داخل المنطقة يتسببون فى حالة من الفوضى البيئة داخل حى إمبابة دون التصدى لهم من القائمين على نظافة وتجميل منطقة إمبابة من الحى. حافة الموت شوارع شبرا الخيمة حزينة بسبب ما تعانيه من إهمال، وبسبب شكاوى أهلها البسطاء، التى لا تجد من يسمعها أو يستجيب لها.. ففى حى غرب شبرا الخيمة لابد أن يستنشق جميع السكان، دخان محروقات القمامة يومياً أكثر من ثلاث مرات، بخلاف انتشار الفئران والكلاب المسعورة والقطط الضالة، التى تهدد بنقل جميع الفيروسات إلى الأطفال. أما ترعة شبرا فتحولت إلى مقبرة للحيونات الميتة وطائر أبوقردان ناقل الفيروسات إلى الأراضى الزراعية، بعد وقوفه ونبشه فى القمامة، بالإضافة للزواحف الغريبة التى تنتشر على ضفاف ترعة شبرا الخيمة! وأكد عدد كبير من سكان شبرا الخيمة أنهم يعانون من إهمال مسئولى حى غرب شبرا الخيمة، وهو الإهمال الذى جعلهم يعيشون على حافة الموت – على حد وصفهم. ويمثل شارع ترعة الشرقاوية قمة تجسيد معاناة أهالى شبرا الخيمة، حيث تنتشر القمامة على ضفاف الترعة بشكل كبير، ويتجمع عليها قطط وكلاب وطائر أبو قردان وأغنام تتغذى من القمامة، التى تفوح منها الروائح الكريهة التى لا يستطيع أى إنسان تحمل استنشاقها وتقدم أهالى المنطقة العديد من الشكاوى لحى غرب شبرا الخيمة لرفع كل القمامة ولا يستجيب أحد حتى الآن. وقال هشام سيد- 44 عاماً من سكان شبرا الخيمة، إن شارع ترعة الشرقاوية يشهد إهمالًا كبيرًا من حى غرب شبرا الخيمة، وفى الشهور السابقة طال حياة المواطنين بسبب انهيار معدية خرسانية على ترعة الشرقاوية بسبب تراكم القمامة عليها وكان يحضر اللودر ويبدأ فى رفعها ولكن بسبب الإهمال بدأت تفسد صلاحية المعدية، وأصبحت خطرًا على حياة الأهالى لولا تعاون أهالى الخير من سكان المنطقة، بعد إهمال حى غرب شبرا الخيمة وقامه بإنشاء معدية على نفقتهم الخاصة. وقال إن شركات النظافة التابعة لحى غرب شبرا الخيمة، المسئولة عن جمع القمامة من البيوت مقابل 30 جنيها فى الشهر لا تقوم بدورها على الوجه الأكمل، فتكتفى بجمع القمامة من البيوت يومين فى الأسبوع فقط، وفى جميع المناسبات تختفى بشكل كامل من المنطقة». وأضاف «عند جمع القمامة من البيوت لا يكترث عامل النظافة بوقوع أكياس القمامة على السلالم ولا يهتم بجمع القمامة من جميع سكان العمارة حتى يقوم السكان بجمع القمامة بعد ذهاب عامل النظافة ورميها على ضفاف ترعة الشرقاوية. وأشاروا إلى انتشار البعوض والهاموش والحشرات الغريب فى المناطق السكنية بسبب القمامة، وان أكثر الإصابات الفيروسية التى يصاب بيها الأهالى تحدث للأطفال، مطالباً من رئيس حى غرب شبرا الخيمة بمحاسبة شركات جمع القمامة من البيوت بسبب عدم وجود رقابة عليهم، رغم حصولهم على رسوم النظافة. وأضاف فرج حسين-65 عاماً من سكان شبرا الخيمة، أن القمامة فى شبرا الخيمة تشبه الجبال وبسبب تراكمها وعدم القدرة على نقلها للأماكن المخصصة يقوم المواطنون بحرقها يومياً والتخلص من مخلفات الحرق فى الترعة التى يشرب من مياهها عشرات القرى الموجودة على جانبى الترعة.