ليس هذا العنوان «نكتة» أو عنواناً ساخراً ولكن فى ظل هذا النظام المتردى ربما سيكون حقيقة.. لأن هؤلاء الأشاوس الذين يتمسحون بالدين والدين الإسلامى برىء منهم تماماً، حيث لا يعرفون من تلك العقيدة إلا اسمها، وأعيد ما قاله سيدنا «على» رضى الله عنه: «إذا لم تستح فافعل ما شئت..»، حيث فى الأيام القليلة الماضية فوجئنا ببعض هؤلاء وهم يذهبون إلى تمثال سيدة الغناء العربى الراحلة أم كلثوم فى ميدان المحطة ويغطون هذا التمثال بأقمشة وحجتهم أن ذلك التمثال يمثل الوثنية بعينها.. ولم يقرأوا تاريخ تلك السيدة الفاضلة التى أثرت مصر بل العالم العربى بل العالم كله بفنها وعطائها.. نسوا أنها بدأت حياتها بتلاوة القرآن الكريم وجودته وشدت بصوتها العظيم بأعظم قصائد الشعراء فى مدح الإسلام والرسول.. وليست أغنية نهج البردة ببعيدة وغيرها وغيرها من الفن الرفيع حتى حينما كانت تشدو بصوتها الذى أسعد الجميع كنا نرى الوفود العربية تحضر حفلاتها الشهرية بالقاهرة من جميع أنحاء العالم العربى بطائراتهم ليسعدوا برؤيتها وسماع صوتها.. وفى هذا العهد الميمون نرى عجب العجاب.. حينما طالبوا بتغطية تماثيل أجدادنا وهم قدماء المصريين فى الأقصر بأقمشة وحجتهم أن تلك التماثيل وثنية.. ونسوا أن عمرو بن العاص حينما فتح مصر ودخلها لم يمس تلك التماثيل ولم يعلق عليها مؤمناً أن هذا هو تاريخ مصر القديم، التى ذكرت فى القرآن الكريم خمس مرات، بل ذكرت فى جميع الأديان فى التوراة مروراً بالإنجيل ثم بالقرآن الكريم، حيث قال سيدنا يوسف بن يعقوب، نبى الله، لإخوته «ادخلوا مصر إن شاءالله آمنين».. فمصر هى بلد الأمن والأمان.. والذى لا تعرفه العشيرة الآن أن مصر هى البلد الوحيد الذى عين وزير ماليتها نبى من الأنبياء وهو سيدنا يوسف عليه السلام، ولكن للأسف أن أبناء عشيرة اليوم لا يعرفون تاريخ مصر.. وإن عرفوا لا يفهمون.. ولم يقرأوا عن شعب مصر وإن قرأوا لا يدركون.. فأبناء العشيرة أى عشيرتهم وصلوا من الغباء أعظم ما فيه حتى أعماهم هذا الغباء.. فلا غرابة فى أنه ليست مفاجأة حينما نجدهم فى يوم من الأيام وقد شمروا عن سواعدهم ونقلوا تمثال أبوالهول إلى المقطم أمام مقرهم، وسيكون حجة العشيرة أن أبا الهول كان له «ذقن». لذلك أصبح أبوالهول من العشيرة ولابد أن يكون فى حوزة الجماعة وفعلاً أبوالهول كانت له لحية وحينما جاء نابليون بونابرت بالحملة الفرنسية أخذ يضرب أبوالهول بمدافعه ولم يستطع أن ينال من هذا التمثال سوى سقوط «ذقنه» فأخذ الفرنسيون ذقن أبوالهول ووضعوها فى متحف اللوڤر بباريس، وحينما يتم نقل أبوالهول إلى معقلهم بالمقطم.. ستقوم أزمة دولية بينهم وبين فرنسا حيث إنهم سيطالبون فرنسا بإعادة تلك اللحية لأنها من تراث العشيرة وإمامهم سيدهم نبراسهم أبوالهول.. وهم فى مقرهم بالمقطم عاكفون على دراسة هذا الموضوع ويتلقون من أشاوسهم الأفكار والاقتراحات للم شمل العشيرة وعلى رأسها سيدهم ومثلهم الأعلى أبوالهول طيب فى ظنهم تراه هذا تفكير العشيرة دون النظر إلى مشاكل مصر الاقتصادية والسياسية والمعيشية. ولك الله يا مصر رشاد بدور عضو الهيئة الوفدية