«صلاح» الغائب الحاضر.. و«الفرعون» له فضل فى تقليص ظاهرة الإسلاموفوبيا أكد الخبراء في مجلس الشرق الأوسط الدولي للدراسات بالدوحة أن استضافة قطر لمبارايات كأس العالم كأول دولة عربية تفوز بهذا الحدث العالمى له تأثيرات إيجابية عديدة على دول الإقليم وشمال إفريقيا، وعلى رأسها تحسين صورة الشعوب العربية بعدما تم تشويهها أثناء الحروب والأزمات خلال العقد المنصرة بعد ثورات «الربيع العربي»، وأوضحت التقارير أن كأس العالم يعد فرصة ذهبية للفت الأنظار تجاه الحفاوة والثقافة العربية التي تتسم بالكرم والتسامح الحقيقي ويفتح الأبواب أمام استضافة دولة عربية آخرى لمباريات الأولمبياد القادمة. وأشارت تقارير المجلس إلى فضل محمد صلاح كلاعب مصري عربي ومسلم وصل إلى العالمية وحاز حب جماهير كرة القدم، مؤكدة أن دراستين بعنوان «تأثير صلاح» تم إجراؤهما فى جامعة ستانفورد الأمريكية ومعهد التكنولوجيا الفيدرالي السويسري توصلتا إلى أن محمد صلاح أسهم بقوة فى تغيير صورة المسلمين والتخفيف من ظاهرة الإسلاموفوبيا فى المملكة المتحدة وأوروبا، بل تقلصت أعداد جرائم العنصرية والكره للمسلمين لدرجة أن كثيراً من المشجعين يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعى «إذا أحرز صلاح الجول سوف أصبح مسلما مثله»!. كما توقع الخبراء أن تسهم مباريات كأس العالم بقطر في رأب صدع العلاقات العربية– العربية وهو ما ينعكس بالإيجاب على قطر وجاراتها في الخليج، يأتى ذلك مع تنشيط حركة السياحة والسفر والنقل وكل الأعمال المرتبطة بالضيافة في المملكة العربية السعودية، الإمارات وحتى إيران، وقال الباحث مارك جونز إنه يتعين على الدول العربية ألا تترك مساحة للآخرين ليستغلوا خلافاتهم الداخلية ويرسمون صوراً سلبية فى وسائل الإعلام الغربية عنهم لأنها تصل بدورها إلى صانعي القرار في الإدارات الأمريكية والحكومات الأوروبية بما فيها الهيئات الدولية، وهو ما ينعكس على تقليص فرصهم في استضافة الأحداث العالمية والرياضية الضخمة. وأضافت تقرير رانج علاء الدين الخبير السياسى بالمجلس أن الأحداث والصراعات الجيوسياسية أثبتت بالدليل القاطع تمتع الدول العربية بعنصر الأمان والاستقرار وقدرة حكوماتها على استضافة آلاف بل ملايين الضيوف فى المناسبات العالمية وهو ما أثبتته التجربة من استضافة مصر لقمة المناخ «كوب 27»، بعدما أحرزت مصر وقطر طفرات كبيرة في مشروعات البنية التحتية طوال العشر سنوات الماضية، التي مكنت قطر من استضافة مسابقة كأس العالم حاليا، بالإضافة إلى إحرازها تقدما في ملف علاقاتها الخارجية وقيامها بدور الوساطة السياسية بين الأطراف الدولية الكبرى مثل ملف خروج القوات الأمريكية من أفغانستان. وأشادت التقارير بالدور الجيوسياسى الذي لعبته مصر وقطر وغيرهما من الدول العربية في سد حاجة دول أوروبا من الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة بعدما عانت خلال الأشهر الماضية من نقص الغاز جراء الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات المفروضة على روسيا، ما عزز مكانة الدول العربية لدى المجتمع الدولي وامتلكت قوة دبلوماسية الطاقة والتأثير في القرار الدولي، مثلما تستطيع الآن أن تستخدم قوة دبلوماسية «كرة القدم» الذي يمكنه تحقيق السلام والاستقرار.