فى أجواء نوفمبر المجيد والاستعداد للاحتفال بالعيد الوطنى ال52 بقيادة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، يواصل قطاع الضيافة فى سلطنة عمان نموه بنسبة تقترب من 91 بالمائة هذا العام، بسبب المشروعات السياحية المختلفة التى تُنفذ فى مختلف المحافظات التى من المؤمل أن تشجع السياحة الداخلية والخارجية على حد سواء، ولعل من أهم هذه المشروعات الواعدة، مشروع تطوير منطقة «يتى» السياحى المتكامل الذى تتولى تنفيذه مجموعة «عمران». وتمثل المدينة المستدامة «يتى» التى سيجرى تطويرها ضمن المرحلة الأولى فى المخطط العام لمشروع يتى السياحى المتكامل؛ أول مشروع يلبى أعلى معايير الاستدامة والاقتصاد الأخضر فى سلطنة عمان على مساحة إجمالية تصل إلى مليون متر مربع وبقيمة استثمارية تبلغ قرابة مليار دولار أمريكى وذلك بالتعاون مع إحدى الشركات الرائدة فى تطوير المدن المستدامة. الاستدامة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية سيركز المشروع على تلبية جميع ركائز الاستدامة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية (الاقتصاد الدائرى الأخضر) وأسس صناعة المكان، بما يتماشى مع رؤية عمان الرامية إلى إثراء القطاع السياحى فى سلطنة عمان وتحقيق النمو المستدام. وستضم المدينة عددا من مرافق الضيافة، متمثلة فى منتجع من فئة الخمس نجوم وفندق من فئة أربع نجوم. وقد وقع الاختيار على مدينة «يتى» للعديد من الأسباب، من أهمها القرب من سواحل بحر عُمان، ومقوماتها الطبيعية الثرية التى تجمع الشطآن الممتدة والجغرافيا الفريدة التى تضم الجبال والمنحدرات الصخرية الرائعة، فضلا عن الأودية التى تتناغم ضمن طبوغرافية الموقع، إلى جانب سهولة الوصول إلى الموقع عبر شبكات النقل، حيث تبعد المدينة 40 دقيقة فقط عن مطار مسقط، وأقل من 30 دقيقة عن قلب مدينة مسقط. تتواصل أعمال الإنشاء لجميع مرافق ومبانى المدينة، حيث إن العمل يسير وفق البرنامج الزمنى والخطة التنفيذية، والتى ترمى إلى إنجاز المشروع فى عام 2025. وخلال الأسابيع القادمة ستتاح فرص الشراء والاستثمار فى المرحلة الأولى من المبيعات التى تشمل 300 فيلا سكنية فى قلب المدينة المستدامة «يتى». الفرص والأعمال التى سيوفرها المشروع لأبناء المنطقة والعُمانيين بشكل عام سيكون للمشروع دور بارز فى تعزيز القيمة المحلية المضافة، حيث تمتد منافعه إلى المجتمع المحلى ليسهم فى تنمية الكوادر المحلية ومجالات الابتكار وتحفيز السوق المحلى. ومن المتوقع أن تسهم المرحلة الأولى فى إيجاد المئات من الفرص الوظيفة المباشرة وغير المباشرة وفتح مجالات رحبة للتعاون مع القطاع الخاص والشركات المحلية، علاوة على الفرص الريادية المتنوعة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وتم التعاقد مع مجموعة من الاستشاريين والموردين والمقاولين المحليين فى المراحل الإنشائية للمدينة المستدامة «يتى». وسيوفر المشروع عددا من فرص العمل بدوام كامل أو جزئى فى عدة مجالات، مثل: البيع بالتجزئة والضيافة والتعليم والترفيه. ومن المتوقع أن توفر المرحلة الأولى من المشروع 900 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلا عن فتح آفاق جديدة لممارسة الأعمال أمام الشركات المحلية والشركات الصغيرة والمتوسطة. المرافق الرئيسية لمدينة «يتى» سيعزز تصميم المشروع نمط الحياة الصحى عبر توفير مرافق رياضية متنوعة تشمل مسارات الدراجات والركض وناديا للفروسية ومرافق صحية، بجانب مركز للتوحد ومركز ثقافى ومسجد «مستدام»، كما ستضم المدينة خيارات متنوعة من المتاجر والمطاعم والمقاهى بالإضافة إلى الشقق والمكاتب، ومنطقة زراعية تعتمد على أحدث تقنيات الزراعة العمودية لإنتاج الخضراوات والفواكه والأعشاب، ومدرسة مستدامة ومختبر ومعهد «سى» لعرض أحدث حلول إنتاج الطاقة والزراعة الداخلية والعمودية. وسيحوى المشروع كذلك على العديد من المرافق السكنية المهيأة والمتمثلة فى 1657 وحدة سكنية بينها 300 فيلا و1225 شقة و132 شقة فاخرة، التى تتسع جميعها لنحو 10 آلاف مقيم، بجانب منتجع من فئة الخمس نجوم يتألف من 170 غرفة وفندقا من فئة الأربع نجوم يتألف من 197 غرفة. الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية والاعتماد على الطاقة المتجددة يستند العمل فى المدينة المستدامة «يتى» إلى ركائز الاستدامة المعروفة والتركيز على استخدام مواد صديقة للبيئة فى جميع العمليات الإنشائية، التى نهدف خلالها إلى التقليل من الانبعاثات الكربونية والاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، بجانب إعادة تدوير المياه والنفايات بنسبة 100%، وإنتاج الغذاء، بالإضافة إلى الاعتماد على المركبات الكهربائية والمركبات ذاتية القيادة للتنقل داخل المدينة وإعطاء الأولوية للمشاة والدراجات الهوائية، كما ستضم المدينة عددا من المرافق الخدمية والتعليمية والرياضية والصحية والترفيهية لضمان تحقيق الاستدامة الاجتماعية. وينصب تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائرى إيجابا على القاطنين فى المدينة، حيث تكمن الاستفادة فى التقليل من تكاليف إنتاج واستهلاك الكهرباء والمياه، إذ ستكون جميع المنازل مزوّدة بأجهزة موفرة للطاقة لتقليل استهلاك الموارد وخفض التكاليف المرتبطة بها. وبالمجمل، تقوم المدينة المستدامة على تحقيق معادلة العيش والعمل والترفيه بصورة متكاملة. ويطمح المشروع إلى تحقيق أعلى معايير الاستدامة فى جميع الجوانب الحياتية، حيث سيسهم فى خفض الانبعاثات الكربونية للشخص الواحد من المقيمين فى المدينة بنسبة 75% فى الحدّ الأدنى مقارنة بالمساكن وأنماط الحياة التقليدية. ويتم ذلك من خلال خفض الانبعاثات عبر جميع الركائز الست للاستدامة، والتى تشمل الغذاء والطاقة والمياه والمنتجات والتنقل والنفايات. ويأتى ذلك ضمن سعى سلطنة عُمان لتحقيق الأهداف البيئية المحددة فى اتفاقية الأممالمتحدة للمناخ فى باريس لعام 2050، وخطة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، ورؤية عُمان 2040، كما ستعمل المدينة على استقطاب مجموعة من الخبراء والمهتمين من مختلف الجنسيات، لتبادل الخبرات فيما يتعلق بأفضل الممارسات البيئية فى مجال المدن الخضراء وتغير المناخ، واستكشاف استراتيجيات جديدة لتحسين البيئة وحماية الموارد الطبيعية. تغيير أسلوب ونمط حياة المقيمين والزوار لا شك أن جودة ونمط حياة المقيمين فى المدينة المستدامة «يتى» وزوارها ستنعكس من خلال جميع المرافق، والبيئة المستدامة التى ستقدمها هذه الوجهة الفريدة. وستؤثر المدينة فى كافة القاطنين فيها من خلال تشجيعهم على تطبيق مبدأ الاستدامة عبر العديد من المبادرات والخيارات، مثل الزراعة الحضرية والبستنة المجتمعية ومشاركة العربات الكهربائية، كما ستوفر الأحياء السكنية مناطق خالية من السيارات لتشجيع التنقل الصحيّ وممارسة المشى، بالإضافة لتقوية الروابط الاجتماعية بين سكان الحى الواحد. ولأهمية التعليم ونشر الوعى، سيتم تنظيم مختلف الفعاليات وحلقات العمل التى تسهل على المقيمين والزوار التعرف على أفضل السبل لتبنّى الممارسات الخضراء فى حياتهم اليومية، والتعرف على المزايا والحلول التى توفرها المدينة لخفض انبعاثات الكربون لكل فرد. مصيرة... نقلة تنموية فى المشاريع السياحية فى سياق متصل، وفى إطار تشجيع الأنشطة السياحية فى سلطنة عُمان، استقبلت ولاية مصيرة يوم الخميس الماضى، أول رحلة للطيران المدنى قادمة من مسقط، والتى ستسهم فى تنشيط القطاعات الاجتماعية والتجارية والسياحية للجزيرة، وهو ما سوف يسهل حركة النقل للمواطنين والسياح من وإلى ولاية مصيرة. كما أن الرحلات المغادرة والقادمة ستسهم فى نقل البضائع وتكون عاملا مهما فى الحركة التجارية للجزيرة، والتى بدورها سوف تحفز الاستثمارات المحلية والأجنبية، ما يرفع كفاءة الاستثمارات ودعم رؤية عُمان 2040 فى القطاع السياحى. تتميز جزيرة مصيرة بالعديد من المقومات السياحية، منها الشواطئ الممتدة والواسعة والتى تعد أهم جذب سياحى، كما توجد بالجزيرة المعالم التراثية، وأيضا تتميز بالأجواء المعتدلة طوال العام، كل هذه العوامل جعلت الجزيرة محطة مهمة فى السياحة داخل سلطنة عمان، ولاية كما تحتضن مصيرة أيضا محمية السلاحف، ما جعل الجزيرة من أفضل الوجهات للسلاحف، حيث تعشش فى الجزيرة العديد من الأصناف المتنوعة من السلاحف الذى جعلها محطة للدراسات والزيارات. وأضاف سعادته أنه فى الفترة المقبلة سوف تكون هنالك نقلة تنموية فى المشاريع بالجزيرة، منها العمل على أنسنة المدن التى توفر الأماكن الترفيهية.