كتاب.. صدر عن مؤسسة ديل كارنيجي بعنوان «كيف تكسب الأصدقاء».. ويعتبر هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعا وانتشارا في العالم.. حيث طُبع منه وإلي الآن ما يقرب من 60 طبعة، ووزع منه ما يزيد علي 16 مليون نسخة.. وخرج من الولاياتالمتحدةالأمريكية ليترجم إلي 56 لغة حول العالم، ومنها البنجاب وبورما وغيرها من لغات. وأرجعت شهرة الكتاب وانتشاره إلي أنه يركز علي العلاقات الإنسانية في جوهرها.. ويعود نجاحه بأنه مفيد في جعل حياة الإنسان مليئة بالدوافع النبيلة.. ويُبين طرق كسب محبة الناس دون إساءة أو استبداد.. ولذلك يقود وينير الطريق إلي تحقيق النجاح. وما دعا لتذكر هذا الكتاب، وانتشاره علي هذه الصورة والحرص الإنساني علي اقتنائه أو علي الأقل المعرفة بما يحتويه.. إننا الآن نعيش في فترة شديدة الإظلام لم تكن متوقعة.. فالواقع فيها كله فرقة.. وانقسام.. وحتي وصل الأمر بالبعض بنشر الشعور بالبغض والكراهية.. بين فئات الشعب.. ومن الصادم أن يحدث ذلك في فترة قصيرة ويكون وراء ذلك ممارسات لم تكن أبداً متوقعة من نظام حكم (جماعة الإخوان وحزبها السياسي) متبعين منهج (الفاشية) بعينها التي كانت وراء الحروب العالمية وسببا في دمار الدول.. وتتمثل (الفاشية) في سيطرة فئة ديكتاتورية علي مقدرات الأمة ككل، وطريقها في ذلك العنف وسفك الدماء والحقد علي حركة الشعب وحريته.. ولا تدعو فقط لإقصاء الآخر بل بذل محاولات مستميتة للتخلص منه وبصورة لا تقوم له قائمة بعد ذلك.. وهذا أصبح واضحا بعد أن تولي (الرئيس مرسي) رئاسة الجمهورية.. فكان التجاهل التام لكل من وقف معهم يدافع عنهم طوال السنوات الماضية عندما كانت جماعتهم (محظورة) ويلاقون ما يلاقون لعملهم السري.. لكن كان هناك من السياسيين الشرفاء، والإعلاميين البارزين، ورجال القانون أصحاب المبادئ العالية يدافعون عنهم ومهما سبب ذلك من ضرر. وليت الأمر توقف علي التخلص من كل من أحاط جماعة الإخوان باهتمامه والدفاع عنها في وقت المحن!!! وليت الأمر توقف علي عدم الاعتراف بالجميل، والتخلص من الأشخاص.. بل الخطيئة الكبري هو السعي لشن حرب ضروس.. علي الأركان الرئيسية للدولة، ومؤسساتها.. في إصرار وعجلة من أمرهم مما يدل علي أنه كان هناك نية مبيتة.. ليس فقط للاستحواذ علي مفاصل الدولة واحتكارها لأنفسهم.. بل الكارثة ان يؤدي ذلك إلي انهيار الدولة بكاملها!!! وهذا ظهر جليا.. ليس فقط من خلال تصريحات قياداتهم في الإخوان.. بل أيضا من السياسات والممارسات التي يطبقونها منذ نجاح ثورة 25 يناير المجيدة. ولتتبع البعض من تلك الخطوات التي اتبعوها بجد: برلمان الأكثرية من الإخوان.. لم يصدر عنهم أي قوانين.. أو حتي مناقشات تعمل علي تحقيق أهداف الثورة.. بل كانت الروح الانتقامية سائدة من نواب الجماعة.. كذلك محاولة جر البلاد إلي عهود البداوة والتخلف.. والتي مصر في تاريخها الطويل لم تعشها من قبل، والحمد لله أن حُل المجلس قبل ان يدخلنا في عصور الظلام الوسطي!!! ولم تمض إلا أيام حتي بدأ الهجوم الشرس علي السلطة القضائية.. فكان حصار المحكمة الدستورية.. وإلصاق أبشع الأوصاف والتهم.. بقضاة مصر الشامخين الذين كانوا وراء الأحكام لتبرئة الإخوان ووقفوا في وجه النظام السابق غير مبالين بالنتائج. وخرج عن جماعة الإخوان وقياداتها تعبير لا يليق إلصاقه بقضاء مصر وقضائه.. الذين يستعان بهم في العديد من الدول حول العالم وليس فقط الدول العربية. أما السقطة الكبري بجماعة الإخوان وقياداتها وحزبها ما خرج عنهم يمس جيش مصر الباسل الذي له مكانته عبر العصور نتيجة لأمجاده.. التي حافظت علي مصر دائما مرفوعة الرأس.. ثم يجىء البعض يكيل اتهامات (كاذبة) لم يتجرأ أحد من قبل توجيهها فأبناء جيش مصر بحق هم (خير أجناد الأرض) والشعب المصري لا يسمح لأي مخلوق كان ألا يبجله!!! الكلمة الأخيرة: استطاعت جماعة الإخوان وحزبها.. في شهور قليلة .. خلق مناخا من الفرقة والانشقاق غير مسبوق.. ووصل ذلك إلي محاولة هدم أركان الدولة الرئيسية .. فلن يسلم منها.. الجيش.. والقضاء.. والإعلام والأكثر من ذلك شنوا هجوماً وتطاول علي الأزهر والكنيسة.. لم يحدث من قبل من المواطنين المصريين.. فقيادات الجماعة وحزبها.. ما فعلوه خلال الشهور الماضية يؤهلهم.. لإعداد كتاب في كيف تكسب الأعداء .. ولا عزاء لكتاب ديل كارنيجي!!! لك الله يا مصر