يعيش الليبيون حالة ترقب شديدة بعدما قامت تركيا بالعودة من جديد لتوسيع نفوذها في الأراضي الليبية عن طريق إستغلال الفوضي الحاصلة في البلد الغني بالنفط والذي يُعاني من أزمة سياسية وإقتصادية حقيقية منذ سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. اقرأ أيضًا- أوكرانيا تقصف محطة كهرباء في روسيا وظلام دامس.. شاهد وأشارت وسائل الإعلام الليبية إلى أنه بعد إنشغال الحزب الحاكم في تركيا بالتركيز على تسوية الأوضاع في انقرة والتجهيز لخوض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإنتخابات الرئاسية المُقبلة، تم تقليل عمليات نقل المرتزقة السوريين والعتاد العسكري إلى طرابلس، لكن لم يمر وقتاً طويلاً إلى أن عاد فكر إستعادة الامبراطورية العثمانية من جديد. وبحسب التقارير الاعلامية الليبية قامت تركيا بنقل دفعة جديدة من المرتزقة السوريين على متن طائرة عسكرية تركية نقلت مجموعة جديدة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا وصلت إلى مصراتة لتُجنّدهم المخابرات التركية في ليبيا، وإقحامهم في الحرب الليبية من ناحية لضمان إستمرار الفوضى في البلاد، ومن ناحية أخرى لحماية مصالح تركيا في البلاد والمُتمثلة في الحصول ثروات الشعب الليبي من غاز ونفط. وفي هذا السياق قال رئيس وحدة التسلح بالمركز المصري للفكر والدراسات، أحمد عليبة للوكالة الليبية إن الأتراك وضعوا أعينهم على حصة النفط والغاز كونها الأهم، وخاصة مع تزايد الطلب على الطاقة، مضيفاً أن أنقرة ترغب في أن تكون مقاول النفط والغاز الجديد بالمنطقة، وترى أن ليبيا قد تكون طريقها لذلك، وهناك أحاديث تتردد عن مساعيها لتمرير أنبوب لنقل الغاز النيجيري عبر ليبيا إلى شرق المتوسط وأوروبا تحت إشرافها. وفي وقت سابق ذكرت تقارير أن سبب العودة التركية إلى ليبيا جاء للسيطرة على حصة من الغاز في القارة السمراء بعد الخلاف بين الجزائر والمغرب، وذلك من خلال مرور خط الأنبوب النيجري عبر ليبيا بدلاً من الجزائر أو المغرب، الأمر الذي نتج عنه توقيع مذكرة تفاهم مع حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة للتنقيب عن الغاز والنفط في المياه الليبية. وحول ما يخص التواجد التركي في ليبيا، قال عضو المؤتمر الوطني السابق، عبد المنعم اليسير، أن أنقرة ستعمل للإبقاء على هذا الوضع الراهن لمضاعفة مكاسبها عبر تقوية الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة عبد الحميد الدبيبة، وأن توقيع المذكرات غير الشرعية مع تركيا يعزز من وضعية الأخيرة بوصفها اللاعب الرئيسي المتحكم بالمشهد الليبي. وما بين تدخلات تركيا وفساد الحكومة المؤقتة في طرابلس، تتزايد الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات التي تسعى لتوسيع نفوذها في المنطقة الغربية لتنال نصيب الأسد من الأموال والعتاد العسكري الذي ستُقدمه أنقرة لاحقاً من أجل ضمان إستمرار حالة الفوضى السياسية، ويكون الخاسر الأول في نهاية المطاف هو الشعب الليبي الذي يطمح للوصول لانتخابات رئاسية حرة ونزيهة تُمكنه من العيش في رخاء والاستفادة من خيرات البلد. لمزيد- اضغط هنا.