تحت عنوان »الآفاق الجديدة في طب الجهاز الهضمي والكبد«، عقدت الجمعية البحثية المصرية لدراسة أمراض الكبد والجهاز الهضمي المؤتمر السنوي التاسع بالاشتراك مع الاتحادين الأفريقي والإيطالي لدراسة أمراض الكبد برئاسة الدكتور رضا الوكيل أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس والدكتور ممدوح جبر سكرتير عام المؤتمر والدكتور عبدالرحمن الزيادي رئيس شرف المؤتمر وحضور أكثر من 200 أستاذ من جامعات مصر المختلفة ومراكزها البحثية والقوات المسلحة والشرطة. وحفل المؤتمر بالعديد من المحاور والقضايا علي رأسها الأدوية الجديدة لفيروس »سي« وعلاجه خاصة الحالات التي يحدث فيها مقاومة لتأثير الأدوية المعالجة من جانب الفيروس، واهتم المؤتمر بالأبحاث المقدمة حول إيجاد تطعيم ضد الفيروس »سي« ووسائل التشخيص المعتمدة علي البيولوجيا الجزئية والقادرة علي التنبؤ بدرجة الاستجابة للعلاج بالإنترفيرون ووسائل التشخيص الحديثة المعتمدة علي الأبحاث الجينية واستخدامها في أمراض الكبد، وناقش المؤتمر قضية زرع الخلايا الجزعية كوسيلة مقترحة لعلاج حالات الكبد المتقدمة، وقضية نزيف الجهاز الهضمي التي خصصت لها حلقة نقاشية اشترك فيها أكثر من 15 من الخبراء في مجال المناظير في مصر وإيطاليا وبحثت أكثر من 20 نقطة تعد مساراً للجدل في هذا المضمار، واهتم المؤتمر أيضاً بأمراض الإسهال المزمنة وسرطانات القولون والمستقيم، والجديد في المؤتمر أنه خصصت جلسة كاملة علي مدار ساعتين لمناظرات بين الأساتذة في 6 موضوعات يسود حولها الخلاف في مجال طب الجهاز الهضمي والكبد. وأعلن الدكتور رضا الوكيل رئيس المؤتمر عقب الجلسة الختامية في المؤتمر الصحفي توصيات المؤتمر بعد أن دعي المجتمعين بالوقوف دقيقة لقراءة الفاتحة علي أرواح شهداء ثورة 25 يناير، كما توجه المؤتمر بتحبة خاصة إلي شباب الثورة الذين فتحوا باباً واسعاً بثورتهم لمصر للدخول في عالم الديمقراطية الحقيقية وكانت التوصيات كالآتي: أن علاج التهاب الكبدي الفيروسي المزمن النوع »سي« مازال يعتمد في المقام الأول علي العلاج المزدوج بالإنتروفيرون طويل المفعول وعقار الريبا فيرون، وأن الأبحاث الحديثة التي أجريت في أوروبا والولايات المتحدة أثبتت أن استخدام عقاري تيلا برافير وبوسيبرافير قد تكون مفيدة مع بعض الأنواع الحديثة للفيروس عند الجمع بينهما وبين العلاج المزدوج حيث تؤدي إلي ازدياد نسبة الاستجابة للعلاج مع تقصير فترة استخدام العلاج إلي النصف ولكن حتي الآن لا توجد أبحاث تؤكد فعاليتها مع النوع الجيني الرابع الموجود أساساً بمصر، وناقش المؤتمر إمكانية علاج المصابين بفيروس »سي« وليسوا لديهم ارتفاع بأنزيمات الكبد، وتم الاتفاق علي أن هؤلاء المرضي معرضون أيضاً لتطور حالتهم مثل باقي المرضي الذين لديهم ارتفاع بأنزيمات الكبد وإن كان ذلك بصورة أقل مما يجعلهم عرضة أيضاً للمعاناة من مضاعفات المرض وبناء علي ذلك يوصي المؤتمر بالنظر في أمر علاجهم مع الأخذ في الاعتبار عمر المريض وظروف كل حالة علي حدة من حيث أخذ عينة من الكبد أم لا، وأوصي المؤتمر بعدم استخدام الخلايا الجزعية إلا في إطار البحث العلمي، حيث إن الأبحاث الموجودة حتي الآن لا ترقي إلي مستوي الدليل العلمي الداعم لاستخدامها كعلاج قياسي لمثل هؤلاء المرضي ويوصي المؤتمر بأن تكون الأبحاث في هذا المجال مخططة جيداً وبموافقة لجان أخلاقيات البحث العلمي بالجامعات التي تجري فيها هذه الأبحاث، وفي مجال المفاضلة بين الكي الحراري أو التدخل الجراحي لعلاج بؤر سرطان الكبد صغيرة الحجم في الكبد المتليف والذي يعمل بكفاءة، يوصي المؤتمر بأن كلتا الوسيلتين متساويتان من حيث الكفاءة ويمكن استخدام أيهما كما يمكن الجمع بينهما في بعض الحالات، وفي مجال المفاضلة بين استخدام أدوية التخسيس وبين التدخل الجراحي لإنقاص الوزن في حالات السمنة يوصي المؤتمر بأن يبدأ العلاج بتوجيه المريض نحو تغيير سلوكه في الحياة من حيث عاداته الغذائية ونشاطه، ويتدرج العلاج باستخدام بعض العقاقير التي ليس لها أعراض جانبية وفي بعض حالات السمنة المفرطة يجب اللجوء إلي الحل الجراحي، خاصة أن هذه الجراحات قد تطورت في السنوات الأخيرة مع التوصية ألا تجري مثل هذه الجراحات إلا في المراكز المعتمدة وألا يقوم بها إلا الخبراء في هذا المجال. ويوصي المؤتمر بالتعامل السريع مع حالات النزيف الهضمي ونقل المريض إلي مستشفي متخصص في التعامل مع هذه الحالات وتعويض الدم المفقود بأسرع ما يمكن مع علاج انخفاض الضغط وهبوط الدورة الدموية مع التأكيد علي استخدام المضادات الحيوية المناسبة للوقاية من العدوي مع عمل منظار الجهازالهضمي في أقرب وقت عند استقرار حالة المريض مع التدخل بالعلاج بالمنظار وفي حالة فشل العلاج بالمنظار يمكن تكراره مرة أخري، وفي حالة فشله مرة ثانية يجب التدخل الجراحي أو العلاج بوسائل الأشعة التداخلية، ويوصي المؤتمر بتعميم حملات الفحص للاكتشاف المبكر لأورام القولون والمستقيم، نظراً لازدياد معدلات تشخيص هذه الأورام في السنوات الأخيرة، ويجب أن تكون تلك الحملات طبقاً للتوصيات العالمية في هذا الصدد مع تطويعها لتناسب الظروف المصرية، ويوصي المؤتمر الأطباء العاملين في الجهاز الهضمي بأن يضعوا في الاعتبار بعض الأمراض المنسية عند تشخيص حالات الإسهال المزمن مثل مرض الحساسية ببروتين القمح، وغيره من الأمراض، وناقش المؤتمر الأبحاث الحديثة التي أجريت علي عقار سيلمارين عن طريق الحقن بالوريد وأوصي بإجراء المزيد من الأبحاث نحو الاستفادة من هذا العقار لتحسين نتائج العلاج المزدوج لفيروس »سي«.