أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، أن قمة المناخ القادمة بشرم الشيخ تتيح الفرصة لعرض أولويات القطاع الصحي في إطار النهج الشامل الذي تتبناه الرئاسة المصرية لقمة المناخ والذي يدمج أبعاد الصحة والتعليم والبنية الأساسية في إطار خطط التنمية المستدامة. اقرأ أيضًا: الأممالمتحدة تتوقع وفاة ربع مليون شخص سنويًا نتيجة تدهور المناخ جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها بالدورة التاسعة والستين لمؤتمر منظمة الصحة العالمية الخاص بإقليم شرق المتوسط بحضور المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدحانوم غيبرييسوس مشيدا بالتعاون القائم بين المنظمة والحكومة المصرية وكذلك الأممالمتحدة. وأشار رائد المناخ، إلى ضرورة الربط بين أولويات العمل المناخي وتحديات العالم المتعلقة بالصحة، مؤكدا أن قمة المناخ ستنعقد في اسوء لحظات يمر بها العالم سياسيا واقتصاديا في ظل وجود ندرة وأزمة في الثقة وفائض في الازمات. ونوه محيي الدين عن ضرورة مراعاة القطاع الصحي للاعتبارات البيئية خاصة وأن هذا القطاع يسهم بحوالي 4.4 بالمئة من إجمالي الانبعاثات. من ناحية أخرى، حذر ، من اختزال الاستدامة في العمل المناخي ومن اختزال العمل المناخي في خفض الانبعاثات ، مؤكدا أن هذا النهج هو نهج مضلل ولم يحرز أي تقدم في ملف العمل المناخي فبدلاً من تخفيض الانبعاثات الضارة وفقاً للتعهدات المبرمة بما لا يقل عن 45 في المائة حتى عام 2030، نجد أن الانبعاثات في ازدياد بنحو 14 في المائة، بانحراف ملحوظ عن الهدف المحدد. وفقا لما ذكره رائد المناخ، هذا النهج الشمولي منعكس على اجندة عمل القمة القادمة استنادا إلى اتفاقية باريس من خلال دمج الابعاد الاربعة المتعلقة بالتخفيف والتكيف والخسائر و الاضرار علاوة على ملف التموي مشدد على ضرورة التعامل بشكل أفضل مع ملف الخسائر والأضرار خاصة في ضوء الكارثة الإنسانية التي تعرضت لها باكستان. وفيما يتعلق بأولويات قمة المناخ القادمة ، أوضح رائد المناخ أنها ستركز على التنفيذ والتطبيق العملي مما يسهم في مواجهة الاثار الصحية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة و الانبعاثات الضارة و سوء التغذية . وخلال كلمته، أشار محيي الدين إلى أهمية دمج البعد الإقليمي في العمل المناخي ، مشيرا إلى وجود نتائج إيجابية أسفر عنها التعاون بين رئاسة قمة المناخ و رواد المناخ واللجان الإقليمية للأمم المتحدة حيث سيتم الإعلان عن عدد من المشروعات القابلة للتمويل والتنفيذ والاستثمار وذات التأثير في ملفات التكيف والتخفيف . كما أبرز رائد المناخ أهمية توطين العمل المناخي حتى يشعر المواطنون بثمار تلك القمم المتعلقة بالمناخ ، مشيرا إلى المبادرة غير المسبوقة التي أطلقتها الحكومة المصرية وهي المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية. كما شدد، على ضرورة توفير التمويل اللازم نظرا لوجود فجوة كبرى تقدر بتريليونات الدولارات مع الأخذ في الاعتبار أن 80 بالمئة من تمويل المناخ يأتي من الموازنات العامةلللدول، مضيفا أن تعهد كوبنهاجن بتوفير 100 مليار سنويا لدعم العمل المناخي في الدول النامية لا يمثل سوى 3 بالمئة من احتياجات تلك الدول. وأوصى رائد المناخ بضرورة تشجيع وتفعيل أدوات مالية مبتكرة والاستفادة من الأسواق المالية المعنية بالتمويل الاخضر المستدام.