تحت عنوان "تدخل العرب يعرقل التقارب بين مصر وإيران"، حذرت صحيفة (طهران تايمز) الإيرانية من بعض العراقيل التي تقف حائلاً أمام إتمام التقارب في العلاقات بين مصر وإيران خاصة من جانب قطر والمملكة العربية السعودية اللذين يتنافسان على زيادة نفوذهما بمصر. واستهلت الصحيفة تحليلها قائلة: لا يزال هناك العديد من العوامل التي تعوق استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين. فبعد الثورة في مصر، وجد السلفيون فرصة لتكثيف حملتهم ضد إيران في وسائل الإعلام، في حين يعارض بعض الساسة استئناف العلاقات مع إيران. مما جعل كل هذه الاحتمالات لاستئناف العلاقات الاقتصادية والسياسية الكاملة بين البلدين أكثر قتامة. وتابعت الصحيفة قائلة: هناك أطراف ثالثة أيضا تتحمل مسؤولية هذا الوضع. حيث عقد عدد من السلفيين مؤخرا مظاهرة أمام مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، وفيما بعد أصبح واضحا أن العناصر المنتمية للمملكة العربية السعودية أعطت أوامرها بالعمل. وهذا يدل على مدى تدخل الدول الأجنبية في الشئون الداخلية لمصر. والوضع الحالي يعيد إلى الأذهان قول الزعيم الليبي السابق "معمر القذافي"، الذي قال ذات مرة أن المشكلة الرئيسية في العالم العربي هو أن الدول العربية الكبيرة تقع تحت تأثير الدول الأصغر منها. فمصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، ولكنها الآن تتطلب المساعدات المالية من حكومات قطر والإمارات العربية المتحدة والكويت والمملكة العربية السعودية. وبالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 3 ملايين من العمال المصريين في دول الخليج الصغيرة، مما يضاعف اعتماد مصر على هذه الملكيات الصغيرة. وعلاوة على ذلك، منذ 1970، مارس مجلس التعاون لدول الخليج قدرا كبيرا من التأثير على سياسة مصر الخارجية، حيث إن مجموعة الستة دول للمجلس توفر أكثر من 70% من الميزانية السنوية للجامعة العربية، والتي وصلت الآن 5 مليارات دولار. وتابعت الصحيفة قائلة: الوضع تأزم في عهد الرئيس السابق "حسني مبارك"، وفقدت مصر تدريجيا موقفها الدبلوماسي باعتبارها واحدة من الدول العربية الثلاث الرئيسية في العالم. ومنذ سقوط مبارك، بدأت تتنافس السعودية وقطر على دور أكبر في قرارات السياسة الخارجية لمصر. وعلى مدى العامين الماضيين، أنفقت السعودية 8 مليارات دولار في شكل مساعدات مالية على حكومة الرئيس المصري "محمد مرسي"، في حين تبرعت قطر بنحو 12 مليار دولار. وأشارت الصحيفة إلى أن قطر تمتلك أدوات أخرى لتنفيذ خططها في مصر، بما في ذلك أعضاء هامة من جماعة الإخوان المسلمين في مصر والشيخ يوسف القرضاوي، المفتي المصري المقيم في قطر. ونظرا لتأثير السلفيين الكبير على الإخوان وصلاتهم الوثيقة مع السعوديين والقطريين، فمن المؤكد أن هناك فرصة ضئيلة لتعزيز العلاقات بين إيران ومصر. والأمر الذي يؤدى إلى تفاقم الأمور أكثر هو أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تدعم دائما أي مبادرة لمناهضة إيران لأنها تشعر أن الوجود الإيراني في مصر سيشكل خطرا كبيرا على مصالحها في البلاد.