سلّط المنتدى الإقليمي الثاني لطب الجهاز التنفسي الضوء على إصابة 3,5% من سكان مصر بمرض الانسداد الرئوي المزمن والتأكيد على تسارع وتيرة انتشار المرض والسعال المرافق له في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حيث يعاني في الوقت الحالي، 13 مليون شخص في المنطقة من مرض الانسداد الرئوي المزمن . وتم خلال المنتدى مناقشة حقيقة أن 51,7٪ من المصابين بهذا المرض في مصر لا يخضعون للعلاج، مما يشكل نسبة 2% من إجمالي سكان الجمهورية. وعلاوة على ذلك، يعاني 41,9٪ من المرضى في مصر من أزمات رئوية ذات تأثيرات مستدامة. ويتمثل الهدف الرئيسي وراء انعقاد مؤتمر هذا العام في نشر الوعي حول أهمية المعالجة الدورية لمرض الانسداد الرئوي المزمن ونتائجها المفيدة للمرضى على المدى الطويل. وعلى هامش المنتدى، قام الدكتور ديفيد هالبين، الطبيب الاستشاري ، بالكشف عن علاجات جديدة أطلقت مؤخراً لتوسيع الشعب الهوائية وعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن، مسلطاً الضوء على أدلة تؤكد فعالية هذه الأدوية على المدى القصير. كما أكد مجدداً على دور علاجات جديدة أخرى لمرض الانسداد الرئوي المزمن، بما في ذلك العلاجات المضادة للالتهابات والعلاجات التي تضبط معدل إفراز المخاط، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة للمنظار الشعبي التداخلي للوصول إلى تقليص حجم الرئة. كما قامت الدكتورة ميرنا واكد، رئيسة قسم الأمراض الرئوية في المركز الطبي الجامعي التابع لمستشفى سان جورج في لبنان، بتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأطباء في تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن دون فحص وظائف الرئتين. ولا تزال هناك صعوبة بالغة في تشخيص المرض، والطريقة الوحيدة للتأكد من الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن هي من خلال فحص وظائف الرئتين الذي يتوفر بشكل انتقائي في المنطقة ضمن مراكز الرعاية الثلاثية فقط. وفي ضوء التوقعات بأن يصبح مرض الانسداد الرئوي المزمن السبب الرئيسي الثالث للوفيات بحلول عام 20201، فإن هناك حاجة ماسة لوضع تشخيص معياري لهذا المرض التقدمي. وقد دفعت هذه الحاجة الملحة بالدكتورة واكد إلى تطوير تشخيص معياري بسيط يتضمن عوامل الخطر والأعراض مع قيمة تنبؤية جيدة للتشخيص الإيجابي لمرض الانسداد الرئوي المزمن وقيمة تنبؤية عالية للتشخيص السلبي للإصابة بالمرض.. ومن جانبه، قال الدكتور عادل خطاب، رئيس قسم الطب الرئوي في جامعة عين شمس بالقاهرة في مصر: "يتجاوز عدد الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن في الشرق الأوسط أكثر من 13 مليون شخص ومن المتوقع أن يصبح ثالث سبب رئيسي للوفيات في المنطقة بحلول عام 20201. وانطلاقاً من كونه مرضاً منهكاً للغاية، يؤدي الانسداد الرئوي المزمن إلى إعاقة مستوى إنتاجية المرضى بشكل كبير. ويكمن المسبب الرئيسي للمرض في التدخين، بما في ذلك التعرض للتدخين السلبي، ومع الأعداد المتزايدة للمدخنين في مختلف الدول عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تزداد إحتمالات الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن أيضاً. إن التشخيص المبكر وتوفير العلاج المناسب في غاية الأهمية لمساعدة المرضى على الحفاظ على استقلاليتهم وتجنب المضاعفات وتفاقم المرض وتحسين نوعية حياتهم." وبدورها، قالت الدكتورة داليا محمود عمرو، المديرة الإقليمية للشؤون الطبية لدى "بوهرنجر إنجلهايم" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "لا يزال مرض الانسداد الرئوي المزمن، المنتشر بين المدخنين بشكل خاص، يشكل قلقاً كبيراً على الصحة العامة. ونظراً للانتشار المتزايد للتدخين في الشرق الأوسط، فإن معدلات الإصابة المرض مستمرة في الارتفاع، في ضوء التقص الكبير في التشخيص والعلاج. إن أعباء العلاج والسيطرة على هذا المرض، الذي بالإمكان الوقاية منه والتحكم به، سرعان ما تستنزف الأموال المخصصة لمؤسسات الرعاية الصحية العامة إذا استمر ارتفاع نسبة المرضى غير الخاضعين للعلاج. إننا عازمون على رفع مستوى الوعي حول هذا المرض من أجل تخفيف هذا العبء على المؤسسات العامة ومساعدة أولئك المرضى على تحسين نوعية حياتهم من خلال استخدام أدوية بسيطة وفعالة وإجراء تغييرات طفيفة نسبياً على أساليب حياتهم". تجدر الإشارة إلى أن المنتدى شهد حضور أكثر من 300 من كبار الأخصائيين في أمراض الجهاز التنفسي، والأمراض الباطنية، والعلاج التنفسي، بالإضافة إلى متخصصين في مجال الطب، وأساتذة جامعيون يمثلون قطاعات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا وإيطاليا وألمانيا ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر ولبنان والمغرب والجزائر وتونس والعراق وليبيا والأردن.