خمس كوارث محتملة قد تشهدها الأرض في المستقبل القريب، نتيجة استمرار الارتفاع في درجات الحرارة بمعدل يزيد على 1.1 درجة مئوية، تتمثل في انهيار الغطاء الجليدي وارتفاع هائل في منسوب سطح البحر، وتغيير خريطة الأمطار التي يعتمد عليها مليارات من البشر في الحصول على الغذاء، والذوبان المفاجئ للتربة الصقيعية الغنية بالكربون، وفق دراسة علمية حديثة أظهرت أن أزمة المناخ دفعت العالم إلى حافة نقاط تحول كارثية متعددة. اقرأ أيضاً:- تأثيرات التغيرات المناخية على صحة الإنسان (شاهد) وحذرت الدراسة، التي نشرتها مجلة (Science) استناداً إلى تقييمات لأكثر من 200 دراسة سابقة لرصد التغيرات المناخية، من أن هناك 5 نقاط تحول خطيرة، ربما تم تجاوزها بالفعل، نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل يزيد على 1.1 درجة مئوية عن معدلات ما قبل الثورة الصناعية، بسبب تزايد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، الناتجة عن الأنشطة البشرية. وتشمل هذه النقاط انهيار الغطاء الجليدي في غرينلاند، مما أدى في نهاية المطاف إلى ارتفاع هائل في منسوب سطح البحر، وانهيار تيار رئيسي في شمال المحيط الأطلسي، ونوبات التقلبات الحادة وما ينجم عنها من تغيير في خريطة الأمطار، التي يعتمد عليها مليارات الناس في تدبير احتياجاتهم من الغذاء، فضلاً عن الذوبان المفاجئ للتربة الصقيعية التي تعتبر أحد أكبر مخازن الكربون على الكوكب. كما أطلقت الدراسة تحذيراً شديد اللهجة، في حالة إذا ما واصلت درجات الحرارة ارتفاعها حتى مستوى 1.5 درجة، وهو المستوى الذي أقره قادة العالم بموجب «اتفاق باريس» في عام 2015، فإن الحد الأدنى من الارتفاع المتوقع الآن، سوف يؤدي إلى تحرك 4 من نقاط التحول الخمسة، من كونها ممكنة إلى محتملة، وعند الوصول إلى 1.5 درجة، تصبح 5 نقاط إضافية أخرى ممكنة، تتضمن تغييرات في خريطة الغابات الشمالية الشاسعة، وفقدان جميع الأنهار الجليدية الجبلية تقريباً. وفي المجموع، وجد العلماء دليلاً على 16 نقطة تحول، حيث تتطلب ال6 الأخيرة منها حرارة عالمية لا تقل عن درجتين، وتسري نقاط التحول على نطاقات زمنية تتراوح من بضع سنوات إلى قرون، كما وخلص العلماء إلى أن الأرض ربما تكون قد تركت حالة مناخية آمنة، تتجاوز درجة مئوية واحدة من الاحتباس الحراري، حيث تطورت الحضارة البشرية بأكملها في درجات حرارة أقل من هذا المستوى. غير أن الدراسة أشارت إلى أنه غالباً ما يساعد تجاوز نقطة تحول واحدة، في إثارة نقاط التحول الأخرى، ما يؤدي إلى إنتاج سلاسل متتالية، إلا أن هذا الأمر لا يزال قيد الدراسة، مما يعني أن التحليل الحالي قد يمثل الحد الأدنى من الخطر، الذي قد تواجهه البشرية في المستقبل المنظور. البروفيسور يوهان روكستروم، مدير معهد «بوتسدام» لأبحاث تأثير المناخ، والذي كان جزءاً من فريق الدراسة، قال إن «العالم على وشك أن يشهد ارتفاعاً من درجتين إلى 3 درجات مئوية من الاحتباس الحراري، وهذا يضع الأرض على مسارها لعبور عدة نقاط تحول خطيرة، ستكون كارثية على الناس في جميع أنحاء العالم». وأضاف أنه «للحفاظ على ظروف ملائمة للعيش على الأرض، وتمكين المجتمعات المستقرة، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنع عبور نقاط التحول هذه». أما الدكتور ديفيد أرمسترونغ ماكاي، من جامعة «إكستر»، والمؤلف الرئيسي للدراسة، فقد أوضح أن نتائج الدراسة تظهر سبب أهمية هدف اتفاقية باريس، البالغ 1.5 درجة مئوية، وشدد على قوله: «يجب علينا الكفاح من أجل الوصول إلى هذا الهدف». وأظهرت أبحاث علمية تم إجراؤها مؤخراً، دلائل على زعزعة الاستقرار في غابات الأمازون المطيرة، والتي سيكون لفقدانها آثار عميقة على المناخ العالمي والتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى الغطاء الجليدي في غرينلاند، وتيارات المياه في شمال المحيط الأطلسي، التي يسميها العلماء دوران خط المحيط الأطلسي المتقلب (Amoc)، كما أفاد تقرير حديث صادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن خطر إحداث نقاط تحول مناخية يصبح عالياُ مع درجتين مئويتين من الاحتباس الحراري. ويستخدم مصطلح «نقطة التحول»، عندما يتم تجاوز عتبة درجة الحرارة، مما يؤدي إلى تغير لا يمكن وقفه في نظام المناخ، حتى لو انتهى الاحترار العالمي، وتتمثل نقاط التحول العالمية التسعة، التي تم تحديدها، في انهيار الغطاء الجليدي في غرينلاند، وغرب أنتاركتيكا، والصفائح الجليدية في شرق أنتاركتيكا، والانهيار الجزئي والكامل لخط المحيط الأطلسي المتقلب (Amoc)، وموت غابات الأمازون، وانهيار التربة الصقيعية، وفقدان الجليد البحري الشتوي في القطب الشمالي. كما تشير تقديرات العلماء إلى سبع نقاط تحول أخرى، قد يكون لها آثار إقليمية شديدة، بما في ذلك موت الشعاب المرجانية الاستوائية، والتغيرات في الرياح الموسمية في غرب أفريقيا، وتشمل نقاط التحول المحتملة الأخرى، التي ما تزال قيد الدراسة، فقدان أكسجين المحيط، والتحولات الرئيسية في الرياح الموسمية الصيفية الهندية. واعتبر البروفيسور نيكلاس بويرس، من الجامعة التقنية في ميونخ، إن هذه المراجعة بمثابة تحديث في الوقت المناسب لعناصر الانقلاب المحتملة للأرض، وأكد أن «التهديدات بتحويل الأحداث إلى مزيد من الاحترار، أمر حقيقي». وأضاف أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، لتضييق عتبات درجات الحرارة الحرجة، مع بقاء التقديرات الحالية «غير مؤكدة» إلى حد كبير. طالع المزيد من الأخبار عبر موقع alwafd.news