أكدت جبهة الإنقاذ الوطني أن هناك هجمة إجرامية على المؤسسة القضائية تحمل شعارا زائفا وتستخدم عنفا مفرطا وتكشف أهداف جماعة الإخوان وسلطتها وسعيها إلى التمكن من جميع مؤسسات الدولة وأجهزتها والانقضاض على ما يصعب التغلغل فيه. وشددت الجبهة في بيان لها اليوم علي مساندتها لقضاء مصر الشامخ وإصرارها على أن أى إصلاح فيه يجب أن يتم من داخله، وتدعو الشعب المصرى للدفاع عن مؤسسة العدالة، وتطالب أهالى شهدائنا الأبرار بالحذر من محاولة خداعهم واستخدام قضيتنا النبيلة المتعلقة بالقصاص لهم أداة لتحقيق مشروع جماعة لا تهدف إلا إلى الهيمنة على الدولة، ولايكفيها سيطرتها على السلطتين التنفيذية والتشريعية، بل تحاول الانقضاض على السلطة القضائية أيضاً والتمهيد لتمرير قانون جديد يعزل أكثر من ثلاثة آلاف قاضٍ من خلال خفض سن الإحالة إلى التعاقد سعياً إلى فتح الباب لإدخال موالين للجماعة إلى القضاء . وأدانت الجبهة الهجمة الشرسة على القضاء داعيا أبناء الشعب المصرى إلى تأمل الدلالات الخطيرة لهذه الهجمة وما اقترن بها من اعتداءات همجية على المعتصمين فى ميدان التحرير والمجتمعين فى جمعية الشبان المسلمين وغيرها من مظاهر العنف الذى استمر لساعات طويلة أمس وفي هذا الصدد تؤكد الجبهة علي عدة أمور: 1- لايمكن لسلطة وجماعة تعيدان انتاج نظام حسنى مبارك وسياسته أن تغضبا لقرار قضائى بشأنه فى الوقت الذى تتصالحان سرا وفى الظلام مع أركان هذا النظام وفى مقدمتهم حسين سالم الذى باع حق الشعب المصرى لإسرائيل بأبخس الأسعار. 2- عداء جماعة "الإخوان" وسلطتها للقضاء- الذى أنصفها من قبل- ظاهر منذ الحكم بعدم دستورية قانون انتخاب مجلس الشعب السابق، و مكشوف للقاصى قبل الدانى بعد الحكم بإلغاء قرار الدعوة للانتخابات والحكم بعدم دستورية قانون انتخاب مجلس النواب الجديد. 3- إذا كانت سلطة "الإخوان" صادقة فى حديثها حول القصاص للشهداء ، ففى إمكانها إلزام الأجهزة التى صارت جزءاً منها (خاصة الداخلية والأمن الوطنى) بتقديم الأدلة التى حجبتها عن النيابة والقضاء، أو اصدار قانون للعدالة الانتقالية للمحاسبة على الجرائم السياسية جميعها حتى اليوم. 4- لافرق، قانونيا وسياسا، بين الجرائم السياسية التى ارتُكبت قبل 11 فبراير 2011 وبعده. فالعدالة لاتتجزأ. ومحمد الجندى هو خالد سعيد جديد، وجيكا وكريستى وعمرو سعد ومحمد الشافعي، وغيرهما من شهداء سلطة مرسى لايختلفون عن شهداء نظام مبارك. وأوضحت الجبهة أن خطاب سلطة الإخوان وجماعتهم عن القصاص للشهداء ليس إلا شعارا خادعا مثله مثل شعار تطهير القضاء. والهدف الحقيقى هو القصاص من المؤسسة القضائية بأى ثمن حتى إذا أدى ذلك إلى تأجيج العنف الذى ثبت أمس بالبرهان القاطع أن سلطة الإخوان وجماعتهم هما اللتان تمارسان هذا العنف وتحرضان عليه وتقدمان القضاء له، ثم تذرفان دموع التماسيح على ضحاياه اللذين هم والشعب المصرى كله ضحايا ممارساتهما.