كورونا.. الموجة السابعة على الأبواب المنظمة العالمية تحذر.. ووزارة الصحة تدعو المصريين لتلقى لقاحى «كوفيد» والإنفلونزا الموسمية قبل الشتاء توقعات بزيادة الإصابات والوفيات فى الموجة الجديدة.. والخبراء: زيادة الإصابات نهاية سبتمبر وارتداء الكمامات والاهتمام بالنظافة أفضل طرق للوقاية عادت الحياة لطبيعتها تدريجياً وتناسى الناس جائحة كورونا، وتراجع القلق والتوتر من الفيروس القاتل بعد كمونه لعدة أسابيع، خاصة بعدما تلقى أكثر من 47 مليون مواطن لقاح كورونا حسب ما قاله د. حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا فى وزارة الصحة، فى حين وصل الحاصلون على الجرعتين بالكامل إلى 36 مليون مواطن. لكن منذ أيام، عادت مرة اخرى حالة القلق والتأهب خشياً من الإصابة بمتحورات هذا الفيروس وذلك بعد أن جددت منظمة الصحة العالمية تحذيراتها من زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا مع حلول فصل الخريف، وقالت إنه من الممكن أن تظهر طفرات جديدة للوباء فى الأسابيع المقبلة بعد نهاية فصل الصيف، وحلول فصل الخريف. ودعت المنظمة الحكومات إلى تعزيز أنشطة المراقبة لرصد هذه الطفرات وتحديد مواصفاتها الوراثية، وكذلك تجهيز المنظومات الصحية لمواجهة الارتفاع المحتمل فى عدد الإصابات الجديدة التى قد تتصاعد بسرعة مع انحسار موجة الحر وبداية فصل البرد مطالبة بالعودة إلى الإجراءات الاحترازية، فى أماكن الاختلاط والتجمعات داخل الأماكن المغلقة. وجاء تحذير المنظمة بعدما أظهر آخر البيانات الصادرة عن المنظمة الدولية بأن إجمالى عدد الإصابات المؤكدة بكورونا قد تجاوز 597 مليوناً، فيما اقترب عدد الوفيات من 6.5 مليون وبلغ عدد الجرعات اللقاحية الموزعة فى العالم 12.4 مليار. وعلى الفور بدأت وزارة الصحة اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية لتجنب الانتشار السريع للفيروس خلال فصلى الخريف والشتاء، خاصةً أننا على بعد أيام قليلة تفصلنا عن فصل الخريف، فقامت الوزارة بالتوسع فى تطعيم المواطنين على مستوى محافظات الجمهورية بلقاح كورونا سواء الجرعة الثانية والتنشيطية وزيادة توعية المواطنين بخطر الإصابة بفيروس كورونا خاصة أن فصل الشتاء يشهد خلطًا بين الفيروس والإنفلونزا الموسمية. ودعا وزير الصحة د. حسام عبدالغفار المواطنين إلى ضرورة الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية، خاصة بعد ارتفاع الإصابات بهذا الفيروس مقارنة بالعام الماضى بنسبة تصل إلى 40% ولتجنب الخلط بين فيروس كورونا والإنفلونزا الموسمية، وأشار إلى أن لقاحات كورونا تقى من الإصابة بمتلازمة ما بعد كورونا التى تظل من 3 أشهر إلى 6 أشهر وتمنع من التعرض لها، مناشداً أولياء الأمور بضرورة الحرص على تطعيم الطلاب من عمر 12 عامًا خاصةً أن اللقاح متوافر فى الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية بمختلف فروعها وفى عدد من الصيدليات على مستوى محافظات الجمهورية. وحسب المتخصصين فى علم الفيروسات، فإن متحور كورونا الجديد أعراضه تظهر على الجهاز الهضمى، حيث إنه يستقر فى الأمعاء بدلاً من الأنف والجهاز التنفسى، لذا قد يعانى الأشخاص المصابون بأوميكرون بأعراض على مستوى الجهاز الهضمى فقط، وتشمل الغثيان- القىء- آلام البطن- الانتفاخ- حرقة المعدة - الإسهال الشديد. وأشاروا إلى أن الالتزام بالإجراءات الوقائية والتطعيم هو خط الدفاع الأول ضد فيروس كورونا فى ظل استمرار أعداد الإصابات بالعالم، وطالما لم تعلن منظمة الصحة العالمية انتهاء الوباء، ولفتوا إلى أن فيروس كورونا لا يزال وباء عالمى فيجب توخى الحذر منه، خصوصًا خلال الفترة المقبلة مع دخول فصل الخريف ثم الشتاء حتى لا تزيد أعداد الإصابات، مؤكدين أن مصر اكتسبت مناعة القطيع عن طريق أعداد المصابين وتلقى اللقاحات، لكنها مناعة القطيع هى مناعة مؤقتة وليست دائمة. و حذر د. إسلام عنان، خبير فى علم الأوبئة من الموجة السابعة من كورونا والتى من المتوقع أن تبدأ فى الخريف، مؤكداً أنها ستكون موجة خفيفة لكن من المحتمل أن ترتفع نسبة الاصابات والوفيات عن الموجة السادسة بسبب الشتاء وبسبب ان معظم المصريين مر عليهم أكثر من 6 شهور من آخر جرعة تطعيم. وأكد حديثه د. محمد أحمد على، أستاذ الفيروسات بالمركز القومى للبحوث، فقال إن موجة كورونا لم تنته بالأساس حتى تعود من جديد، مشيراً إلى أن كورونا من الفيروسات سريعة التحور نتيجة انتقالها من عائل لآخر، ويصعب توقعها وحجم تأثيرها، خاصةً أنها مرت بمراحل عديدة تصل ل187 متحوراً للفيروس، آخرها كان متحور BA.5. وأوضح أنه ساد اعتقاد لدى البعض بأن الفيروس انتهى أو أوشك على الانتهاء بسبب أن أوميكرون خرج منه خمسة متحورات، ثم ظهر ثلاثة أخرى منه، وكلها لم تكن لها أى تأثير كبير على الصحة العامة، كما أن أعراضهم كانت طفيفة للغاية، لدرجة أننا ظننا أنه أصبح فيروساً أليفاً، مثل الإنفلونزا، مشيراً إلى أن المتحور الأخير من كورونا كان مختلفاً عن غيرها من متحورات أوميكرون، فكان سريع الانتشار، وله أعراض واضحة وشديدة الحدة لكنها تنتهى خلال وقت وجيز. وأكد أستاذ الفيروسات أن طرق الوقاية من المتحور الجديد هى نفس الإجراءات الوقائية التى اتبعنها خلال المرحلة الماضية، مثل الاهتمام بنظافة اليدين، وارتداء الكمامات الطبية أثناء التواجد فى التجمعات أو الأماكن المزدحمة. ونفى إمكانية حدوث إغلاق كامل لمجابهة متحور أوميكرون كما حدث فى الأعوام الماضية، خاصةً أن العالم كله دفع كلفةُ اقتصادية باهظة نتيجة هذا الإغلاق، وبالتالى لن تتطور الأمور فى المستقبل لحد الإغلاق خاصةً أن العالم يحاول حالياً التعايش مع الفيروس، لكن من الممكن أن يتم التشديد على الالتزام بالإجراءات الوقائية لتقليل عدد المصابين بالجائحة. وطالب بضرورة تطوير اللقاحات الحالية حتى تستطيع مجابهة السلالات المتطورة من الفيروس، وشدد على ضرورة الحصول على الجرعات التنشيطية من اللقاحات المضادة للفيروس، حيث يتمكن المواطنين من مجابهة الفيروس فى فصل الشتاء القادم، حتى إن كانت الأعراض فى الوقت الحالى بسيطة ولا تشكل خطورة، مشيراً إلى أن التطور السريع للفيروس يجعلنا غير قادرين على التوقع إلى أى مدى لن تزداد حدة هذه الأعراض. واختتم حديثه قائلاً: إن اوميكرون أكثر ضعفاً من حيث شدة الأعراض بالمقارنة بمتحور «دلتا»، منوهاً أن الفيروس كى ينتهى فلا بد أن يتكاتف العالم بأجمعه للقضاء عليه، وأن اختلاف سلوكيات وثقافات الدول سبب استمرار انتشار الفيروس.