الموسوعة التحفة التي أصدرها الصديق الوزير إبراهيم فوزي عن مصر 1800 «EGYPT IN 1800» وتحتوي على الدراسات المصورة والمرسومة والشروحات المستمدة من تحفة نابليون في «وصف مصر» جاءت إضافة مهمة لتكون مرجعا وموسوعة وأحد الأعمدة الأساسية لأي مكتبة عامة أو شخصية، وكان توقيت إصدارها عملاً في غاية الصواب فنحن في أشد الحاجة إليه ومصر تترنح بين ايديولوجيات مستوردة وطنية وعقائدية تكاد تعصف بها يقولون: لم ننتصر عليهم عندما هزمناهم ولكن انتصرنا عندما انسيناهم تاريخهم. لعل هذا العمل العزيز الذي يعد قربانا للتاريخ والثقافة والعلم يقودني إلى مجال افتقدناه وهو طفرة التأليف والترجمة حتى نتواصل مع التطورات العالمية وتزويد وإثراء المكتبة المصرية وبين الحرب الباردة والشرسة القائمة بين الكتاب والكمبيوتر والتواصل الاجتماعي من ناحية، ومن جهة أخرى المقابل المحزن في الحرق المتعمد والإهمال الجم في الحفاظ على تاريخ مصر وكنوزها الأدبية وذاكرتها الحضارية فيتم إحراق مبنى دار المحفوظات وتحطيم فندقي هيلتون وانتركنتنينتال ولتذهب السياحة وما تدره من أموال الي الجحيم وغيرها، هل كل هذا مقدمات لحرق مصر كلها بدءا من وأد الآمال وحرق الأعصاب والحرب المشتعلة في نفوس الإخوان وحلفائهم ضد كل ما هو مصري فرعوني والمطالبات الهزلية بتحطيم الآثار ورهن الأهرام وطمس الحضارة المصرية ووأد الشخصية المصرية المنفردة والتي علمت العالم كيف يكتب ويقرأ ويفكر ثم يبنى صروحا جاء اثنان منها من معجزات العالم وتحطيم الروح الثورية والاستحواذ على مقاليد الحكم واستبعاد الشعب وإرهابه إلخ... ثم ابتلاع وتسخير الداخلية لتحقيق ذلك والتربص بالقوات المسلحة ونسف صورة الآزهر الشريف والإساءة إلى فضيلة الأمام الأكبر. والسؤال هل كل هذا لإرضاء السادة الأميركان رعاة البقر «والصهيو أمريكا» والحفاظ على أمن اسرائيل تمهيدا لبيع سيناء ورهن القناة وإهداء حلايب وشلاتين مقابل الحفاظ على عرس الإخوان أم هو إرضاء لنزعة الثأر التي ملكت قلوبهم حقدا على كل ما هو مصري ليعوضوا أيام القهر بالتمرغ في معطيات العز والرفاهية وليكن... ولكن ما ذنب هذا الشعب من الإحاطة بأمنه وكرامته ولقمة عيشه والوصول به إلى حد الإفلاس وضياع الوعي القومي وتقسيم البلاد الى كفره ومؤمنين وغدا إلى سنية وشيعة والأخطر تطبيع مصر لتكون ولاية إخوانية، ألا ترون كيف جد المسلم والقبطي لنصرة الأزهر الشريف فهو المنبر والنور والمعلم والمفتى وكيف سار المسلم والقبطي في مسيرة رائعة بشجب أحداث الكاتدرائية وأخيرا استشهاد 16 ضابطا وجنديا وفقد رقم 17. هل كل هذا قرابين بشرية إلى إله الشر ليبقوا على كراسيهم وإذا كان ذلك حرباً بين الحياه والموت فتأكدوا ان مصر لا تموت فقد غزاها آلاف من سفلة الأقوام فكانت قبورهم في مزبلة التاريخ... لقد باركها الله «مبارك شعبى مصر». عضو الهيئة العليا