كثرت حالات التخلص من النفس وخاصة بين الشباب في الفترة الأخيرة سواء بتناول حبة الغلال السامة أو بالقفز من المرتفعات، وهما من أكثر الطرق انتشارًا. اقرأ أيضًا.. 9 خطوات حاسمة.. مسيرة الإمام الطيب لمواجهة التطرف الديني الانتحار يعد جرم كبير في حق النفس وليس له أي مبررات، وجعل الإسلام حفظ النفس مقصدًا من أولى وأعلى المقاصد، ليحافظ الإنسان على حياته ويحفظها من الهلاك. ولفظت فتاة جامعية بمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية أنفاسها الأخيرة عقب وصولها لمستشفى بلقاس وذلك بعد تناولها حبة غلة سامة وفشلت كل محاولات الأطباء في انقاذها نتيجة وصولها المستشفى متأخرة، وانتحرت الفتاة بسبب خلافات متكررة مع أسرتها وفشل قصة حب مرت بها في الفترة الأخيرة. الإفتاء: الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، موضحة أن المنتحر ليس بكافر. وأضافت الدار، عبر موقعها الرسمي، أنه لا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين. الأزهر للفتوى: طلب الرّاحة في الانتحار وهم قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الإسلام جعل حفظ النفس مقصدًا من أولى وأعلى مقاصده حتى أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي على حياته ويحفظها من الهلاك، وقد جاء الإسلام بذلك موافقًا للفطرة البشرية السّوية، ومؤيدًا لها. أضاف المركز، أنه كان من العجيب أن يُخالف الإنسان فطرته، وينهي حياته بيده؛ ظنًا منه أنه يُنهي بذلك آلامه ومُشكلاته، ولكن الحق على خلاف ذلك؛ لا سيما عند من آمن بالله واليوم الآخر، فالمؤمن يعلم أنّ الدنيا دار ممر، وأن الآخرة هي دار الخُلود والمُستقَر، وأن الموت هو بداية الحياة الأبدية، لا نهايتها، وأن الآخرة دار حساب وجزاء، وأن الدنيا لا تعدو أن تكون دار اختبار وافتتان ومكابدة؛ قال سبحانه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]، وقال عز من قائل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 165]. أوضح المركز، أن ذلك يوضح دور الاعتقاد والإيمان في الصبر على الحياة الدنيا وبلاءاتها، وتجاوز تحدياتها، فالمؤمن يرى وجود الشَّدائد والابتلاءات سُنّة حياتيّة حتميّة، لم يخلُ منها زمانٌ، ولم يسلم منها عبد من عباد الله سبحانه؛ بَيْدَ أنها تكون بالخير تارة، وبالشَّر أخرى، بالعطاء أوقاتًا، وبالحرمان أخرى، قال سُبحانه: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}. [الأنبياء: 35]. وتابع: ويعلم حقيقة الابتلاء الذي يحمل الشَّر من وجه، ويحمل الخير من وجوه؛ إذ لا وجود لشرٍّ محض، ويستطيع ذَووا الألباب والبصائر أن يُعددوا أوجه الخير في كل محنة، والله سبحانه وتعالى قال عن حادثة الإفك في القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...} [النور: 11]، رغم ما كان فيها من الشِّدة والبلاء على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجه أم المؤمنين السّيدة عائشة رضي الله عنها، والمجتمع الإسلامي كله. الأزهر للفتوى: سُنَّة الله في الابتلاء أن جعله اختبارًا وتمحيصًا وأشار المركز، أن سُنَّة الله سُبحانه في الابتلاء أن جعله اختبارًا وتمحيصًا؛ ليظهر صدقُ إيمان المؤمنين وصبرُهم وشكرُهم، وليظهر السّاخطُ عند البلاء، الجاحدُ عند النّعماء؛ كي يتفاضل النّاس ويتمايزوا، ثمَّ يُوفَّى كلٌّ جزاءَه في دنياه وأخراه؛ قال سُبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}. [محمد: 31]، فإذا عَلِم العبدُ هذا هدأت نفسه، واطمأن قلبه، وعلم أنّ كل قَدَر الله له خير، إنْ هو آمن وصدّق وصبر وأحسن؛ قَالَ سَيِّدنا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلَّا للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْرًا لَهُ»، [أخرجه مسلم]. ولفت المركز، إلى أن طلب الراحة في الانتحار وهمٌ، وكبيرة، ولا راحة في الموت لصاحب كبيرة، وليس بعد الموت توبة أو مُستعتب، والتخلص من الحياة بإزهاق الروح التي هي ملكٌ لله سبحانه جريمةٌ لا مبرر لها على الإطلاق، قال الله تعالى: {...وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ...} [هود: 101]، واعتداءٌ على خلق الله، واستعجال ما قَدّر، لذلك توعد اللهُ سبحانه وتعالى المُنتحر بالعقاب الأليم، فقال تعالى: {...وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا . وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا . إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}، [النساء: 29 -31]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ به جُرْحٌ، فَجَزِعَ، فأخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بهَا يَدَهُ، فَما رَقَأَ الدَّمُ حَتَّىٰ مَاتَ، قالَ اللهُ تَعَالَى: بَادَرَنِي عَبْدِي بنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عليه الجَنَّةَ»، [أخرجه البخاري]، كما عاقب النبي صلى الله عليه وسلم مرتكب هذا الجُرم بعدم صلاته عليه، فعن جابر بن سَمُرة، قال: «أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بمَشَاقِصَ، فَلَمْ يُصَلِّ عليه»، [أخرجه مسلم]. وبين المركز، أن بيان حكم الانتحار المذكور لا يعارض النظر إليه كنتيجة لاضطراب نفسي قد يحتاج في بعض الحالات لمعالجة طبية مُتخصّصة، أو لمعاملة أُسرية ومُجتمعية واعية، فالدين يدعم العلم ولا يُناقضه، ويدعو الأسرةَ إلى تحمل مسئولياتها إزاء تربية أبنائها وتنشئتهم تنشئة إيمانية سوية وسطية، ويعتمد الحوار الهاديء البنّاء كأحد أهم أدوات وأساليب العلاج. وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يسعد بتواصل الجمهور معه، ويستمع إلى الشباب، ويجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم، ويقدم المشورة والنصيحة الصادقة، والدعم النفسي والمعنوي لهم، ويستقبل الاتصالات على هاتف رقم: 19906، في أيام العمل الرسمية من التاسعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا. كما يستقبل الزيارات، ويعقد مقابلات للشباب مع أعضاء المركز بمقر وحدة بيان بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، مشيخة الأزهر الشريف. فتاة ببلقاس تتخلص من حياتها بحبة الغلال: كنت محتاجة حد يطبطب عليا وكشفت الفتاة 21 سنة في رسالتها المؤثرة التي كتبتها على صفحتها الشخصية على " فيس بوك " قرار انتحارها بسبب تعرضها للخذلان من أهلها وعدم احساسهم بها ، وطالبت الفتاة بعدم سير أحد من أهلها في جنازتها بعد وفاتها. وقالت رنا، 21 سنة، فى رسالتها: "أنا حزينة.. حزينة أوي إني وصلت للمرحلة دي.. وأنا بكتب الرسالة دي مش شايفة من كتر الدموع اللي بتنزل من قلبي مش عيني.. أنا تعبت أوي واستحملت كتير أوي.. بس أنا إنسانة عندي طاقة مش قادرة أستحمل كل ده لوحدي.. أنا بس كنت محتاجة حد يطبطب عليا وياخدني في حضنه.. أنا عمري ما حسيت بحنية أم ولا أب ولا إخوات ولا أصحاب.. أنا عايشة لوحدي حرفياً رغم وجود الناس دي حواليا.. أنا لوحدي والوحدة وحشة أوي ومُتعبة أوي". وأضافت: "أنا اتهلكت واتأذيت واتخذلت من أقرب ناس ليا وفي الآخر يتقالي معلش.. محدش يكلف نفسه يفكر فيا ولا يفكر في إحساسي.. أعيش ليه! أعيش لمين؟ أنا في الوقت ده كنت عاوزه بس اللي يحسسني إني أستاهل أتحب وإن حد يفضل معايا عشاني عشان بيحبني.. أنا حاربت الناس كلها عشان أبقى كويسة وكل محاولاتي فشلت.. اتأكدوا إني موصلتش لهنا بسهولة كده لا والله.. أنا عافرت عشان موصلش بس للأسف الحزن كان أقوى مني.. أتمنى ربنا يسامحني ويحاسبني على تعبي وقلة حيلتي مش على عدم إيماني بيه". وتابعت: "حاجة أخيرة.. أنا كنت لوحدي ودلوقتي لوحدي فأتمنى محدش من اهلي يحضر جنازتي لأني ماشيه زعلانة زعلانة منهم كلهم ومش مسامحة في حق نفسي ابداً، ادعولي بالرحمه وافتكروني بالخير وأتمنى متنسيش زي ما كنت منسية.. وقولوا للشخص اللي ختم نهاية حياتي إنه كان أملي الوحيد وللأسف خذلني، عرفوه إني كنت بحبه.. عرفووه إني خلاص فارقت الدنيا دي وأنا حزينة وزعلانة على نفسي.. هيعرف بالصدفة إني موت زيه زي ناس كتير أوي كانت في حياتي.. حفلة تخرجي بعد بكره.. هي مش حفلة تخرجي من الكلية بس ومن الحياة كلها". واختتمت رنا رسالتها الحزينة قائلة: "ادعولي ربنا يسامحني.. ومحدش يقولي ماتت كافرة لأن الكُفر هو إني أفضل عايشة مأذية ومنسية ووحيدة". لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news