لا يستطيع احد إنكار أن المرأة مع المخرج الإسباني بيدرو المودفار ذات مذاق خاص فهو يقترب منها بالقدر الذى يجمع فيه بين ايمانه بها وعشقه لها والمقدرة على معرفة ما يدور في أعماقها. ولكونه المخرج الممثل لحركة السينما الجديدة في إسبانيا، والمفضل لمهرجان "كان" رغم عدم فوزه حتى الآن بالجائزة الكبرى، إلا ان افلامه الاخيرة: (كل شيء عن أمي) و(تحدث اليها) 2002 و(تربية سيئة) 2004 و(العودة) 2007 و(عناقات متكسرة ) نالت كل التقدير فى العالم و (كان) الذي منحه اكثر من جائزة دولية شهيرة منها: جائزة افضل اخراج في مهرجان (كان) وجائزة اوسكار لأفضل فيلم اجنبي. لذلك فالجميع ينتظر اللقاء المنتظر بعد 12عاما مع الممثل انطونيو بانديراس. وفيلم،"الجلد الذي أسكن فيه"، المأخوذ عن قصة المثير للفزع للفرنسي ثيري جونكيه وهو الفيلم الروائي الطويل الثامن عشر لالمودوفار ضمن 20 فيلما مشاركا في المسابقة الرسمية لمهرجان كان في دورته الرابعة والستين.ورغم ان فكرة الاستحواذ تعد مألوفة فى أعمال المخرج، الاانها فى هذه المرة الاكثر كآبة بين اعماله ولا تشبه ايا من أفلامه السابقة. وقال المودوفار للإذاعة الإسبانية «ثمة لهجة ونوع مختلفان في القصة. لست متأكدا اي نوع هو هذا لأني اختلط كل الأنواع. الا انه مختلف عن بقية أفلامي». ويدور الفيلم الذى يتميز بطرح خاص لأفلام الرعب حول طبيب يحاول عن طريق ذراعة الجلد الابقاء على زوجته. وفى فيلم المودوفار (كل شيء عن امي) نرى المرأة الصديقة والأم، ممسكا بأدق التفاصيل مع تبادل افكار ومشاعر واحاسيس مختلفة للمرأة. وقد بدأت شهرته مع فيلم (مصارع الثيران ) وفي فيلمه «قواعد الرغبة يتناول (1986) العلاقات المضطربة داخل المجتمع الإسباني ويتناول في فيلمه «نساء على حافة الانهيار قصة ممثلة هجرها صديقها فجأة و في فيلمه (قيدني) 1990 يتناول قصة شاب مضطرب نفسيا يخرج من مستشفى للامراض العقلية ليخطف امرأة لتأسيس عائلة، و في فيلم (كعوب عالية)وناقش قضيةالابنة التي لم تكن تنام قبل سماع طرقات كعبي حذاء والدتها، وظلت تلك الذكرى الصوتية، مختلطة بمشاعرها المضطربة حيال والدتها. وفى (كيكا) 1993 هناك الفتاة كيكا ومحاولتها تأمين سبل حياتها دون عدوانية وفي (زهرة سري) 1995 يحكي عن امرأة في منتصف العمر تعيش وحيدة و تلجأ الى صديقاتها للوقوف بجانبها.