أسبوع «مرعب».. ومع كل نقول: «نحمد الله.. الذي لا يحمد على مكروه سواه!»، يا أولى الأمر إلى متى تسيئون إلى مصر.. وكل ما فعلته أنها أكرمتكم.. فأصبحتم ما أصبحتم؟! بالنسبة للمشهد السياسي توقف الرصد عند أحداث رئيسية ثلاثة: 1- تصاعد حدة تعامل السلطة مع كل من الأزهر الشريف والكنيسة القبطية. 2 - استمرار منهج هدم مؤسسة القضاء. 3- زيارة رئيس مصر للسودان في هذا التوقيت. حول العدوان على الأزهر والكنسية هناك عدد من التساؤلات الساذجة نوجزها فيما يلي: لماذا لم تقم قوات الأمن المعنية بتأمين مشيخة الأزهر وكاتدرائية العباسية إلا بعد «وقوع الفاس في الراس»؟!.. لا تقولوا قلة الإمكانيات فالأمر كان معلوماً و«الإمكانيات» سبق أن مكنت هذه القوات من الحماية الكاملة لمقر الإخوان في المقطم!! هل الهدف هو: القضاء على «وسطية الأزهر» وهل هو إثارة «فتنة طائفية»؟.. يا وزير الداخلية.. ماذا تفعل؟.. هل ستقيد الحادث «ضد مجهول؟». مثل كل الأحداث يظهر في الصورة مجموعات من «البلطجية» يزيدون من التهاب الموقف وطبعاً مجموعة من راكبي الموتوسيكلات، والغريب أنه حتى الآن لم يتم التعرف على أي منهم ولم يتم القبض على أي منهم!! كيف يكون ذلك وهم واضحون بالصورة وبالتعامل الودي الذي ظهر كثيراً بينهم وبين بعض رجالات الأمن؟.. هل هؤلاء «بلطجية» أم أنهم جزء من مؤسسات الحكم؟ ما هذه البيانات الهزلية التي صدرت عن «الداخلية» وعن «حكام الصندوق» وعن «الجماعة»؟.. هل هذه البيانات مقصود بها تطبيق المثل القائل «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»؟.. يا سادة.. فاتكم أنكم تلعبون بالنار وهذه النار هي التي ستحرقكم، الأزهر والكنيسة قوتان قادرتان حاكمتان حليمتان.. واحذروا «الحليم إذا غضب»، ويحيا «فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب» ويحيا «قداسة البابا تواضروس الثاني» هكذا تهتف لهما مصر. وبالنسبة لمشهد تفتيت مؤسسة القضاء والقضاء على دورها المفترض في إقامة الدولة الحديثة المتطورة.. فإننا وبعد صدور حكم محكمة الاستئناف ثم بيان المجلس الأعلى للقضاء، أصبحنا نواجه موقفاً شديد الغرابة وشديد الطرافة، يضاف إلى ذلك أن مصر كلها أصبحت تدفع ثمناً باهظاً نتيجة عناد السلطة وازدواجية المعايير، والسؤال الموجه إلى السيد المستشار النائب العام: هل تستحق مصر كل هذا العناد من جانبك.. أم أن الأمر يتعلق بتعليمات لا يمكن مخالفتها؟ ألا ترى يا سيادة المستشار أن مصلحة «مصر» التي أديت يمين الولاء لها حصرياً توجب عليك مراجعة موقفك وأن تفعل ما يجب أن تفعله من مداواة للجروح بدلاً من وضع «الملح فوق هذه الجروح»؟.. يا سيادة المستشار.. المطلوب منك أن تتصرف كمصري أولاً.. وكرجل قضاء ثانياً ولا شيء بعد ذلك. أما بالنسبة لزيارة رئيس مصر للسودان.. فهذا أمر عجيب يثير الكثير من التساؤلات!، كيف يسافر رئيس مصر في توقيت تتعرض فيه الدولة ل «تسونامى» سياسي - اقتصادي؟.. ثم إثارة موضوع مثلث «حلايب وشلاتين» كيف؟ ولماذا؟ وثم؟.. يا سيادة الرئيس.. نرجو أن تصون اليمين التي أقسمت.. «مصر» أهم من السودان وأهم من غزة وأهم من «الأهل والعشيرة»، أليس كذلك يا سيادة الرئيس؟.. ثم مؤسسة الدبلوماسية المصرية التي أثبتت جدارة عالمية.. هل ألغى دورها؟.. استقل يا سيادة وزير الخارجية ولا تقبل قيادة الدبلوماسية المصرية في غير طريقها السليم والصحيح. فإذا انتقلنا إلى المشهد الاقتصادي فإننا نرى مأساة تتوازى مع المأساة السياسية و«يا للهول» للمرحوم يوسف وهبي، ولأن الموضوع يتطلب عدة مجلدات فإنني أكتفى بعدد من الملاحظات: أصفق «لجبهة المعارضة» على مؤتمرها الاقتصادي على مدى يومين، خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها تحتاج إلى «إصرار» وإلى «نزول» إلى الجماهير وإلى الكثير والكثير، استمروا وتكاتفوا «اقتصادياً وسياسياً» وإلا فإن دوركم لن يكون مؤثراً. قرارات متضاربة تؤثر في البورصة والاستثمار وسعر الجنيه المصري (الغليان). يا سيادة وزير المالية ويا سيادة محافظ البنك المركزي.. إن لم تتفقا وإن لم تعرفا وإن لم تدركا.. استقيلا «وكفى الله المؤمنين شر القتال». تضخم.. يتحول إلى أورام خبيثة، يا وزراء الإنتاج ويا وزراء التموين والتجارة.. أين أنتم؟.. مرتباتكم ومكافآتكم.. هي حرام ما دمتم لا تعملون، هل فهمتم؟ خطاب رئيس وزراء قطر الذي نفى فيه أن قطر تسعى ل «شراء مصر»، أتريد يا سيادة رئيس وزراء «قطر» أن أذكرك بالماضي غير البعيد عندما لم يكن لديكم بترول وكنتم تتعاملون «بالمصارى المصرية»!! أم أذكرك بالماضي القريب حين أسهمت حروب مصر 1967 و1973 في رفع سعر البترول وبالتالي تضخم الثروة التي انهمرت عليكم وعلى غيركم؟.. لن أتحدث عن «الاحتلال الأمريكي» فذلك موضوع سنتعرض له فيما بعد، أقول لك ولغيرك.. تعاملوا مع «مصر» من قدوة الملك فيصل والشيخ زايد آل نهيان رحمهما الله، ومن قدوة السلطان قابوس أطال الله في عمره، أنتم يا سيادة رئيس الوزراء لا تمنون على مصر.. وإلا. كلمة أخيرة لسيادة الفريق أول السيسى والقيادات وضباط قواتنا المسلحة (أبطال أكتوبر 1973) إلى متى تنتظر؟.. كلما ساءت الأمور.. كلما أصبح الأمر أكثر صعوبة.. لينطبق على الموقف الزجل الشهير: إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه.. ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه.. إن من أشقاه ربى كيف انتم تسعدوه! وختاماً.. نصمم على أن «مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا».