قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن القرآن الكريم تحدث عن الساعة التي غالبًا ما يأتي الحديث عنها في سياق بدء أحداث القيامة، قاصرًا علمها على الله وحده، حيث يقول الحق سبحانه: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ". اقرأ أيضًا..الأوقاف: افتتاح 12 مسجدًا غدًا ب 7 محافظات ويقول سبحانه: "إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ"، ويقول سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". ويقول الحق سبحانه: "يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا"، ويقول سبحانه: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا". وعندما سئل سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الساعة أجاب (صلى الله عليه وسلم) بقوله: "مَا الْمَسْئولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ"، وبهذا حسم نبينا (صلى الله عليه وسلم) قضية الإفتاء أو الفتوى أو الفتيا في أمر الساعة أو محاولة التنبأ بها, فإذا كان رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) يقول: "مَا الْمَسْئولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ"، فمن ذا الذي يتجرأ على الله (عز وجل) بالخوض في أمرٍ توقَّفَ سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الحديث فيه. والسؤال الذي ينبغي أن نسأله جميعًا لأنفسنا: ماذا أعددنا لها؟ فقد سأل رجل النبي (صلى الله عليه وسلم): مَتَى السَّاعَةُ؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: حُبُّ الله ورسولِهِ، قَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ". فعلينا أن ننشغل بإعداد أنفسنا للقاء الله (عز وجل)، فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، وأن يكون حالنا مع الله (عز وجل) حال من سئل عنه: ما حال فلان؟ فقيل: لو قيل له إن الساعة غدًا ما وجد مزيد عمل يعمله. وردًا على تساؤلات من تساءل عن البعث وإفحام من أنكره جاء النص القرآني مدعومًا بالدليل العقلي والمنطقي والكوني، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ"، وقد أكد العلم الحديث كل ما جاء في النص الكريم من تناول لمراحل خلق الإنسان وعملية اهتزاز جزيئات حبيبات التربة عند نزول الماء عليها، فمن الذي علم سيدنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) ذلك قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، إنه رب العالمين ولا أحد سواه. ويقول سبحانه في أواخر سورة (يس) ردًا على منكري البعث: "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ".