كان ذلك في أوائل السبعينيات من القرن الماضى حينما تقلد الزعيم العظيم أنور السادات مقاليد الحكم في مصر.. وهي محتلة من إسرائيل، حيث كانت سيناء بالكامل تحت قبضة إسرائيل.. وقد استطاع الزعيم السادات أن يجمع شتات الوطن إذ إن هذا الزعيم استلم مصر وهي بلا حدود، كما أن أرضها كانت مستباحة بالكامل لإسرائيل وبذكائه المعروف وفطنته استطاع أن ينتصر في حرب 1973 عسكرياً وسياسياً في 1977 عقد اتفاقية كامب ديفيد التي أصيب بعد توقيعها زعيم إسرائيل بيجن ومات باكتئاب، حيث قال بيجن قولته المعروفة وهو يحتضر: لقد ضحك علي السادات.. وأخذ سيناء بلا حرب.. كانت تلك مقدمة لابد منها.. حتي ندخل في صلب الموضوع.. والحدوتة كما يعرفها القاصى والدانى.. هى أن الزعيم السادات الذي جمع بين زعامتين وهي العسكرية حيث كانت الحرب خدعة.. والسياسية نحو استلام أرضه بالكامل.. ثم بعد ذلك تفرغ الزعيم لترتيب البيت المصرى من الداخل.. فكان دائماً وأبداً يعقد لقاءات مع رموز العمل السياسي في مصر حيث كان يؤمن الرجل بإشراك الشعب المصرى في كل قرار مصيرى يتخذه ولا ينفرد به وحده وتلك كانت شيمة الرجل الوطني الشريف الذي يعشق بلده.. وفي تلك الندوات كان يوجد الشيخ عمر التلمسانى الذي استلم قيادة الإخوان المسلمين بعد المرحوم المستشار الهضيبى.. وفي ذلك الأوان كان الهمس يدور في أروقة السياسة المصرية عن تحرك فصيل في البلد لزعزعة حكم السادات.. الأمر الذي دعا السادات إلي لقاءات مع تلك الرموز ومنها جزء من هذا الفصيل الذي يتشدق بالإسلام ولا يعرفون من الإسلام إلا اسمه.. وإن عرفوا فهم يتغافلون وكان اللقاء في جامعة القاهرة، حيث حضره بعض الشباب ومنهم علي قيد الحياة اثنان من الذين أرادوا أن يرشحوا أنفسهم لرئاسة مصر وكانوا أيامها طلبة، حيث قامت مناقشة بينهما وبين الرئيس الذي صاح فيهما وقال لهما: الزم حدودك يا ولد.. فأنت في حضرة رئيس جمهورية مصر. ثم بعد ذلك وجد سؤالاً إلي المرحوم الشيخ عمر التلمسانى وكانت المفاجأة.. حيث صاح السادات في عمر التلمسانى قائلاً له: «من قتل حسن البنا يا عمر»؟ فوقع السؤال علي عمر التلمسانى كالصاعقة ورد قائلاً: «هذا قدره يا ريس» فقال له السادات إن كنت يا عمر لا تدرى فأنا أدرى.. وأنا أعرف أنك يا عمر تدرى.. فرد عليه التلمسانى قائلاً للسادات.. «إذا ظلمني أحد سأشكوه إليك.. أما إن ظلمتنى أنت سأشكو إلي الله؟ فرد عليه السادات قائلاً: أنا لم أظلم أحداً يا عمر فاسحب شكواك إلي الله لأنى أخاف رب العالمين.. وبعد ذلك جمعتني الصدفة بصديق لي وكان مقرباً إلى الرئيس السادات.. فسألته عما كان يقصده السادات بمقتل حسن البنا.. فرد علىّ قائلاً: إن الصحف في تلك الآونة السابقة قد تناولها وبالتحديد والإفصاح حيث كان بعد اغتيال المرحوم محمود فهمي النقراشى باشا رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت وقبض علي قاتله وعرف أنه من تلك العشيرة.. فغضب الشيخ حسن البنا وكاد يكشف الستار عن هذا اللغز حيث كان بصدد أن يكشف عن حرصه علي ذلك ويصدر قراراً بفصلهم من جمعية الإخوان المسلمين، فتربصوا لحسن البنا وهو خارج من جمعية الشبان المسلمين واغتالوه وقالوا قولتهم الشهيرة نتغدى به قبل أن يتعشى بنا.. والغريب أن في جنازة حسن البنا لم يشارك فيها أحد من هذا الفصيل.. ولكن الوحيد الذي سار في جنازته هو ابن سعد زغلول البار والمجاهد الأكبر كما كان يطلق عليه مكرم باشا عبيد..!! تلك هي القضية باختصار.. وأيامها أشاعوا أن الملك فاروق كان له يد في ذلك وفاروق ونظامه بريئان براءة الذئب من دم ابن يعقوب ولو كان في العمر بقية سأحكى الأسرار الخفية. ولك الله يا مصر. -- عضو الهيئة الوفدية