فى الآونة الأخيرة ظهرت مبادرات لوقف صور المغالاة فى المهور خاصة أن هناك العديد من الزيجات تفشل بسبب عدم قدرة الأسرة على مواكبة تلك العادات باهظة التكاليف؛ لذلك ظهرت العديد من المبادرات لمنع اتباع تلك العادات البالية، فعلى سبيل المثال دشن أهالى محافظة الغربية مبادرتين لمواجهة عادات الزواج المكلفة. كانت الأولى فى قرية ميت عساس التابعة لمركز سمنود لمواجهة غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج برعاية المهندس محمد بركات عامود، عمدة القرية، وحضور جمع من مشايخها وأهالها. واتفق الجميع على أن تكاليف الزواج بميت عساس باهظة بدرجة كبيرة لذلك قررت المبادرة إلغاء زفة جهاز العروس والصباحية وعشاء أم العريس وتقليل عدد المفروشات، وقصر الشبكة على دبلة وخاتم ومحبس فقط، وإلغاء حجرة الأطفال، وكذلك إلغاء ليلة الحنة بكل ما فيها من كوافير و«دى جى»، لتخفيف الأعباء على الشباب والمقبلين على الزواج. وفى قرية أبوحمر، إحدى قرى مركز بسيون بمحافظة الغربية، دُشنت مبادرة تيسير الزواج والحد من غلاء المهور، والتى تضمنت عدم شراء الذهب والاكتفاء بدبلة وخاتم ومحبس وكتابة الباقى فى قائمة المنقولات حفاظًا على حق العروس، وعدم شراء النيش بكل محتوياته والاكتفاء بأدوات المطبخ الأساسية، وشراء الأجهزة الضرورية فقط للمنزل بدون الكماليات الزائدة مثل الفريزر والميكرويف وغسالة الأطباق، وعدم المغالاة فى شراء السجاد الباهظ الثمن وعدم شراء الكثير من الملابس والبطاطين والمفروشات الباهظة. كما تضمنت المبادرة أيضًا الاكتفاء بالغرف الأساسية لمنزل العروسين ك«غرفة النوم - الصالون أو الأنتريه – والمطبخ»، وعدم شراء غرفة للأطفال لحين الحاجة إليها، وعدم إقامة حفل الخطوبة والاقتصار على أهل البيت والاكتفاء بحفل الزفاف فقط على أن يكون حفلا بسيطا، وإلغاء الهدايا والمواسم المقدمة للعروسة أثناء الخطوبة، وأيضًا إلغاء الصباحية وعشاء العروسة وإلغاء البسكويت والكحك والاكتفاء ب5 كيلوات فقط. وفى محافظة سوهاج دشن أهالى قرية الرويهب التابعة لمركز المنشاة مبادرة محلية لتخفيض نفقات الزواج على العروسين. اتفق الأهالى وعلماء الأزهر الشريف على إعداد كشف للاحتياجات المطلوبة من أسر العروسين، مع إلغاء بعض الطلبات المغالى فيها. وطالب أهالى القرية بتعميم المبادرة فى قرى ومدن المحافظة تشجيعًا للشباب على الزواج. وجاء فى الاجتماع الذى عقده أهالى القرية إلغاء كل من: بند العَشاء المقرر على العريس نهائيًا، والنيش والسفرة ومحتوياتهما، وتجهيز وفرش حجرة الأطفال. وكذلك ال«دى- جيه» فى نقل عفش العروس، وخاتم أُم العريس وهدايا أخوات العريس. وحمّل الاتفاق العريس تكاليف الكوافير مرّة واحدة فقط فى الخطوبة أو الزواج، وكذلك القاعة بحسب رأى العريس وحسب رغبته وعلى قدر استطاعته دون شروط من أهل العروسة. وحدّد الاتفاق المطلوب من أسرة العروس شراء أدوات المطبخ الرئيسية مثل (حلل - صوانى - ملاعق - شوك- سكاكين - طقم الشاى - طقم الشربات - طقم القهوة – خلاط - مكواة) بحيث لا تزيد الأطقم على طقمين فقط من كل نوع. كما يشمل الاتفاق شراء ملابس العروس الشخصية دون مغالاة ودون تدخل من العريس فى ذلك، وعدم المغالاة فى رد زيارة الخطوبة التى كان يجب أن تحتوى على ديك رومى، وهو ما تم الاتفاق على إلغائه مع الاكتفاء بعدد لا يزيد على 10 أزواج حمام ووزة واحدة وكرتونة فاكهة. وحدّد الاتفاق ما يُطلب من العريس أيضًا، وهو تجهيز سكن الزوجية من أجهزة كهربائية «غسالة – ثلاجة - بوتاجاز- فرن - مطبخ» حسب استطاعة العريس ومن دون تدخل من أهل العروس فى نوعية هذه الأصناف، والسجاد والستائر إن استطاع وإن لم يستطع فلا داعٍي لها لحين ميسرة. وأشار الاتفاق إلى أن الذهب الضرورى هو الدبلة والخاتم والحلق وما زاد على ذلك حسب استطاعة العريس وحسب الاتفاق مع أهل العروس. ويتحمّل العريس نفقة تحميل «عفش» العروس بحيث لا تزيد العربات على ثلاث وما زاد على ذلك يتحمله أهلها. كما أن القائمة والصداق يتم الاتفاق عليهما بين العريس وأهل العروس. وطالب أهالى قرية الرويهب بتعميم المبادرة على أنحاء محافظة سوهاج مع مراعاة ظروف وعادات وتقاليد كل قرية ومركز. كما شهدت قرية كفر حمزة مركز الخانكة مبادرة لتخفيض نفقات الزواج وتم صياغة اتفاق مبادئ بين الأهالى جرى توزيعه على الأسر والعائلات بمضمون نفقات ومتطلبات الزواج. وفى قرية السيفا بمركز طوخ بمحافظة القليوبية دشن الأهالى مبادرة تيسير الزواج بين شباب القرية للحد من النفقات، فى ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة وتخفيف العبء على العريس والعروس فى الشبكة والمنقولات والفرح وغيرها من المتطلبات.
