رغم إعلان الرئيس محمد مرسي احترامه لاتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل ،ومخاطبته الرئيس الاسرائيلي بالقول "عزيزي وصديقي العظيم" لا تزال المخاوف تتملك اللوبي الصهيونى فى الولاياتالمتحدة من استخدام حكومة الإخوان للأسلحة الامريكية لتدمير اسرائيل.. مثلا.. فقد حذرت صحيفة "انفيستور بيزنس ديلي" إدارة الرئيس الامريكي باراك باوما من تدمير اسرائيل في حالة إرسال طائرات إف 16 إلى مصر. وأضافت أن " اوباما يستميل الجهاديين ويوقع شهادة وفاة اسرائيل." ووصفت الصحيفة طائرات إف16 بأنها أفضل طائرات قتالية في العالم ، وواشنطن ساعدت مصر لأن تحتل المركز الرابع على مستوى العالم من حيث امتلاك هذه الطائرات بعد الولاياتالمتحدة واسرائيل وتركيا. وأضافت الصحيفة أنه "يمكن تفسير موقف اوباما بالنظر إلى سذاجته فيما يتعلق بساسية الشئون الخارجية ، فربما يعتقد أن واشنطن إن تعاملت مع مصر بنفس السياسة التي كانت تتبعها في عهد الرئيس السابق حسني مبارك فإن الرئيس محمد مرسي قد يصبح حليفا للولايات المتحدة مثل مبارك." أكد ديفيد شينكر مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى وجود إدراك عميق في واشنطن بشأن عدم رغبة الجيش المصري للتورط في حرب كارثية أخرى مع اسرائيل. ومع ذلك يوجد الكثير من القلق بشأن موقف الرئيس مرسي والإخوان. وأوضح أن مرسي يدرك أن المعارك مع اسرائيل أو حتى أي تراجع مفاجيء في العلاقات مع اسرائيل قد يعرقل الجهود لإخراج مصر من أزمتها المالية وتحسين مستوى معيشة المصريين، والافتقار إلى الأمن والثقة يقلق الاستثمار الأجنبي المباشر. وأشار شينكر إلى أن الرئيس مرسي لديه سجل واسع من التصريحات المننتشرة على اليوتيوب والتي ترجمت بدقة وانتشرت في واشنطن بشكل واسع. وأشار إلى أحد التصريحات التي قالها عام 2010 وانتشرت بشكل واسع على الانترنت، وذكر فيها أن المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين يجب أن تتوقف ، وعلى الجميع أن يدعم المقاومة، وفي 20 مارس 2010 قال مرسي لتلفزيون القدس "لا يوجد مكان للاسرائيليين على أرض فلسطين يجب أن نواجه الكيان الصهيوني". ودافع عن مقاطعة العرب للبضائع الاسرائيلية والامريكية. و طالب مرسي قبل 3 سنوات بعدم شراء طائرات إف 16 امريكية الصنع. وأكد شينكر أن سجل مرسي ورؤية الإخوان لا تدفع الولاياتالمتحدة نحو الثقة في نوايا الحكومة المصرية. وتحدث ليقتانت جنرال جيمس دوبك الخبير في معهد دراسات الحرب بواشنطن عن وجود مخاوف لدى جانبي الحوار، ففي واشنطن هناك مخاوف من أن يستخدم الحكومة التي يقودها الإخوان الأسلحة الامريكية لتدمير اسرائيل، بينما يخشى بعض المصريون من تدخل كبير للولايات المتحدة في المنحى الذي تتخذه مصر في المستقبل. وحذر من أن يقود الخوف العلاقات المصرية الامريكية ، واستبعد أن يقود الخوف هذه العلاقات طالما القادة على الجانبين في حوار مفتوح ، ويقاومون أي ضغوط داخلية محلية من أقصى اليسار أو أقصى اليمين، ويركزون على الفوائد المتبادلة للعلاقات الجيدة. وأضاف أن أحد المفاهيم الأساسية لدى الإدارة الامريكية هو عدم عرقلة مصر عن الانتقال إلى حكومة أكثر ديمقراطية تحمي حقوق الأقليات، وتواصل نقل مؤسساتها لخدمة جميع المصريين. وبالطبع فإنه يتعين على مصر تمييز وفهم اتجاه وسرعة هذا التحول، فالتحول السياسي الرئيسي يشمل غموض وقلق لدى المصريين والدبلوماسية الدولية وتزيد الاحتمالية بأن التعامل مع التحديات المحلية والدبلوماسية سيكون بأسلوب إيجابي طالما واصلت الحكومة المصرية التزاماتها تجاه عملية سياسية شاملة ، وطالما احترمت كلا الحكومتين وجهة نظر الأخرى، وواصلت الحوار.