"حسبنا الله ونعم الوكيل"هكذا همس المئات من الركاب المتوافدين على محطة قطارات السكة الحديد بالإسماعيلية صباح اليوم عندما تيقنوا أن إضراب سائقى القطارات لازال مستمرا في يومه الثاني على التوالي دون أي تدخل فوري لحل الأزمة التي يعاني منها بسطاء الشعب المصري. مئات الركاب من العمال والطلبة والموظفين والمسافرين تعطلت اعمالهم وإلتزامتهم لليوم الثاني على التوالي, البعض منهم افترش المحطة والبعض الأخر عاد إلى منزله فيما وقف عشرات المجندين حائرين وهم يهمسون"كيف لنا أن نعود لأهالينا لنقضي اجازتنا بعد عناء عمل طويل استمر اكثر من شهر" ولم تحتلف حيرة الطلبة الجامعيين عن حيرة هؤلاء المجندين..فهؤلاء عجزوا عن الوصول لجامعتهم وهؤلاء فشلوا في الوصول لمنازلهم. افترشت بيسة حسن – بائعة متجولة - وأطفالها الثلاثة رصيف رقم 1 داخل محطة الإسماعيلية وباتت ليلتها على الرصيف بعد يأسها من تحرك القطار إلي إعتادت أن تستقله إلى مدينة الزقازيق ولعدم توفر أجرة المواصلات العامة معها لم تتمكن من السفر وقضت ليلتها في العراء بجوار اطفالها. علي الرصيف الأخر وقف أحمد سلمان المجند بالقوات المسلحة من اسيوط منتظرا هو الآخر, وقال"بدأت اليوم إجازتي بعد شهر كامل من العمل داخل معسكر تابع لقوات الجيش الثاني الميداني وكنت في طريقي لأهلي في أسيوط وعندما أتيت إلى المحطة فوجئت بإضراب السكة الحديد وأنا الآن متحير كيف يمكن أن أصل إلى أهلي هناك وجميع خطوط القطارات متوقفة كما أن ليس لدي المال الكافي لأسافر بالاتوبيسات وليس هناك وسيلة متوفرة للسفر للصعيد سوى القطار". ويقول عمر حمدي الطالب بكلية اللغة العربية قسم حضارة بجامعة الأزهر في الزقازيق"أمس اضطررت وزملائي للسفر إلى الزقازيق بالمواصلات العامة ونظرا لظروف عطلة القطارات وصلنا إلى كلياتنا متأخرين وقمنا بدفع 12 جنيهًا أجرة الوصول للزقازيق لكل واحد منا علما أن الأجرة الرسمية 8 جنيهات إلا أن أصحاب السيارات الأجرة استغلوا الأزمة ورفعوا الأجرة. ويلتقط اطراف الحديث عمر يحيى"طالب بكلية الشريعة والقانون"بميت غمر ويقول في رحلة العودة إلى منازلنا بالإسماعيلية كانت الصدمة الكبرى حيث فوجئنا أن سائقى الأجرة رفعوا قيمة الأجرة لتصل إلى 25 جنيهًا بزيادة اكثر من 100% عن سعرها الرسمي ولأننا مجبرين اضطررنا للخضوع لاستغلالهم وسط تغيب كامل لأجهزة المرور والشرطة ". ويقول مصطفى الزغبي الطالب بالمعهد الفني الصناعي بالزقازيق "تأخرت اليوم عن المعهد وعندي امتحان أعمال السنة ولا أدري ما مصيري أمام هذه المأساة التي يبدو أنها ستستمر طويلا مع تجاهل وزارة النقل والحكومة لحجم المأساة التي يعيشها الشعب".