تتميز محافظة الفيوم بوجود أبراج الحمام و هي واحدة من معالم السياحة الريفية بالمحافظة، وايضا "غية" وهواية يقبل عليها الكثيرين الذين يهوون تربية الحمام فى منازلهم . وتجتمع في محافظة الفيوم مقومات البيئة الصحراوية والساحلية وتضم ايضا مقومات السياحة الريفية ومن بينها الات الري التي تدور بدفع المياه كسواقي الهدير وهدارات المياه وطواحين الغلال . كما ان لسواقي الهدير فى الفيوم طابعها المميز وشكلها الخاص الذى لا يوجد مثيل له بين سواقي مصر. وتعتبر ابراج الحمام أحد أهم مميزات الفيوم، والتى لها تصميما الخاص" الهرمى" الذى يميزها عن كل ابراج الحمام فى مصر والتى تكون اسطوانية، بالإضافة الى انها ابراج لها تاريخ حيث استأنس قدماء المصريين الحمام وبنوا له ابراجا من الطين والفخار لا تزال مستعملة حتى الان ويزورها الكثيرين من الباحثين عن التراث والمعالم والاصول الريفية ويرتادها ايضا الاجانب الذين يحرصون على زيارتها والتقاط الصور التذكارية لها. وقال الدكتور نبيل حنظل مدير عام هيئة تنشيط السياحة السابق بالمحافظة والخبير السياحى، إن ابراج الحمام فى الفيوم تعد من اوائل مراكز البريد الجوي، فقد كانت بحق شبكة بريد جوى مترابطة.كانت نعتمد على انواع من الحمام الزاجل فغطت سماء مصر وامتدت الى كل انحاء الدولة العباسية والدول المجاورة كالعراق والحجاز إلى غزة. وهو ما تؤرخ له كتب التاريخ التي تذكر ان قلعة الجبل كانت تحتوي على أبراج للحمائم التي كانت تحمل الرسائل، والتى بلغ عددها وفق ما ذكره ابن عبد الظاهر في كتابه "تمائم الحمائم"،فى آخر جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وستمائة هجرية ،ألف وتسعمائة طائر . وكانت الطيور المذكورة لا تخرج من أبراج القلعة، باستثناء مجموعة كانت في برج خارج القاهرة، يُعرف ببرج الفيوم، اقامه الأمير فخر الدين عثمان بن قزل أستادار الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب. ووفق ما جاء في كتاب المواعظ والاعتبار للمقريزى وان رسائل البريد الجوي كانت تحملها الحمائم الى ( إصطبلات السلطانية الموزعة في انحاء مصر فيما بين اسوان والفرات ) وكانت مجهزة بالبغال ليسلمها سعاة البريد الذين يستخدمون البغال لتوصيلها الى اصحابها وتطورت وسائل الاتصال لكن ابراج الجمام ظلت باقيه وانحصرت وظيفه المراسله فيها فيما يتبادله الهواة والمحبين من رسائل وانتعشت تربيه انواع اخرى للتجاره او الهوايه او التربيه من اجل الطعام، ومن اشهرها (الزغاليل) وانواع بريه للهواه تنحدر من اصول اجنبيه اوربية ( كالكارنو الاحمر – كاشو – اللينكس – الموندين , ومن سلالات امريكية (كالكارنو الابيض – الهومر – الكنج الابيض – الكنج الفضى) اما حمام السلالات المحلية فيشتهر منه (الرومى - برى – مالطى – قطاوى) ويشير الدكتور نبيل حنظل الى ان السياحه الريفية في الفيوم مهدده بان تفقد احد اهم المعالم فيها وهى ابراج الحمام فلم يعد هناك ابراج سوى فى قرى بنى صالح والمقرانى واحدى قرى مركز اطسا ولابد من الحفاظ على هذه الابراج باعتبارها تراث ريفي وان لا تندثر كما اندثرت بوابة ووكالة المغاربة فى مدينة الفيوم .