الاستغلال الرخيص لحادثة التسمم الطلابى فى جامعة الأزهر، في الإساءة لشيخ الأزهر، ومحاولة الإطاحة به، مؤامرة مفضوحة ومكشوفة وممجوجة، وتحريض الطلاب على اقتحام المشيخة والهتاف ضد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، هو إساءة إلى كل مصرى مسلم ولكل المسلمين فى العالم، ولكل أقباط مصر الذين يعلنون احترامهم للأزهر الشريف. إن شيخ الأزهر هامة وقامة محترمة وشخصية لها تقديرها ووزنها ولا يجوز الزج بها فى أخطاء إدارية وقعت نتيجة إهمال أو غياب ضمير من بعض المسئولين عن تغذية الطلاب فى جامعة الأزهر التى لها رئيس جامعة وعدد من النواب وجهاز إدارى مسئول. نقدر حجم المأساة التى تعرض لها أكثر من 500 طالب أصيبوا بالتسمم الغذائى فى المدينة الجامعية لجامعة الأزهر، وغضب زملائهم وقلقهم عليهم، وقد خرج جميع المصابين من المستشفيات بعد الاطمئان عليهم، واتخذ شيخ الأزهر الإجراءات الإدارية العاجلة للسيطرة على الموقف، ودعا المجلس الأعلى للأزهر للانعقاد برئاسته لبحث تداعيات حادثة التسمم لاتخاذ ما يلزم من قرارات. وتجرى النيابة العامة تحقيقاتها فى الشق الجنائى لينال جميع المتسببين فى هذه المأساة جزاءهم. ما هو المطلوب من شيخ الأزهر بعد ذلك، إن حوادث التسمم تقع فى كل مكان، وتعج بها صفحات الحوادث، ومن الممكن كان يحدث ما حدث فى جامعة الأزهر فى مكان آخر، لماذا هذه الحملة التى تفوح منها رائحة الغدر بشيخ الأزهر، أين كانت «الحمقة» التى نراها حالياً من جماعة الإخوان ونوابها فى مجلس الشورى عندما دهس قطار أسيوط أكثر من 60 تلميذاً فى عمر الزهور وحولهم إلى قطع لحم متناثرة فوق قضبان السكة الحديد.. لماذا لم نسمع أحداً من الجماعة يطالب بإقالة رئيس الحكومة أو وزير النقل، ولماذا لم يقم الرئيس بزيارة ضحايا الأوتوبيس فى أسيوط كما فعل حالياً بزيارة طلاب جامعة الأزهر فى المستشفى. إن شيخ الأزهر ليس طباخاً حتى يسأل عن الطبيخ الذى تسبب فى تسمم الطلاب، وإذا كان كل مسئول ستتم مساءلته عن التسمم فأول ما يجب مساءلتهم الفصيل الذى سمم حياة المواطنين منذ وصوله إلى السلطة بدستور وقوانين فاسدة أدت إلى شق الصف، وفرضت التقسيم والإقصاء. هل هى مصادفة أن تقع حادثة التسمم لطلاب جامعة الأزهر مع بدء مناقشة هيئة كبار العلماء برئاسة شيخ الأزهر لمشروع قانون الصكوك الذى رفضه شيخ الأزهر، وتتحمس له الجماعة لإنهاء الأزمة الاقتصادية، ويرى الأزهر أنه يتعارض مع الشريعة الإسلامية، وهو مشروع لبيع أصول الدولة، ويشبه إعادة شركات توظيف الأموال، هل هناك مؤامرة ضد شيخ الأزهر لإجباره على الاستقالة، لأن الدستور يحظر عزله، لتعيين شيخ أزهر آخر من الجماعة بعد أن نص الدستور على أخذ رأى هيئة كبار العلماء بالأزهر فى الشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية، لماذا شيخ الأزهر أصبح من «الفلول» فى نظر الإخوان حالياً، وكانوا يدافعون عنه عندما وافق على مشاركة الأزهر فى لجنة تأسيس الدستور. هل ما حدث هو تسمم طلاب الأزهر من وجبة فراخ بالديدان أم محاولة تسميم شيخ الأزهر بالمؤامرات لتطفيشه. هناك تغذية لفكرة المؤامرة، ولنا فى طريقة عزل قيادة المجلس العسكرى عبرة بعد اغتيال جنودنا فى رفح.