البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    القاهرة الإخبارية: أوكرانيا أعلنت خضوع 213 بلدة في سومي لعملية إخلاء فوري    تطورات مفاوضات الأهلي لضم ثنائي سيراميكا كليوباترا.. الغندور يكشف التفاصيل    نهائي الأبطال| باريس يسجل الهدف الرابع في شباك إنتر    تطور مفاجئ بشأن مستقبل عبدالله السعيد في الزمالك.. سيف زاهر يكشف    ضبط سيدتين لتصويرهما فيديوهات خادشة وبثها بمواقع التواصل الاجتماعي    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    الكاتدرائية تستعد لرسامة وتجليس أساقفة جدد بيد البابا تواضروس| صور    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    تجربته الأولى.. جون هيتينجا مدربا ل أياكس    ماركا: رودريجو أبلغ ريال مدريد برغبته في الاستمرار    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    جراديشار: شاركت في مباراة بيراميدز ولم أكن أعرف أسماء لاعبي الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمجد مصطفى يكتب: المصري فنان عمره 7 آلاف سنة « 38»
نشر في الوفد يوم 01 - 06 - 2022

«الحجاوى» مكتشف الكنوز فى بر مصر.. شيحة وخضرة وطه والريس متقال طعم الريف والصعيد.. «أصوات مصرية بجد»
الموال والسير والملاحم الشعبية.. رحلة نغم تطرب الحجر
مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طربًا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين، هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو أستاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة.
مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت تذكرنا ماضينا الجميل.
فى حلقات سابقة ذكرنا أن مصر فنانة منذ 7 آلاف سنة، فى الجزء الأول قدمنا بانوراما عن الفن المصرى بصفة عامة، وريادته، وفى الجزء الثانى خصصناه لتاريخ مصر الغنائى من قدماء المصريين حتى مشايخنا فى العصر الحالى.
كما واصلنا تقديم تاريخنا فى عالم التلحين، وما أكثر ما قدمت مصر للعالم العربى من ملحنين، لذلك فالجزء الخاص بالملحنين سوف نواصل الكتابة عنه لعدة أجزاء، حتى نعطى هؤلاء الرواد حقهم الطبيعى.
تحدثنا فى «المصري فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا وأكاديمية الفنون، ثم بدأنا فى حلقات تالية نتحدث بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، تحدثنا عن الموسيقى من عهد قدماء المصريين، مرورًا بدور الترانيم القبطية، فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ، تناولنا الملحنين من الشيخ المسلوب مرورًا بسلامة حجازى وسيد درويش وعبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، استكملنا مسيرة الملحنين فى النهوض بالأغنية المصرية والعربية، بما يؤكد أننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، وأن عمر بعض فنانينا أطول من أعمار دولة بأكملها. وأن إبداعهم ربما يكون أكثر تأثيرًا من دول كثيرة.
مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ وعرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبت النوتة الموسيقية وأهم من قدمت عازفين وملحنين وشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان.
للغناء الشعبى المصرى سحرا خاص، لأنه نبض الريف والصعيد والبادية، هو من كلمات وألحان الإنسان المصرى البسيط، هو الناى الحزين والسمسمية والارغول والربابة والطبلة والمقرونة، هو صوت محمد طه ومتقال قناوى وخضرة. إذا تحدثنا عن الغناء الشعبى لابد أن نذكر فى البداية زكريا الحجاوى الاب الروحى لهذا الفن، والذى جاب حوارى وازقة مصر لكى يجمع هذا التراث، ويبحث عن كنوز الأصوات.
زكريا الحجاوى (ولد فى 4 يونيو 1915 فى المطرية بالدقهلية وتوفى فى 7 ديسمبر 1975 فى دولة قطر) هو أحد رواد الفن الشعبى المصرى، أبرز إنجازاته تقديم التراث الشعبى المصرى عبر وسائل الإعلام الحديثة كالصحافة والإذاعة والتلفزيون.
عمل فى الصحف المصرية منذ أوائل الأربعينيات من القرن العشرين، ومن أهم الصحف التى عمل بها المصرى والجمهورية.
بعد قيام ثورة يوليو 1952 اتجه زكريا الحجاوى لعمل مسح شامل للقطر المصرى لجمع الفنون الشعبية من مصادرها، واكتشف خلال ذلك العديد من المطربين الشعبيين مثل خضرة محمد خضر ومحمد طه ومحمد أبو دراع وإبراهيم خميس وفاطمة سرحان وجمالات شيحا.
من أهم مؤلفاته عرضين مسرحيين هما بيجماليون، ملك ضد الشعب كما قدم نهر البنفسج وهى مجموعة قصص، الى جانب موسوعة التراث الشعبى، كما كتب «الحجاوى» العديد من الدراسات حول الفولكلور المصرى نشرت فى جريدة المصرى ومجلة الرسالة الجديدة.
من هنا تبدأ الحكاية
عمل فى بداية حياته موظفا بمستشفى الحوامدية وكانت فى عهدته بطاطين مرت خمس سنوات دون أن يلتفت إليها أحد، وجاء شتاء قارسا فوزع البطاطين على الفقراء، ومصادفة قاموا بجرد العهدة، وتبين عدم وجودها، ونقلوه، فترك الوظيفة واتجه إلى العمل صحفيا فى جريدة «المصري» التى ظلت تصدر حتى عام 1954، ونشر فيها قصصه الأولى.
وبعد ثورة يوليو 1952 قرر عبدالناصر إصدار جريدة للثورة، وكلف «أنور السادات» بتأسيسها وإصدارها، فاستعان بصديقه «الحجاوي» ليكوِّن فريق التحرير، واختار لها اسم «الجمهورية»، وكان السادات يريدها «التحرير»، وبعد الأعداد الأولى تركها الحجاوى، وعاد إلى البحث عن الفنون والموهوبين فى أنحاء مصر.
عند تأسيس وزارة الثقافة عام 1957 تمت الاستعان به فى جمع الفنون الشعبية، واكتشاف المواهب فى مختلف المجالات الشعبية.
** كان هو صاحب فكرة إنشاء «مسرح السامر» و«الثقافة الجماهيرية»، لكن نشاطه، وعطاءه الرئيسى كان فى جمع التراث الشعبى، واكتشاف المواهب، وتقديمها للناس، وهذا دفعه للغوص والتجول أكثر فى كل أنحاء الوطن، بحثا عن الكنوز.
** اكتشف أهم نجوم الغناء الشعبى، ومنهم «خضرة محمد خضر» اشتهرت فى الستينيات والسبعينيات والثمانينات وحتى الآن، بات صوتها رمزا للغناء الشعبى، وكذلك اكتشف «محمد طه» المطرب الشعبى الشهير، والفنان أبو دراع، وفاطمة سرحان, وشوقى القناوى، ومتقال قناوى.
** خلال خمسينيات القرن العشرين قدم «ملحمة أيوب المصرى»، و«كيد النسا»، و«ملاعيب شيحة»، و«سعد اليتيم»، ضمن 60 عملا إذاعيا، وقدم للسينما أفلام «سيد درويش»، و«أدهم الشرقاوي» و«أحبك يا حسن»، وله دراسات علمية نشرت في «مجلة الرسالة الجديدة» عن الفن الشعبى المصرى وتُعد من أولى المحاولات العلمية فى الثقافة الشعبية.
** لاقت أعماله استحسانا كبيرا، واكتسبت شعبية جارفة، حيث كان الناس يلتفون حول أجهزة الراديو فى البيوت والمقاهى، فى أوقات إذاعتها، يرددون أغانيها، حيث وجدت صداها فى وجدان عموم الشعب بكل طبقاته، لكشفها الجوانب العميقة من الهوية المصرية.
** له أيضاً كتاب مهم بعنوان «حكاية اليهود»، بذل فيه جهدا موضوعيا شاقا، وكان يجهز لأجزاء أخرى منه، لكن القدر لم يمهله، وصدر الكتاب عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة» خلال تسعينيات القرن العشرين.
** قدم زكريا مسرحيته «بيجماليون» فى 1946، التى استلهمها من التراث اليونانى، وهى أسبق من مسرحية «توفيق الحكيم» التى تحمل نفس الاسم، وكانت أول قصة قصيرة له «محاكمة قاع
النهر»، ونشرها في «مجلة الغد» 1948، وضمها فيما بعد لمجموعته «نهر البنفسج»، وظهر فيها أسلوبه المغاير للكتابة السائدة وقتها.
** الكاتب الكبير «يوسف إدريس»، وصف كتابته «بالريادة فى الواقعية» التى شهدت ازدهارا حول العالم فى تلك الفترة. وبعدها قدم مسرحيته «ملك ضد شعب»، قبيل ثورة يوليو 1952.
** كل ذلك يؤكد حجم موهبة «زكريا الحجاوي»، الذى التصق بروح مصر العميقة الخفية، واستخرج أروع ما فيها من جواهر، فسعى لإنشاء معهد «للفنون الشعبية»، و«الفرقة القومية للفنون الشعبية.
** اهتم بكل الإبداع الشعبى، من المديح النبوى إلى الأغانى والسير الشعبية والرقص الشعبى، والمواويل والبكائيات والعمارة وغيرها، وذكر فى كتابه «حكاية اليهود» أن أولى رحلاته كانت إلى شمال سيناء والقنطرة والبردويل ورفح وغزة ثم فلسطين، سنة 1941، ورحلته الثانية فى 1949، عبر الصحراء الشرقية من إسنا إلى القصير، ثم إلى دير سانت كاترين، ومنحه عمله فى مصلحة الفنون 1954 فرصة أقوى، ومدعومة ماديا، للطواف بأقاليم مصر لجمع الرقصات الشعبية وعرضها على مسارح مصر 1956، وجمع «يا ليل يا عين» من فم «ياقوت الحلاق» بالإسكندرية، وصاغ منه مسرحية، واستلهم منها الراحل الكبير «يحيى حقي» عنواناً لأحد كتبه، وبهر الأوبريت الجماهير فى مصر وسوريا عند عرضه لأول مرة، وخلال ها العمل قدم «نعيمة عاكف»، والفنان «محمود رضا»، بطل «فرقة رضا»، وكان وقتها لا يزال شابا صغيرا يعمل فى «شركة السويس للبترول»، وكذلك استعان الحجاوى بعبد الحليم نويرة»، و«على إسماعيل» لقيادة الفرقة الموسقية.
** كان يقيم فى الجيزة، لذلك اتخذ مجلسه الأساسى فى مقهى «عبد الله»، واجتذب إليه المثقفين والكتاب من مختلف الأجيال، والتخصصات، ومنهم «نعمان عاشور»، و«محمود السعدني»، و«سمير سرحان»، وعشرات غيرهم.
** كان يؤمن بأن «الفن الشعبي» موجود فى مصر القديمة منذ بناة الأهرام, وفى التراتيل الدينية والاحتفالات المصرية القديمة, لهذا أجرى حوارا مع الدكتور «سليم حسن» عالم الآثار المعروف, وصاحب موسوعة «مصر القديمة», حول الفن الشعبى فى مصر القديمة, وحاور «بيرم التونسي» عن الزجل، كما اصطحب «صلاح جاهين» إلى السامر الشعبى والموالد التى استلهم منها رائعته «الليلة الكبيرة»، وقال جاهين عن الحجاوى: كان يشبه سقراط والتفاف الحواريين حوله.
أزمات تعرض لها
** 1972 هدم بيته بالجيزة لإنشاء شارع جديد، فصار بلا مأوى، ولم تكن لديه مقدرة مالية على شراء شقة أخرى. وتنكَر له عدد كبير ممن ساعدهم، ودعمهم فى بداياتهم، فاستبعده مخرج البرنامج الذى أعده عن «الفن الشعبى» بالإذاعة، واستعان بآخرين من تلاميذه ومريديه.
وفى الوقت ذاته، فصل من وزارة الثقافة، وتزامن مع هذا تلقى الحجاوى عرضا للعمل فى قطر، فسافر وبادر بإعداد كتاب عن الفولكلور القطرى، لكنه رحل قبل أن يستكمله، وتوفى يوم 7 ديسمبر 1975، توقف بالضرورة مشروع عن الفولكلور فى منطقة الخليج.
تكريم بعد الرحيل
بعد وفاة الحجاوى كرمته الدولة ومنحت اسمه شهادة تقدير من أكاديمية الفنون، كما غيرت اسم مسرح السامر إلى «مسرح زكريا الحجاوي» ومنحته وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
** محمد أبو دراع.. مطرب شعبى، اسمه الحقيقى (محمد رمضان سيد أحمد البطاوى) ولد فى قرية درين مركز طلخا بمحافظة الدقهلية فى 25 نوفمبر 1919 لأب يعمل بالزراعة، توفى والده وهو فى الخامسة من عمره وأصبح يتيم الاب وسافر مع والدته إلى المحلة الكبرى وكان يذهب إلى الموالد الشعبية مثل السيد البدوى فى طنطا، اكتشفه زكريا الحجاوى، كما تحمس له كل من كاتب الأغانى الشعبية الحاج مصطفى مرسى والمطرب الشعبى يوسف شتا، وعمل بالمسرح داخل مصر وخارجها.
وفى المسرح الشعبى مع زكريا الحجاوى حيث كلفه باستقدام عدد من أبرز الفنانين الشعبيين من مختلف أنحاء مصر منهم خضرة محمد خضر وجمالات شيحة وفاطمة سرحان وأحمد سمسم. توفى فى 19 يوليو 1988.من أهم أعماله مسلسل الهروب.
** فاطمة سرحان مطربة ومنشدة ومداحة، ولدت فى مركز بسيون محافظة الغربية
اشتهرت بغناء القصائد الصوفية والمواويل والقصص الشعبية والمدائح النبوية فى الموالد الإقليمية.
بدأت الغناء فى الإذاعة فى خمسينيات القرن العشرين بعد أن اكتشفها زكريا الحجاوى أحد رواد الفن الشعبى.
أقامت فى القاهرة فى حى الرويعى بالعتبة ثم انتقلت إلى حى السيدة زينب وكانت تقيم سرادق سنوى فى مولد الحسين وتلقب بملكة البلدى. تزوجت من المطرب الشعبى عطية إسماعيل السفرتى.
** هى والدة المطربة سوزان عطية
** شاركت الغناء مع خضرة محمد خضر فى قصة أيوب وناعسة وشاركت أنغام فى ألبوم وحدانية عام 1999، وشاركت فى العديد من استعراضات الفنون الشعبية ومنها «رقصة الحجالة» مع الراقصة نجوى فؤاد.
**شاركت بالتمثيل والغناء فى السينما فى أفلام «أنا الدكتور» 1968، «حد السيف» 1986، «الجوازة دى مش لازم تتم» 1988، و»احذروا هذه المرأة» عام 1991 وفى الدراما التلفزيونية المسلسلة « أفراح القبة» عام 2016.
**تم تكريمها من الهيئة العامة لقصور الثقافة وتم منحها درع الهيئة تكريما لدورها فى توثيق التراث الشعبى فى 10 مايو 2015.
** قام المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بإصدار كتيب عنها وإنتاج فيلم تسجيلى عن تاريخها الفنى. قامت بغناء وإعادة غناء العديد من الأعمال
** أهم أعمالها الغنائية
كيد النسا، خضرة الشريفة، على ورق الفل، فى مدح النبى، الحمد لله الحنان، ياحلو طبعك، خدنى معاك، لأ والنبى ياعبده، الليل وموالى، توبة وسماح، خد عنوانى، إتلموا كل الأوليا، يامظلومين فى الهواء، أحبك أنت كده وكده، أنا قلبى فى حبك، هاجر والخليل، قل للمليحة، احنا ولاد الشرق، لسه فاكر، ياقلبى ليه، ياعمده، يا أسطى العربية، ياقلب، صاحبى، تحت الشباك
الريس متقال..بص على الحلاوة
متقال قناوى متقال أو «الريس متقال» فنان شعبى ولد بمدينة الأقصر عام 1929،
وتوفى أواخر سنة 2004 عن عمر 75 سنة.
** هو مطرب شعبى يغنى باللهجة الصعيدية بمصاحبة أنغام الربابة، وكون فرقة من أقربائه ثم انضم إلى «الفرقة القومية للفنون الشعبية» فى الستينيات مما أتاح له الفرصة للسفر إلى أوروبا ونال شهرة واسعة خصوصا فى باريس، وقد صاحبته الراقصة هالة الصافى لترقص على نغمات الربابة أثناء غناءه، كما تفرغ بعض الوقت لأداء السيرة الهلالية بصوته وتم تسجيلها.
** تزوج الريس متقال 9 زيجات وانجب 25 ولدا وبنتا، ومن أبنائه «الريس حجازى القناوى» الذى سار على خطاه، وكذلك شقيقه «الريس شمندى.
اهم أعماله بص على الحلاوة، البت بيضا، يا حلوة يا شايلة البلاص، بتاع الفراولة، ليل يابو الليالى، ضيعت مالى. الأقصر بلدنا، سلامات، ياجريد النخل العالى، الخيال.
محمد طه.. أبوالموال المصرى الاصلى
محمد طه (24 سبتمبر 1922 - 12 نوفمبر 1996). هو «محمد طه مصطفى أبو دوح»، ولد فى بلد أبيه «طهطا» بصعيد مصر، ونشأ فى بلدة أمه «عزبة عطا الله سليمان» بقرية «سندبيس» التابعة لمركز «القناطر الخيرية». يعد من أكثر المطربين من حيث عدد الموواويل.
مشواره الفنى
فنان شعبى تلقائى صاحب ال10 آلاف موال كان يؤلف ويلحن ويغنى بالفطرة، وجاهز للارتجال طوال الوقت، كما كان صاحب فرقة موسيقية وشركة إسطوانات.
** غنى للناس فى كل الاماكن، لم يبخل عليهم بفنه، وتلك أهم ما يميز نجوم الغناء الشعبى، يغنى اينما تجمع ووجد الناس، لذلك غنى على مسارح الفن الشعبى فى القاهرة، ومقاهى حى «الحسين» و«السيدة زينب» التى كان يغنى فيها أثناء الاحتفال بالموالد والمناسبات الدينية.
** سنة 1954 استمع إليه الإذاعيان الكبيران «طاهر أبو زيد» و«إيهاب الأزهري» وهو يغنى فى مقهى «المعلم على الأعرج» بالحسين، واصطحباه إلى الإذاعة حيث قاما بتسجيل عدد من مواويله.
** ضمه «زكريا الحجاوي» إلى «فرقة الفلاحين للفنون الشعبية» التى كلفته «وزارة الثقافة» بتشكيلها.
** ضمه الإذاعى «جلال معوض» لإحياء حفل أضواء المدينة، فى غزة.
** غنى فى الاحتفال بعيد الثورة أمام جمهور يتقدمه جمال عبدالناصر وعبد الحكيم عامر وكمال الدين حسين وغيرهم من القادة.
** كوّن فرقته الموسيقية الخاصة «الفرقة الذهبية للفنون الشعبية» وضم إليها أخاه «شعبان طه» الذى يشبهه تماماً كما ضمت الفرقة عازفين للناى والأرغول والكمان والعود والطبلة، وهى الفرقة التى ظلت تلازمه فى كل حفلاته وأسفاره وأيضاً فى الأفلام التى شارك فيها.
** كون شركة لطباعة إسطواناته أطلق عليها اسم «ابن البلد» أهم أعماله التى شارك فيها فى السينما ابن الحتة، بنات بحرى، أشجع رجل فى العالم، خلخال حبيبى، شقاوة رجالة، السفيرة عزيزة، الزوج العازب، دعاء الكروان
المراهق الكبير، ملك البترول، صراع فى الجبل، زوجة ليوم واحد، رحلة العجائب، دستة مجانين.، العريس الثانى
** له 8 أبناء، أكبرهم «صالح» وهو الوحيد الذى ورث جمال الصوت عن أبيه، وغنى فى برنامج تليفزيونى مرة واحدة وعمره 16 سنة ثم منعه أبوه.
توفى فى 12 نوفمبر 1996 فى حى شبرا.
** خضرة محمد خضر مغنية شعبية، قدمت العديد من الأغانى الشعبية والمواويل أشهر فنانات الغناء الفلكلورى الشعبى المصرى اكتشفها زكريا الحجاوى جامع التراث الموسيقى تنحدر من بلدة كوم حمادة محافظة البحيرة.
** اشتهرت خضرة محمد خضر بقصة أيوب وناعسة التى غنتها مع الفنانة فاطمة عيد تأليف زكريا الحجاوى.
** أهم أغانى خضرة هى أيوب المصرى، يا مسعد يا لى تصلى على النبى، الصبر طيب، ياما اللى كان صابر ينول المغفرة، واللى معاه صابر يلاقيه فى الآخرة، ياما جرى لأيوب على حكم الزمن، وادى بنت عمه على البلاوى صابرة. آه يا ليل يا قمر وألمانجة طابت على الشجر، على ورق الفل دلعنى، زرعت فدان جمايل وأربعة معروف، موال لكن، نظرة ومدد، ملحمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ملاعيب شيحة، ميتى أشوفك..
حياة خضرة
تنحدر المطربة الشعبية خضرة محمد خضر لأسرة عاشت للميح والفن الشعبى، ، الدها ووالدتها وجدتها لأمها كانوا يعملون فى المدح بالموالد.
تزوجت خضرة من رجل عادى لا يعمل فى مجال الفن، وأراد زوجها أن تستقر فى المنزل وتترك العمل فى الموالد، وفى البداية انصاعت خضرة لأمر زوجها، ولكن ارتباطها وحبها للفن الشعبى كان أقوى من ارتباطها بزوجها.
** سافرت خضرة إلى القاهرة، وبدأت الغناء فى سرادقات الحسين، ثم بدأت فى قيادة فرقة صغيرة تتجول بها فى الموالد فى محافظات بحرى والقاهرة.
** فى عام 1954 بدأ زكريا الحجاوى جامع الموسيقى والتراث الشعبى فى اكتشاف المواهب الشعبية، والبحث عن عمالقة غناء السيرة والموال، وفى رحلته اكتشف زكريا الحجاوى الشيخ متقال، وأبو دراع، وفاطمة سرحان، والفنانة خضرة محمد خضر، وكون زكريا الحجاوى مع خضرة فرقة النيل.
** قدمت فرقة النيل العديد من الأعمال الناجحة، والعديد من الملاحم الشعبية وكان من أهم أعمال فرقة النيل ملحمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وقصة أيوب المصرى، وقصة ملاعيب شيحة.
** عرض زكريا الحجاوى على خضرة الزواج فى عام فى رحلة زواج لم تستمر أكثر من عامين وانتهت بالطلاق فى عام 1963.
مشهد طلاق خضرة وزكريا
تم الطلاق فى عام 1963 فى سرادق شعبى كبير أقيم بحى إمبابة، وغنت فيه المطربة الشعبية خضرة على أنغام الناى والمزمار أغنية من تأليف زكريا الحجاوى، وبعد أن انتهت من الغناء وكعادة الفنانين الشعبين والتى تقضى بأن يشرب كل شريك من دم الآخر وقت الفراق حتى يفترقا كشقيقين فى الدم بلا عداء، قام كل منهما بجرح أصبع الإبهام وشرب كل منهما من دم الآخر، وخرج زكريا من السرادق حزينًا.
علاقة خضرة محمد خضر بالإذاعة المصرية
ارتبط اسم خضرة محمد خضر بالإذاعة المصرية، كانت تقدم نصف ساعة أسبوعيا فى الإذاعة بعد صلاة الجمعة.
وظلت خضرة تقدم العديد من الأغانى الشعبية والمواويل إلى أن رحلت.
خضرة فى السينما المصرية
بعد النجاح الكبير الذى حققته خضرة فى أداء الأغانى الشعبية، والمواويل، والمديح، بدأ صناع السينما من المنتجين والمخرجين فى الاستعانة بها فى أفلامهم،
منها فيلم شقة الطلبة فى عام 1967، مع الفنانة سعاد حسنى، الفنان أحمد رمزى، حسن يوسف، محمد عوض، ونجوى فؤاد.، »هو والنساء» عام 1966، بطولة هند رستم، نجوى فؤاد، ناهد شريف، ورشدى أباظة، «أنا الدكتور» عام 1968، مع الفنان فريد شوقى، والفنانة نيللى، والفنان عادل إمام «ألعاب ممنوعة» عام 1984، مع الفنان سمير غانم، والفنانة إسعاد يونس.
** رحلت فى 17 ديسمبر عام 1998.
جمالات شيحه..على بلد المحبوب
** جمالات شيحة (1933 - 2018) هى واحده من رائدات الفن الشعبى المصرى، قدمت العديد من أغانى التراث المصرى الشعبى مما جعلها تتربع على عرش أهم مطربات الغناء الشعبى فى التاريخ المصرى.
حياتها
ولدت جمالات شيحة فى محافظة الشرقية بقرية كوم حلين التابعة لمركز منيا القمح سنة 1933 مع 10 أشقاء.
** تربت فى بيت فنى لوالد يحب المواويل ويتغنى بها بصوته وكانت تتقن الغناء بصوتها هى وشقيقتها رضا.
بدأت الغناء فى الأفراح والموالد فى القرى والنجوع منذ طفولتها حتى التقى بها الفنان الشعبى زكريا الحجاوى، حيث كان يجوب مصر بحثاً عن الأصوات الشعبية المتميزة، أقنعها الحجاوى بالانتقال إلى القاهرة والاستقرار بها، حيث انضمت إلى فرقة «الفلاحين للغناء الشعبي» سنة 1961.
** استقرت شيحة فى منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة حتى وفاتها.
** لم تكن تجيد القراءة ولا الكتابة ولكنها اعتمدت على ذاكرتها فى حفظ كلمات المواويل والأغانى، وتزوجت من الحاج زكى زكريا والذى كان يعمل صولاً فى الشرطة، وكان من أكبر داعميها طوال مسيرتها الفنية، توفت جمالات شيحة الخميس 3 مايو سنة 2018 عن عمر يناهز 85 عاماً.
جولاتها
من القرى والنجوع إلى مسارح مصر ومسارح دول العالم المختلفة، لم يذع سيط جمالات شيحة فى مصر وحسب بل انطلق إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط والعالم أجمع، أقامت شيحة حفلات غنائية فى اليابان وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا والأردن وتونس وغيرها من دول العالم.
اهم أغانيها :أنا شرقاوية، يا حلو غيرت رأيك فينا، وأنا رايحة الحسين، اتدلع يا حلو، على بلد المحبوب، رسينى يا ساقية عذاب، ياما دقت على الراس طبول.
آخر أعمالها كانت دويتو مع الفنان الكبير على الحجار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.