المدن الصناعية فى سلطنة عمان ركائز استراتيجية لتنويع واستدامة الاقتصاد

سلطنة عمان تنجح فى توطين أكثر من 60 مشروعاً فى 5 مدن صناعية خلال الربع الأول من العام الجارى

تتبنى سلطنة عمان طموحات عالية فى رفع مساهمات القطاعات غير النفطية فى تعزيز النمو الاقتصادى وذلك تحقيقاً ل«رؤية عمان 2040»، حيث سعت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية «مدائن» جاهدة فى تنفيذ عدد من المشروعات النوعية لأجل تطوير البنية الأساسية وتوفير الخدمات اللازمة، مما يسهم فى جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال.
وسجلت ارتفاعاً فى عدد المشروعات التى تم توطينها فى الربع الأول من العام الجارى 2022 فى المدن الصناعية، حيث بلغت 61 مشروعاً، منها 15 مشروعاً فى البريمى، و14 بالمنطقة الحرة بالمزيونة، و13 مشروعاً بريسوت، و11 مشروعاً بصحار، و8 مشروعات بسمائل فى مختلف الأنشطة الصناعية والتجارية بالإضافة إلى المخازن وغيرها من المشروعات.
وتطمح «مدائن» لأن تكون الذراع الحكومية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة عبر الشراكة مع القطاع الخاص، وتطوير المدن الصناعية بأحدث الإمكانيات والتقنيات الحديثة لتتواكب مع متطلبات ومتغيرات العصر وجعلها مدن آمنة وجاذبة للاستثمار.
منصات وخدمات رقمية متطورة
وسعياً منها لتوفير مدن صناعية ذات كفاءة عالية ومواكبة للتطور التكنولوجى دشنت «مدائن» مشروع نافذ «مدائن»، وهو تطبيق إلكترونى فى الأجهزة الذكية يتيح للمستخدمين تتبع البضائع ومعرفة موقعها أثناء تحركها فى الشاحنات مع الحفاظ على خصوصية السائق. فهو يقوم بعملية التحكم والإدارة فى دخول وخروج المركبات فى كل المدن الصناعية التابعة ل«مدائن».
ويعد سوق «مدائن» أول منصة رقمية عمانية متكاملة لعرض بيع وشراء المنتجات العمانية بين الشركات باستخدام أفضل التقنيات والبرمجيات الحديثة داخل سلطنة عمان وخارجها، بالإضافة إلى إتاحة عمليات الشراء الحكومية، وتعمل المنصة وفق نظام اصطناعى ذكى لتحليل المعلومات والاستفادة منها فى اتخاذ قرارات الاستثمار وغيرها، الذى يأتى ضمن سعى المؤسسة المتواصل لتطوير خدماتها المقدمة.
خدمات استشارية مجانية للمستثمرين
واستمراراً لبرنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص للإسهام بشكل فاعل فى دعم الأهداف الوطنية، وقعت «مدائن» مذكرة تفاهم استراتيجية مع بنك صحار الإسلامى، وتهدف المذكرة إلى تخصيص نافذة خدمية فى مختلف فروع مركز الخدمات «مسار» فى المدن الصناعية، وذلك لتقديم حزمة من الخدمات والحلول المصرفية للأفراد والشركات، وكذلك تقديم خدمات استشارية مجانية للمستثمرين ترفع من وتيرة جذب الاستثمارات ل«سلطنة عمان».
الجدير بالذكر أن «مسار» نافذة استثمارية لجميع الجهات ذات العلاقة تعمل تحت مظلة واحدة يهدف إلى إنجاز كل المعاملات المتعلقة بالعملية الاستثمارية فى المدن الصناعية فى محطة واحدة، حيث بلغ إجمالى عدد المراجعين للمركز من 2 يناير إلى 14 أبريل من العام الجارى 13,618 مستفيداً.
مدينتا صور وصحار الصناعيتان
اشتهرت صور قديماً ولا تزال بصناعة السفن والصيد والنقل البحرى، ولها تاريخ بحرى طويل، وتتميز بموقعها الجغرافى المتفرد المطل على بحر العرب بواجهة بحرية تصل إلى 8كلم، وتقع على بعد 150كلم جنوب شرق العاصمة مسقط.
ويجرى حالياً تنفيذ مشروع إنشاء البنية الأساسية بالمدينة الصناعية التى تشمل شبكة طرق بطول 10,6 كيلومتر، ومياه بطول 17 كيلومتراً، وصرف صحى بطول 14 كيلومتراً، وتصريف مياه الأمطار بطول 6,8 كيلومتر، كما أن هناك مشروع إنشاء قرية للعمال فى مرحلة التحضيرات. وبلغ عدد المشروعات الاستثمارية الموطنة فى مدينة صور الصناعية 127 مشروعاً وبحجم استثمارات يصل
إلى 2,2 مليار ريال عمانى بنهاية 2021م.
أما صحار فقد شكل موقعها الاستراتيجى على ساحل بحر عمان مركزاً مهماً من مراكز الاقتصاد العمانى عبر العصور، وتزخر بقيام العديد من الصناعات وذلك من خلال مدينة صحار الصناعية، وفى السنوات الأخيرة دخلت صحار فى مرحلة الصناعات الثقيلة، ومن بين الصناعات الثقيلة المقامة فى الميناء الصناعى مصفاة صحار ومصنع الألمنيوم ومصنع عمان بروبيلين، ومجمع البتروكيماويات وغيرها من المشروعات العملاقة، ومشروع المنصات البلاستيكية لتحميل البضائع، ومشروعات فى صناعة الميثانول واليوريا، ومن أبرز الشركات العالمية الكبرى التى تستثمر فى صحار «أل جى الكورية» و«إلكان» الكندية، و«داو» الأمريكية.
وتعد مدينة صحار الصناعية ثانى أكبر المدن الصناعية التى تديرها «مدائن» فى سلطنة عمان بمساحة تصل إلى 29,9 مليون متر مربع، وبلغ عدد المشروعات التى تم توطينها فى الربع الأول من العام الجارى 11 مشروعاً بإجمالى حجم استثمار 26 مليون ريال عمانى وبمساحة إجماليه تتجاوز 111 ألف متر مربع.
المنطقة الحرة بالمزيونة
تسهم المنطقة الاقتصادية للتجارة الحرة فى تعزيز القدرة التنافسية لسلطنة عمان على المستوى الإقليمى فى جذب وتطوير الاستثمارات المحلية والدولية. افتتحت المنطقة الحرة بالمزيونة فى 24 نوفمبر 1999م كأول منطقة من نوعها بسلطنة عمان، وتقع فى أقصى الجنوب الغربى من سلطنة عمان على الحدود البرية مع الجمهورية اليمنية، وتعتبر البوابة الخليجية لتجارة الترانزيت إلى الجمهورية اليمنية، ومنها إلى دول شرق إفريقيا، وتبلغ مساحة المنطقة الإجمالية 14,5مليون متر مربع، واستقبلت المزيونة 14 طلباً للاستثمار خلال الربع الأول من العام الجارى تنوعت بين تجارية وصناعيه وخدمية.
مدينة البريمى الصناعية
تقع على خط الحدود المباشر بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة بمحاذاة مدينة العين الإماراتية، وتعتبر من الأسواق العمانية الكبيرة. وتتميز بموقعها الجغرافى وقربها من أهم الموانئ والمطارات المحلية والإقليمية وتعد مركزاً حيوياً للتبادل التجارى بين دول المنطقة، وتبلغ إجمالى مساحتها بالمتر المربع 14,4 مليون.
وشهدت المدينة حركة استثمارية نشطة فى بداية الربع الأول من العام الحالى، حيث تم توطين 15 مشروعاً جديداً فى المدينة بأكثر من 14 مليون ريال عمانى جراء استقبال 37 طلباً للاستثمار فى صناعات متباينة بين التعدين والرخام والمنظفات والتغليف والمواد الغذائية.
يذكر أن عدد المشروعات القائمة فى المدينة تجاوز 300 مشروع فى أنشطة صناعية متنوعة، وتم الانتهاء من دراسة مشروع سوق الخضار والفواكه ومشروع توحيد واجهات الورش الصناعية الذى يستهدف توحيد تصاميم واجهات الورش الصناعية اعتماداً على نوع النشاط.
الرسيل وعبرى من أبرز المدن الصناعية
تتميز الرسيل بموقعها الاستثنائى فى قلب العاصمة مسقط، وتبعد ما يقارب 15 كيلومتراً من مطار مسقط الدولى، وتشغل مساحة إجمالية بلغت 10,8 مليون
متر مربع، وبلغ إجمالى عدد المشروعات بالمدينة 334 مشروعاً فى صناعات مختلفة المواد الكيميائية، والمواد الكهربائية، ومواد البناء، وكوابل الألياف البصرية، والمواد الغذائية، والمنسوجات والملابس الجاهزة، والقرطاسيات، والأصباغ، والمرشحات، والأثاث، وغيرها من الصناعات.
ومن أبرز المشروعات التى تم إنجازها فى الفترة الأخيرة مشروع تطوير المنطقة اللوجستية، ومشروع تطوير وتأهيل مداخل مدينة الرسيل الصناعة وإعادة تأهيل المنطقة القديمة، إضافة إلى مشروع تطوير المرحلة (أ2) و(ب2).
وتجاوز حجم الاستثمارات فى المدينة 437 مليون ريال عمانى بنهاية عام 2021، حيث تمكنت المدينة من توطين 18 مشروعاً ليصل إجمالى عدد المشروعات 288 مشروعاً تقام على مساحة إجمالية تجاوزت 4,500,000 مليون متر مربع، وتشهد المدينة نقلة نوعية فى مختلف المجالات بدءاً من نقل إدارة المدينة وتشغيلها إلى شركة عمان للاستثمار والتطوير القابضة مبادرة وصولاً إلى مشروعات البنية الأساسية الضخمة.
تهدف مدينة عبرى إلى رفد الاقتصاد الوطنى بإجمالى مساحة تبلغ 10 ملايين متر مربع وسيسهم موقعها الاستراتيجى وما تحتوى عليه من صناعات ومنطقة تجارية ومكاتب إدارية وورشات صناعية ومخازن فى رفد الاقتصاد الوطنى وتوفير فرص وظيفية للباحثين عن عمل.
وجرى فى يناير 2022 طرح مزايدة «فرصة استثمارية لإنشاء محطة متكاملة» تشمل محطة لتعبئة الوقود واستراحة ومحطة لخدمة الشاحنات والسيارات التى تسلك الشارع المؤدى إلى منفذ الربع الخالى، حيث يجرى العمل حالياً على تحليل العروض المتسلمة لإسناد المشروع والبدء بتنفيذه قريباً، وبلغ عدد المشروعات الموطنة فى مدينة عبرى الصناعية 10 مشروعات فى عدة قطاعات كقطاع مواد البناء وقطاع خدمات النفط والغاز وقطاع المواد الغذائية بنهاية عام 2021 بحجم استثمارات تتجاوز 4 ملايين ريال عمانى.
سمائل ونزوى وريسوت
تبلغ المساحة الإجمالية للمدينة 7,8 مليون متر مربع وشهدت المنطقة الصناعية إقبالاً كبيراً من قبل أصحاب الأعمال والمستثمرين، وتم توطين 8 مشروعات استثمارية خلال الربع الأول من العام الجارى بإجمالى حجم استثمار يصل إلى 4,6 مليون ريال عمانى، وبمساحة إجمالية تتجاوز 230 ألف متر مربع.
ومن المتوقع أن يرتفع حجم الاستثمارات إلى 120 مليون ريال عمانى بعد اكتمال المشروعات الجديدة هذا العام، كما توجد خطط فى المرحلة الحالية للمشروعات القائمة للتوسع وإضافة خطوط إنتاج جديدة، حيث بلغت نسبة استثمار العمانيين فى المدينة 75%.
أما مدين نزوى فتقع فى محافظة الداخلية بمساحة إجمالية 3,111,295 مليون متر مربع، واستقطبت المدينة منذ إنشائها قبل 28 عاماً مجموعة من المشروعات الصناعية المتنوعة، وتجاوزت قيمة حجم الاستثمار فى المدينة 480 مليون ريال عمانى، وبلغ عدد العاملين فيها قرابة 4800 عامل منهم 2800 موظف عمانى. ووصل إجمالى المشروعات فى المدينة بنهاية العام الجارى 140 مشروعاً فى مختلف القطاعات المتنوعة، وبلغت المساحة القابلة للإيجار 2,5 مليون متر مربع.
وتشغل مدينة ريسوت الصناعية مساحة إجمالية تبلغ 3,9 مليون متر مربع، وشهدت ارتفاعاً فى عدد المشروعات الاستثمارية خلال الربع الأول من العام الجارى، حيث وطنت 13 مشروعاً بإجمالى حجم استثمار يصل إلى 14 مليون ريال عمانى، وبمساحة إجمالية تتجاوز 275 ألف متر مربع، لتصل نسبة المساحات المؤجرة من المساحة القابلة للإيجار فى الفترة ذاتها إلى 99%. وتنوعت أنشطة المشروعات فى مجال أنشطة إنتاج الأسمدة العضوية والملح الصناعى والفحم والمواد الغذائية ومشروعات تجارية أخرى، وتحتضن المدينة حتى نهاية الربع الأول من العام الجارى 227 مشروعاً تتنوع من حيث الأنشطة بين مشروعات صناعية وخدمية وتجارية مساندة.
محاس والمضيبى تبلغ المساحة الإجمالية للأولى 1,5 مليون متر مربع، ووصل عدد المشروعات بها 10 مشروعات فى صناعات ومحاجر وإنتاج كهرباء. وفى حين تعد مدينة المضيبى الصناعية، تعد أحدث مدينة صناعية تابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية «مدائن» التى تم الإعلان عنها مؤخراً. وتنفذ عدداً من المشروعات فى قطاعات عدة كاللوجستية والصناعية والتجارية والغذائية والسياحية والبناء والتشييد. وبلغ عدد المستثمرين المتقدمين بطلب الاستثمار خلال العام الجارى 12 منشأة صناعية وخدمية.