في الستينيات وما أدراك ما الستينيات التي كان بها مسرح يخيف العدو الصهيوني الذي قال عنه موشي ديان: إن المسرح المصري يخاف منه أي عدو.. فهل يستطيع الإخوان الآن اختراقه وأخونة المسرح؟ وكيف يمكننا التصدي لأخونة الدولة من خلال خشبته التي لا تعرف سوي مصر أولا وأخيرا وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح الذي مر الأربعاء الماضي نحاول معرفة كيفية إنقاذ مصر من براثن الأخونة. يري المخرج فهمي الخولي أن ما يحدث الآن لا يضر الفن فقط بل كارثة تضرب بالإسلام ومصر، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أخونة الفن إلا إذا سيطر الفكر المتشدد، وقاموا بإلغاء صوت المرأة لأنه عورة، ويوقفون الفن لأنه حرام ويحولون الغناء الي أناشيد دينية أما إذا كانوا يقصدون تقديم مسرح ديني فلقد تربينا في كنف هذا المسرح، وقدمنا أعمالا مثل «عمر والعجوز» و«إسلام عمر» وغيرها من المسرحيات الدينية والتاريخية، وكل ذلك نتيجة تفتح في الأفكار وحالة من التوهج والتنوير التي كنا نعيش فيها، أما ما يحدث الآن فإنه لا يضر الفن فقط بل كارثة تضرب الإسلام ومصر كلها فإذا أردت التعرف علي حضارة أمة فانظر الي فنها. والمجتمع بالفطرة محب للفن وللدين والتحضر وثورة يناير التي يتشدق بها الإخوان المسلمين كان شعارها حرية وعدالة اجتماعية. المخرج شريف عبداللطيف يري أن المسرح يتصدي لكل تميز عنصري موجود في الدولة والفن ولا يتبع أي فصيل ولا يوجد ما يسمي بأخونة المسرح، لأن الفن همة الإنسان وتفاعلاته الداخلية بينه وبين مجتمعه، فلا يجوز أخونة المسرح ولا أعتقد أن الجماعة تريد ذلك فلو المقصود بالأخونة تقديم أعمال دينية وتاريخية فلتكن بجانب الأعمال المسرحية الأخري. المسرح يبحث في هموم الإنسان المطلق، ومشاعره مما يجعله يتصدي لكل تمييز عنصري موجود في الدولة أو يسعي إليه فصيل بذاته. الفنان ماهر سليم يؤكد أن انطلاق مهرجان المسرح القومي اليوم هو أكبر دليل علي مقاومة النظام وأنا لا أوافق علي مسمي أخونة المسرح، لأنه لا يجوز لعدة أسباب منها أن العروض المسرحية لها هويات مختلفة، وتنتمي لعدة مناهج وتيارات سواء كانت تعبيرية أو كلاسيكية أو وجودية أو غيرها من المدارس، فكيف يمكن لفصيل من الفصائل تقديم عمل فني يضع فيه أفكاره وتتماشي مع المنهج الذي يتبعه، والمخرج يعمل طبقا لأدواته ومنهجه والسؤال هنا هو: لماذا تتفرغ جماعة مثل الإخوان المسلمين للمسرح؟ فسبق أن قدمنا عرضا مسرحيا اسمه «عاشقين ترابك» وكان يتعرض للأحزاب السياسية والحزب الحاكم تحديدا لهذه الفترة ولم يعارضه أحد ولم تحذف منه حرف واحد، والإخوان المسلمين كان لديهم فرقة مسرحية في الأربعينيات، والشيخ عبدالرحمن البنا كتب أكثر من 5 مسرحيات وتم عرضها علي مسارح الدولة. والمسرح تحديدا يعبر عن مشاعر وآمال الشعب، ولا يمكن توجيهه لأنه يعمل علي توعية المجتمع مثل أعمال عبدالرحمن الشرقاوي وعزيز أباظة وصلاح عبدالصبور وغيرهم من الكتاب المسرحيين الذين حاربوا الديكتاتورية التي كانت موجودة في النظام القديم وانطلاق مهرجان مسرح قومي اليوم وفي هذه الفترة هو أكبر دليل علي مقاومة النظام. الفنان حلمي فودة يري أن النظام أثبت فشله في الفترة الماضية ولا يمكن أخونة المسرح بأي شكل من الأشكال ولن يستطيع الإخوان فرض هيمنتهم علي المسرح أو الدولة بأكملها ويمكن للمسرح الوقوف أمام ذلك النظام بمناهضته والتنديد به والمقصود بالمناهضة هنا هو عدم الرضوخ له والتصدي لأفكاره الهدامة. المخرج أحمد عبدالحليم يؤكد أن المسرح له رسالة إذا فقدناها أصبحنا في مجتمع يسير كالأغنام. لا يمكن أخونة المسرح لأن الشعب سوف يرفض السيطرة عليه من قبل فصيل بعينه، ولا يوجد ما يسمي بأخونة المسرح لأن الإبداع يجب أن يكون حرا دون قيود والمسرح له رسالة تنويرية وثقافية ويلقي الضوء علي الفساد الموجود في المجتمع فإذا فقدنا ذلك الدور نكون قد أصبحنا في مجتمع يسير كالأغنام.