اكد الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف ان الوحدة الإسلامية في واقعنا المعاصر تتطلب تنسيق مواقفنا في المحافل الدولية ، لاستصدار مواثيق ملزمة تجرم ازدراء الأديان والمقدسات ، كل الأديان والمقدسات ، وتحول دون العبث بمقدساتنا من مثل تلك المحاولات الأثيمة والمتكررة لحرق المصحف الشريف ، أو تلك الرسوم المسيئة لنبينا (صلى الله عليه وسلم) بما يؤذي شعور كل مسلم حر غيور على دينه ، مع العمل أيضًا على استصدار وتفعيل القوانين الدولية في مواجهة الجرائم الإرهابية ، ولا سيما الإرهاب الإلكتروني وتمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة . جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر الوحدة الإسلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وبحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات العربية المتحدة ، و الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى السلم بأبو ظبي ، و الدكتور علي النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ، وجمع من الوزراء والسفراء والعلماء والكتاب والمفكرين ، اشار الوزير الى ان الجماعات الارهابية تتخذ من الدين ستارًا وتُستخدم شوكة في ظهور أوطانها ، مع ما تقوم به من تشويه لصفحة نقية من ديننا السمح . اضاف الوزير نعلن من هذا المنتدى الدولي العظيم أننا نقف صفًّا واحدًا في وجه كل جماعات التطرف والإرهاب وسفك الدماء ، وأن واجب الوقت وعبادة العلماء المتخصصين هي كشف زيف هذه الجماعات وتفنيد ضلالالتها وأباطيلها خدمة لديننا وأوطاننا والإنسانية جمعاء. موجهًا الحديث إلى دعاة هذه الشر دعوا التعلق بالمستحيلات وتعالوا لنناقش قضيانا الهامة والملحة من ضرورة فتح باب الاجتهاد والأخذ بركاب العلم الحديث وزمامه لنكون فاعلين في تقدم العالم ورقيه ، فلن يحترم الناس ديننا مالم نتفوق في أمور دنيانا ، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا . تعالوا لنرسخ معا لفقه المواطنة وقوة الدولة الوطنية ونعالج بمنطق سديد وقويم قضايا المرأة وحقوق ذوي الهمم في وقت لازلنا نسمع فيه من بعض الجماعات المتطرفة أو المتشددة من يجادل للأسف في حق المرأة في التعلم أو يفتئت على حقها الشرعي الذي قسمه الله (عز وجل) لها في الميراث. أكد الوزير على أهمية ولاء المسلم للوطن الذي يعيش فيه وعلى وفائه له وعلى إخلاصه له وعمله على رقيه وتقدمه وأن يكون صورة مشرفة لدينه حيث كان ، فالمسلم الحقيقي كالغيث أينما وقع نفع وإلا كيف نبرز سماحة ديننا وعظمة أخلاقه ورقيه الإنساني للدنيا وما فيها ، وكيف نكون دعاة بسلوكنا وأخلاقنا وصدقنا وأمانتنا في بيعنا وشرائنا وسائر معاملاتنا . اشار الى ان نبينا (صلى الله عليه وسلم) كان قرآنًا يمشي على الأرض ، فالمسلم الحقيقي له وجه واحد ظاهره كباطنه ، ليس له وجهان ولا دينان أحدهما ظاهر للخلق وآخر باطن لجماعته . واشار الى أن ماحدث من محاولة مجموعة من عناصر إرهابية استهداف محطة رفع للمياه بسيناء ، وهذه هي طبيعة الإرهابيين في الغدر واستهداف البنى التحتية والمناطق المدنية الآمنة ، وهو ما عانينا منه كما عانيتم منه حين حاولت يد الغدر استهداف بلدنا الثاني الإمارات العربية المتحدة أو شقيقتنا المملكة العربية السعودية ، مما يتطلب منا وقفة جادة منًّا جميعًا في وجه الإرهاب الأسود بكل طوائفه وجماعاته ومنظِّريه وداعميه.