أثناء حضور الرئيس محمد مرسى خلال القمة العربية الرابعة والعشرين بالعاصمة القطرية الدوحة فجر بعض التصريحات الخاصة بالشأن الداخلى لمصر كان ابرزها توقعه بإجراء انتخابات مجلس النواب فى اكتوبر القادم , فضلا عن تكراره لجملة ادلى بها فى خطابه قبل ايام بمصر على خلفية احداث المقطم وهى «لن اسمح لأحد بأن يضع إصبعه داخل مصر لأن ذلك من المحرمات». كما اعلن الرئيس مرسى عدم السماح لأحد بالتدخل فى شئون مصر «مصر ترفض التدخل في الشئون الداخلية لأية دولة، ولن تسمح بتدخل أحد في شئونها»، وأضاف «إذا سولت لأحد نفسه بالتدخل في شئون مصر، فلن يجد منا إلا كل حزم وحسم». وأكد الرئيس خلال كلمة ألقاها أمام الجالية المصرية في قطر، أن «المتظاهرين السلميين على راسنا، لكن اللي هايستخدم السلاح والمولوتوف هنكسر رقبته»، وتوقع مرسي أن تجرى انتخابات مجلس النواب في أكتوبر المقبل، نافيا ما يتردد عن قرب سقوط مصر قائلا «الناس اللي بتقول إن مصر هاتقع وتفلس أقولهم: «وقعة في ركبكم كلكم». اثارت لغة الرئيس التى وجهها خارج مصر انتقادات عدد من السياسيين الذين رأوا فيها ضعفاً لمصر وإهانة لوضعها السياسى خارجيا فضلا عن استنكار الطريقة التى يتحدث بها ولهجته العامية المفرطة فى بعض المواضع. واثار تصريح الرئيس بشأن توقعه اجراء الانتخابات فى اكتوبر القادم دهشه السياسيين الذين تساءلوا عن مبررات لهذا التأجيل الذى يمنح شرعية ممتدة طيلة 6اشهر لمجلس مطعون على شرعيته « مجلس الشورى» وطالبوه بالعدول عن هذا التصريح والاستناد الى القانون وحسب . اعتبر عضو الهيئة العليا وامين حزب النور ببنى سويف شعبان عبدالعليم تصريحات الرئيس بشأن توقعه بتأجيل الانتخابات حتى شهر اكتوبر القادم امرا يدعو للاندهاش ويثير الاستغراب بحد قوله , لأن هذا يعد تحدياً صارخاً للقانون الذى يقضى باجراء الانتخابات بعد 60 يوماً فقط وليس 6 اشهر كما صرح الرئيس فهذه تصريحات غير مبررة على الاطلاق. وقال «عبدالعليم» بهذا التصريح نحن ندخل فى مرحلة غريبة ومربكة ولا نفهم معنى تأجيل الانتخابات حتى شهر اكتوبر وهل هذا هو مطلب الحرية والعدالة ام من هو صاحب هذا الاقتراح المثير للتساؤل, واشار الى ان هذا يتم فى ظل مجلس شورى مطعون على دستوريته ولا يلقى ترحيباً سياسياً باستمراره واستمرار قوانينه التى تدان دائما لما بها من عوار دستورى ومعنى هذة التصريحات ان هذا المجلس سيظل يشرع طيلة اشهر اضافية حتى يقام مجلس الشعب الجديد. وتعليقا على ما ردده وكرره الرئيس عن الاصابع الخارجية التى تلعب بمستقبل و داخل الدولة بمصر على هامش القمة ابقطر قال عبدالعليم « كون ان هناك ايادى لا تريد الاستقرار لمصر وهذا شىء متفق عليه لكن هذا لكلام لا يصح ان يقال فى مؤتمر هكذا امام اعين العالم العربى والغربى المتابع للقمة لأنه يعكس مدى ضعف مصر فى ادارتها الداخلية» , واضاف «ظهر الرئيس وكأنه يشتكى حالنا السيء « وهذا لا يليق بوضع اكبر دولة عربية . وفى نفس السياق قال وكيل مؤسسى حزب 6 ابريل طارق الخولى ان هناك ارتباكاً يلاحق مؤسسة الرئاسة وخاصة مع التحديد الاول لموعد الانتخابات وتم تأجيله قضائيا والآن يتوقع الرئيس ان الانتخايات ستجرى فى اكتوبر القادم دون ابداء اى مبررات لذلك ودون وجود استنادات لهذه القرارات والتصريحات وهذا غير واضح. واكد الخولى ان هذا الموقف الصادر عن الرئيس يضاعف من غضب مستمر يشعر به كل القوى السياسية المعارضة تجاه الرئيس وتجاه حكم البلاد بهذه العشوائية . وقال الخولى «الرئيس خرج بطن مصر فى مؤتمر عالمى وأساء الى سمعتها مدعيا ان هذا تحذير للفوضويين وانما الحقيقة هى تبرير لسوء ادارته الاخوانية التى تضر بسمعة مصر واقتصادها وامنها , كفانا حديثاً عن مؤامرات ومبررات للمؤامرة واذا كان هناك مايدعيه دائما ان هناك ايادى واصابع تعبث بالأمن القومى فعليه اعلانها فورا وانما فى باطن الامور هو يعلم ان جماعته هى من تلعب بأمن مصر القومى وخاصة بعد فضح الامر بعلاقاتهم واتصالهم مع حماس وتلقيهم تمويلات اجنبية من الخارج فوجد الرئيس من تشويه المعارضة مخرجا ليكون لسان حاله «كلنا زى بعض اصحاب مؤامرات ونعبث بالامن القومى « وهذا ليس صحيحاً على الاطلاق ويجب ان يعود الرئيس عن هذا المسار السيئ. فى حين قالت بثينة كامل الناشطة السياسية « لا احد يلعب بمستقبل مصر وامنها سوى الاخوان «,وسخرت كامل من طريقة الرئيس فى لقاءاته وخطاباته قائلة «العالم لم يفقد القذافى والرئيس جعل منا مادة خام للسخرية امام العالم اجمع بسبب كلماته وخطاباته الشعبية زيادة عن اللزوم وفى غير موضعها». «صباع مرسى» فى قمة الدوحة يهدّد بضياع 10 مليارات دولار «تهديد ووعيد»، «دعوة ورجاء» تناقض وتباين واضح فى الأهداف والاتجاهات تضمنه خطاب الرئيس مرسى أمام مؤتمر القمة العربية أمس الأول بالعاصمة القطرية الدوحة، ففى الوقت الذى يرجو فيه مرسى المستثمرين العرب ضخ أموالهم فى مصر يهدد «بالصباع» بعض الدول العربية، إذا ما فكر بعضها فى التدخل فى الشئون المصرية الداخلية. لم نختلف مع الرئيس «محمد مرسى» فى تهديده ووعيده، ولن نعارض رجاءه ودعوته، لكن لم نكن نعلم عدم معرفة الرئيس بالحكمة التى تقول «لكل مقام مقال، ولكل حادث حديث».. وليس من الكياسة أو السياسة جمع كل من التهديد «بالصباع» مع الدعوة والرجاء. هذا ما أكده رجال الاستثمار فى مصر خاصة أن التهديد سيفضى بالضرورة إلى فشل فكرة الدعوة للاستثمار، اضافة إلى ذلك أكد «محمد مرشدى» رئيس جمعية مستثمرى العبور أن فشل التخطيط لجذب الاستثمار ينعكس على فشل طريقة الدعوة إليه على لسان الرئيس، فالحكومة التى يعتمد عليها رئيس الجمهورية تفتقد الرؤية والاستراتيجية لجذب الاستثمارات العربية لمصر، فكان على مرسى وحكومته أن يرتب البيت المصرى من الداخل ويوفر مقومات النجاح الاقتصادى وجذب الاستثمارات قبل أن يدعو العرب إلى ذلك، فمصر تفتقد كل المقومات الجاذبة للمستثمرين وعلى رأسها الأمن والأمان واحترام القانون وعدم الأخذ بالهوى من قبل المسئولين عند تطبيق القانون وانتقد المرشدى عدم التنسيق الذى يصل إلى اللا وعى بين مرسى الذى يدعو للاستثمار العربى وحكومته التى تتحفظ على أموال الاستثمار العربى بداية من الأيام الأخيرة الماضية. ووجه المرشدى رسالة إلى مرسى قائلا: «إن رسائل الطمأنة الاقتصادية للدول ورجال الأعمال لا تكتفى بالمفردات اللغوية والبلاغة وإنما تأتى بسن القوانين العادلة واحترامها». أما السفير «جمال بيومى» أمين عام اتحاد المستثمرين العرب فيرى أن خطاب الرئيس ودعوته لضخ الاستثمارات العربية فى مصر يعكسان التناقضات التى نعانى منها هذه الأيام، مشيرًا إلى أنه فى الوقت الذى يدعو فيه الرئيس المستثمرين إلى مصر يقوم النائب العام الذى عينه الرئيس بتحديد اقامة 21 مستثمرًا عربيًا فى مصر، ثم تلغى محكمة الجنايات القرار بالقانون، ويرى بيومى أن الفترة القصيرة التى لا تتعدى 48 ساعة بين صدور القرار وإلغائه كافية لهروب كل المستثمرين العرب من مصر. ودعا بيومى الرئيس مرسى للنظر بإمعان داخل مصر والإجراءات التى يتخذها مسئولين دون دراسة والتى تتعارض بالطبع مع الصالح العام المصرى. وحدد بيومى باختصار العوائق التى تقف أمام جذب الاستثمارات العربية وغير العربية لمصر، مشيرًا إلى أن البيروقراطية هى أول عائق أمام المستثمر العربى، ويليه تأخير القرارات اللازمة لإصلاح الشأن الاقتصادى والسياسى المصرى، اضافة إلى عدم استقرار سعر الصرف وهى كارثة ترعب كل المستثمرين فى مصر وتفضى إلى خسائر مالية باهظة، كما أشار بيومى إلى صعوبة حصول المستثمر على تأشيرة دخول لمصر, مؤكدًا أنها عائق يدل على غباء الحكومة التى عرفت بتضارب القرارات والقوانين التى يصدرها غير المختص. ويرى بيومى أن أكبر عائق أمام المستثمر فى ظل حكومة الإخوان هو خلق مناخ معاد للاستثمار فى مصر وتشويه صورة المستثمرين لدى المواطن. وأكد الدكتور حمدى عبدالعظيم أستاذ الاقتصاد ورئيس أكاديمية السادات أن ما قاله مرسى من تناقض يعكس حقيقة جهله وجهل حكومته بالسياسة والاقتصاد وحمل الإخوان خسارة مصر 10 مليارات دولار من الاستثمارات الهاربة التى تسعى للتصفية والهروب من مصر. الأقباط يحذرون من تحويل مصر ل «سودان جديد»..ويطالبون ب»دولة مدنية» وصف القس رفعت فكري المتحدث باسم الكنيسة الإنجيلية الدولة المدنية المصرية بأنها «تحت الحصار»، لافتا إلى أن مايجري في مصر بعد 25 يناير صراع علي هوية الدولة . وحذر فكري من تحول مصر ل»سودان آخر» إزاء محاولات الشحن الطائفي الزائدة ،داعيا المصريين للتضامن معا للحفاظ على مدنية الدولة. وأضاف فكري خلال مؤتمر «الأقباط تحت الحصار»المنعقد مساء أمس بمقر منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان أن هناك صراعاً كامناً بين الدولة المدنية والدينية ،يتزعمه فصيل إسلامي قال قائده يوما ما «طظ في مصر». وأشار المتحدث باسم الكنيسة الإنجيلية إلى أن المسيحيين تحت الحصار ،نافيا أن يكون المسلمون في العموم مضطهدين للأقباط ،مستنكراً في الوقت ذاته محاولات النظام الحالي الساعية إلى تصوير أن نظام مبارك هو الصانع الرئيس للفتنة الطائفية . وألمح فكري إلى أن السبب في حالات «الاضطهاد» يأتي في هجرة كثير من المصريين للخارج بأفكار مفخخة على حد قوله. ودعا فكري إلى معالجة الامور عبر تطبيق القانون دون رادع في ظل وجود خطاب ديني مستنير . من جانبه أشاد المستشار نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحادالمصري لحقوق الإنسان بقرار إقالة النائب العام المعين من قبل الرئيس وعودة المستشار عبد المجيد محمود الي منصبه. ورفض جبرائيل قرارات الاعتقالات التي صدرت ضد كثير من النشطاء السياسيين واصفا تلك الإجراءات الاستثنائية بأنها في صالح الاخوان فقط. ولفت رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان إلى أن الهدف من المؤتمر هو رصد معاناة الأقباط في إقامة كنائس ،إضافة إلى اختفاء الفتيات المسيحيات و محاربة رجال الاعمال الاقباط ومنعهم من مساعدة الاقتصاد المصري. وألمح جبرائيل خلال كلمته بمؤتمر «الأقباط تحت الحصار» إلى أن الاتحاد الاوربي قرر مؤخراً تجميد خمسة مليارات يورو كمساعدات لمصر نتيجة انتهاك حقوق الاقباط. واستطرد قائلا «إن جميع اجراءات الرئيس تدل علي انحيازه لجماعته وليس لكل المصريين، وهذا يظهر في مخالفات قرارات القضاء المصري. وأعرب جبرائيل عن سعادته بوصول الإخوان للحكم باعتباره كشف حقيقة فشلهم للجميع على المستوى السياسي وأوضح للعالم أنهم لايستحقون حكم البلاد.