يبدو أن الدكتور محمد مرسى مازال مصراً على حكاية الصوابع التي تلعب فى البلاد، وصل به الأمر إلى انه هدد جميع حكام الدول العربية فى مؤتمر القمة الذى عقد فى الدوحة، وكرر فى تهديده للحكام العرب تهديد الصوابع الذى هدد المعارضة والشعب المصرى به، وكما كانت تهديداته عامة للمصريين أيضا جاءت تهديداته بشكل عام للحكام العرب ككل، لماذا؟، لأن هناك صوابع بتلعب، هل هذه الصوابع مصرية أم عربية؟، ومن هو صاحب هذه الصوابع؟، وما هى نوعية اللعب الذى تلعبه؟، وما هو المكان الذى تلعب فيه على وجه التحديد؟، الدكتور مرسى لم يوضح لا لنا فى مصر ولا للحكام العرب فى قمة الدوحة. ولخطورة التهديدات التي أطلقها الدكتور مرسى على الصعيد الداخلي والمحيط العربي، حاولت بقدر المتاح ان أتقصى موضوع الصوابع، اتصلت ببعض الأصدقاء واستفسرت عن مصدر وجنسية ونوعية وأيديولوجية الصوابع التي يمشى الدكتور مرسى بها فى البلاد، لدرجة أنها دفعته ليهدد الاقتصاد وعلاقات الإخوة والدم والجيرة، بتهديده جميع الحكام العرب، للأسف الشديد فوجئت بأن جميع من اتصلت بهم مصابون بدهشة كبيرة، وقد أنكروا جميعا معرفتهم بالصوابع، ولا أخفى عليكم، قارنت صوابع الدكتور مرسى بجميع الصوابع التي أعرفها وسمعت عنها، ابتداء من صوابع المحشى وحتى الشبشب أبو إصبع دون فائدة، ولم يتبق أمامى سوى صوابع زينب، وعندما حاولت أن أبحث عن أصول زينب التي خلّد التاريخ صوابعها فى قسم الحلويات، عثرت على قصة فى غاية الغرابة، قيل والعهدة على الراوى: إن زينب هذه هي ابنة الحسين بن علي بن أبى طالب رضى الله عنهما، وأنها كانت ذات أربع سنوات عندما استشهد الحسين في كربلاء.عادوا لها برأسه فما كان منها إلا أن ركضت عليه لتحتضنه، فحاول أعوان معاوية إبعادها عن رأس أبيها، وعندما فشلوا ضربوا أصابعها بالسيف فقطعوها، ومن هنا صارت أصابع زينب مثلا على حد زعم صاحب الرواية، عندما يريد أحد أن يجد ذريعة لخلاف ما (غالباً سياسي أو مذهبي) يتحدث عن قسوة ما حدث لزينب يعني «حلاوة ومثل» في نفس الوقت، صاحب هذه الرواية له تفسير آخر وهو أن هذه الحلاوة سميت بهذه الاسم ربما تكريما لعظيم صنع بني أمية في الحسين وأهله كما يظنو». هذه الحكاية التي عثرت عليها وللأسف فى مجملها غير صحيحة، لعدة أسباب أهمها أنهم عندما قتلوا الحسين حزوا رأسه وحملوه إلى يزيد بن معاوية، وفى رواية أخرى حملوه لكى يحتفلوا به، أعنى أن الرأس لم ترجع لأسرته لكى تحتضنه طفلة، السبب الثانى والأهم أن الحسين لم يكن له ابنة تدعى زينب، وقد نقل لنا المؤرخون واقعة تخص زينب الكاذبة، فقد ذكر المسعودى (ونقل عنه ابن حجر العسقلانى) أن إحدى السيدات فى عهد المتوكل العباسى(سنة 232ه/ 847م) ادعت أنها ابنة الحسين بن على وأنها عمّرت حتى اليوم، فأحضر المتوكل علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم فكذبها علي فيما ادعت، وقيل إن المتوكل عندما ظهرت قال لجلسائه: كيف لنا ان نعلم صحة امر هذه؟، فقال له الفتح بن خاقان أحضر ابن الرضا يخبرك حقيقة أمرها، فحضر فرحب به وسأله، فقال: ان الله حرم لحم جميع ولد فاطمة على السباع، نلقيها للسباع فإن كانت صادقة لم تعرض لها، وإن كانت كاذبة أكلتها، فعرض المتوكل هذا عليها فأكذبت نفسها، فأمر بتجريسها فقاموا بوضعها على جمل وداروا بها فى الطرقات ينادي عليها بأنها زينب الكذابة وليس بينها وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم رحم. على أية حال يمكننا أن نغلق ملف الصوابع التي تلعب، بأن نأمل وربما نتوقع أن تكون قصة الصوابع هذه أقرب لحكاية زينب مع المتوكل. قولوا يا رب، لكن من الذى يملك منا أن يركبه على جمل، لا أقصد د. مرسى بل الذى أقنعه بأن فيه صوابع بتلعب.. يمكن خيرت الشاطر، ربما بديع نفسه، ويمكن عصام العريان، هو العريان الذى لا يفوت يوم بدون تصريحاته وحكاياته وتعليقاته المستفزة.