اعتلى اسم الفنانة التشكيلية العراقية الراحلة نزيهة سليم صدارة محرك البحث "جوجل"، حيث يحتفى محرك البحث الأشهر عالميا Google بالذكرى الخامسة والتسعين لميلاد الفنانة التشكيلية العراقية نزيهة محمد سليم. إقرأ المزيد..اليوم العالمي للمرأة 2022.. هكذا أحتفلت جوجل بيوم نصف المجتمع تعتبر نزيهة سليم إحدى رواد الفن التشكيلي في العالم العربي والشرق الأوسط ، حيث غير موقع جوجل واجهته الرئيسية لمحرك البحث الشهير بصورة الفنانة التشكيلة ، إذ بدأ كثيرون من المواطنين في الوطن العربي وخاصة دولة العراق في البحث عن نزيهة سليم ، فمن هي؟ محطات في حياة نزيهة سليم نزيهة سليم هي فنانة تشكيلية من العراق ، ولدت عام 1927، في مدينة إسطنبول في تركيا، لأبوين عراقيين ، وكان والدها "محمد سليم" ضابطا في الجيش، وقد ولدت في أسرة تحب الرسم والفن التشكيلي. نشأت "نزيهة سليم" في وسط عائلي يهتم بالثقافة والمعرفة والفنون، والدها (محمد سليم علي الموصلي) كان رساما ومديرًا عامًا وأول أستاذ رسم للأمير غازي، وأخوتها فنانون أيضا. وبرز منها الفنانين المشهورين "سعاد سليم"، و"نزار سليم" و"جواد سليم" الذي كان له دور في عمل نصب الحرية المشهور في بغداد. كانت دار العائلة في منطقة (الفضل) ببغداد، ملتقى الفنانين العراقيين والأجانب مثل:(باريما) و(ماتوشالك) و(حابسكي) و(مدام ستنلويد) و(كنت وود) وإلى ذلك، كانوا جميعًا مهتمين بسماع الموسيقى الكلاسيكية، وكان والدهم يتذوق المقام العراقي ويقرأه، كما كان يجود القرآن الكريم. تأثرت بوالدها في تجربتها في فن الرسم.كان يعلمهم تكبير الصور بالمربعات، و جر خط مستقيم بسحب القلم من اليسار إلى اليمين على أن يقطعوا أنفاسهم حتى ينتهوا من ذلك، وأن يظللوا ويقيسوا الأحجام. مسيرة الراحلة نزيهة سليم الفنية تخرجت "نزيهة سليم"من معهد الفنون الجميلة ببغداد 1947 وأرسلت ببعثة رسمية إلى باريس، وهي أول امرأة عراقية تسافر خارج القطر لدراسة الفن، وتخرجت من المعهد العالي للفنون الجميلة (البوزار) 1951 حيث تخصصت في رسم الجداريات على يد الفنان الفرنسي المعروف (فرناند ليجيه) و(سوفربي)، كما أرسلت بزمالة لمدة عام واحد إلى ألمانياالشرقية للتخصص في رسوم الأطفال ورسوم المسرح وتمرنت أثناء ذلك على المزججات والتطعيم بالأنامل. كان بأستطاعتها البقاء كمعلمة للفن في فرنسا بسبب تفوقها ، حيث كانت الرابعة على دفعتها في جائزة روما، لكنها اختارت أن تعود للعراق. وشاركت في نشاطات مختلفة كإسهامها مع الفنان "شاكر حسن آل سعيد" و"محمد غني حكمت"و"جواد سليم" في تشكيل"جماعة الفن الحديث" منذ عام 1953 إلي 1954، وفي تأسيس "جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين"، إلى جانب دورها كأستاذة في معهد الفنون الجميلة حتى عام 1982. الأعمال الفنية للفنانة نزيهه سليم تناولت في أعمالها قضايا المرأة، والعمل، والطفولة، بالأسلوب الذي يعبر عن مزاجها وشخصيتها ، حيث رصدت عبر أعمالها الحياة الاجتماعية للمرأة العراقية ومعاناتها في كل مكان في السوق والبيت والعمل وأظهرت تعاطفًا واضحًا مع المرأة. ومن أبرز أعمالها لوحة "بغداديات " ، والتي استلهمت الفنانة نزيهة سليم عدة صور نسائية تعبيرية ذات ملامح مأساوية ، فهناك على اليسار أم تحتضن و ليدها وهي في حالة تأمل و قد يكون أمل لانتظار عودة الزوج الغائب، بينما أعلى اللوحة صبية تتجمل امام مرأة يدوية للقاء حبيب أو فارس أحلامها إلا أن تحت اللوحة امرأة ذات ملامح حزينة و قد تلفعت ملابسها بالسواد و يبدو أنها زوجة شهيد. سرقة أعمال نزيهة سليم ل"نزيهة سليم" العديد من الأعمال منها؛ (شباك بنت الجلبي- ليلة عرس- صانع اللحف- أفراح المرأة- الدخلة)، وغير ذلك الكثير، وللأسف الشديد فقد سرقت معظم تلك الأعمال من المتحف العراقي في مركز صدام للفنون أثر الاجتياح الأمريكي للعراق سنة 2003، في أسوا عملية تخريب تعرضت له المتاحف في العراق، ولم يبق من تلك الأعمال سوى ست لوحات هي: (امرأة مستلقية، الأهوار، بائع البطيخ، الحرب، بورترية لفتاة، الجدة)، واللوحة الأخيرة تصور امرأة عجوز في حجرها كرة صوف، وفي كفها اليمنى إبرتا الحياكة، وقد تعرضت أجزاء من هذه اللوحة للتلف والتخريب المتعمد. تلك اللوحات منها اثنتان معروضتان في قاعة العرض في دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، أما اللوحات الأربعة الأخرى فقد تم حفظها. وفاة نزيهة سليم اما بالنسبة لوفاتها فقد كانت اخر من تبقى من عائلتها التي ابتليت بالموت المبكر حيث فقدت اغلب افراد اسرتها ظلت نزيهة سليم تعيش في عزلة، تعالج محنتها الصحية بمفردها، وفي أحيان تزورها تلميذاتها لرعايتها، وضعف الخدمات جعلتها في ازمة صحية قاسية وظلت تعاني من مرض عضال حتى وفاتها في 15 شباط 2008 عن عمر يناهز 81 سنة وقد نعاها رئيس جمهورية العراق الراحل جلال طالباني. للمزيد من الأخبار والتقارير من هنا