هو زين العارفين وإمامهم أستاذ الأكابر ، القطب الصوفى الكبير صاحب الإشارات ، والكرامات محب الخيل ، الشاعر النبيل و الفارس الكبير ، فقد بصره فى مرحلة متأخرة من العمر و لم يمنعه من الرحلة للتقرب إلى الله عزوجل ، إنه إمام العارفين على بن عبدالله بن عبدالجبار المشهور بأبو الحسن الشاذلى . ولد بالمغرب العربى و هاجر إلى العراق ثم إلى مصر بإرشاد شيخه الذى نصحه بالهجرة إلى مصر ومكث فيها حتى مات وهو فى طريقه إلى الحج بمنطقة " وادى حميثرة " لم يكن رضى الله عنه طامعًا فى الدنيا وكان زاهدًا فيها ، وكان يقول نأكل بالأوتار ونشرب بالأسطال ونذكر مع الرجال ، وتتلمذ على يديه المئات من أبناء مصر و غرس فيهم حب الدين و الزهد فى الدنيا. إقرأ أيضًا .. قصة أقدم مسجد فى مصر و أفريقيا أبو الحسن الشاذلى أبو الحسن هى كنية شائعة لمن كان إسمه " على " إقتداءًا بسيدنا على كرم الله وجهه وأنه أنجب " الحسن " وكان ينادونه العامة بأبو الحسن ، أيضًا " نور الدين " هو لقب " على " وهى أحد الأدبيات التى أطلقت على الإسم وتوارثها الأجيال حتى يومنا هذا. نسبه هو الإمام تقي الدين أبو الحسن على بن عبدالله، حفيد الحسن بن على بن أبى طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي ولد عام 571 هجرية/ 1196 ميلادية، وقد ولد وعاش سنوات عمره الأولى في المغرب. تتلمذ الشاذلي على يد عدد من فقهاء الصوفية، منهم الإمام عبدالسلام بن مشيش، بعدها رحل إلى تونس وظل سنوات بها وارتقي في علوم الفكر الصوفي، وانشغل بعلوم الشريعة حتى أتقنها وانتقل منها إلى منهج التصوف، ثم بعد ذلك جاء الشاذلي إلى مصر وعاش فيها وأقام بالإسكندرية، وتزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد، وأبو الحسن على، وأبو عبدالله محمد، وابنته زينب، وخلال فترة وجوده في الإسكندرية كثر تلاميذه ومريدوه. كانت فترة وجوده في مصر بالتزامن مع عهد الدولة الأيوبية، وكان يقيم دروس العلم في "مسجد العطارين"، ثم انتقل إلى القاهرة، وكان يلقي دروسه ب"مسجد المقياس" في الروضة أو "المدرسة الكاملية"، والتي أنشأها السلطان الكامل بن شقيق السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي. على بعد 150 كم جنوب غرب مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر وبين جبال منطقة وادى حميثرة ، تقع قرية ومسجد سيدي ابو الحسن الشاذلى تلك القرية التى سميت على إسمه ويقطنها مسجد الشاذلى هو أول وأقدم مساجد البحر الأحمر يقع على بعد 150 كيلومترا من مدينة مرسى علم، في وادي حميثرة، ويرتحل إليه عشرات الآلاف في أول أيام شهر ذو الحجة، ويطلق الصوفية والمحبون على ذلك اليوم الحج الأصغر، حيث يشد البعض منهم الرحالى إلى مسجد ومقام "أبو الحسن الشاذلي". وفاته إرتبطت رواية وفاته ببناء ضريحه ومسجده، ففي عام 656 هجرية/ 1258 ميلادية، كان يتحضر الإمام أبو الحسن الشاذلي لأداء فريضة الحج، فوضع بين أغراضه عدة الدفن والكفن، واستغرب أصحابه وسألوه، فكان الرد الأشهر والمرتبط بالشاذلي: "في حميثرة سوف ترى"، وحينما وصل الشاذلي وادي حميثرة بصحراء عيذاب بالبحر الأحمر، توفاه الله عن عمر يناهز 63 عامًا، وكانت تلك إحدى كراماته، فقد دعا أبو الحسن الشاذلي ربه أن يقبض روحه ويدفن بمكان لم يدنس بمعصية.