حور شخصية من لحم ودم قادتنى لدخول مجال علم النفس أفضل مدرسة السايكودراما لأنها تثير عقل المشاهد لا عينه أتمنى أكون لسان حال المرأة المصرية وافقت على «كيد الحريم» تلبية لرغبة المجتمع الخليجى استطاعت الفنانة روجينا رسم كاراكتر خاص بكل شخصية تقدمها على الشاشة، من حيث اللوك والايماءات والتعبيرات، وطريقة الكلام، من خلال تعمقها فى تفاصيل الشخصية والوقوف على جوانبها وصنع هوية خاصة بها، حتى باتت واحدة من أهم نجمات جيلها التى ينتظر الجمهور أعمالها بشغف بعدما شيدت جدارًا من الثقة بينها وبين جمهورها من الصعب هدمه أو كسره. للعام الثانى على التوالي، تثبت روجينا، أن البطولة المطلقة تأخرت كثيرا، وذلك بعد أدائها المتقن الذى أجمع عليه النقاد والجمهور فى تجسيد شحصية «حور» فى مسلسل «انحراف» الذى تنافس به فى الماراثون الرمضانى الحالي. ولأنها تجيد تجسيد الأدوار الصعبة والمركبة، اختارت روجينا هذا العام شخصية «حور» بعدما لمست أنها تلامس المرأة المصرية، رغم صعوبة الشخصية، لكنها استطاعت الولوج إلى دواخلها بسلاسة، حيثُ تلعب دور طبيبة نفسية تعانى من مشكلات نفسية تدفعها لدخول عالم الجريمة. وهو ما وضع المسلسل فى دائرة الجدل، التى وصلت إلى حد المطالبة بإيقاف عرضه. فى السطور التالية تكشف روجينا فى حوارها مع «الوفد» مزيدًا من التفاصيل حول حملة الانتقادات التى يواجه مسلسلها، وعن الصعوبات التى واجهتها فى رسم الشخصية، وسر حماسها لتقديم شخصية غير سوية ومُعقدة.. وإلى نص الحوار: «حور» شخصية مركبة وغنية بالتفاصيل المُعقدة.. ما الأسباب التى دفعتك لتقديمها؟ - «حور» من الشخصيات التى أحببت تقديمها على الشاشة، فالمسلسل يعبر عن قضايا حقيقية مستوحاه من المجتمع المصري، وأنا مؤمنة أن الفن رسالة دوره هو تسليط الضوء على قضايا المجتمع مهما كانت صعوبتها، إلى جانب شغفى بقضايا المرأة، لهذا اختار شخصيات تعبر عنها، سواء بشكل كوميدى أو تراجيدي، كما أن البناء الدرامى الموجود فى المسلسل، جديد ومختلف وسريع الإيقاع، فالعمل يقدم وجبة درامية مختلفة. وكيف كانت التحضيرات للشخصية؟ - لا شك أن الشخصية كانت مرهقة لأنها غنية بالتفاصيل، والعُقد النفسية، فالتحضير لها يختلف عن أى تحضير لشخصية سابقة، لكن حبى لها ساعدنى على الولوج إلى دواخلها بسهولة، حتى استطعت لمس جوانبها واكتشاف نقاط ضعفها وقوتها. تحرصين على رسم كاراكتر يميز كل شخصية وتجسديها.. فكيف استوحيتِ اللوك الخاص ب«حور»؟ - بتخيل الشخصية فى مخيلتي، حتى أستطيع رسم ملامحها سواء فى اللوك أو الشكل أو فى طريقة الكلام والتعبيرات، أنا جيل تربيت مع عمالقة الفن، وكنت محظوظة جدا بالوقوف أمام عمالقة تمثيل فى بدايتى الفنية، وتعلمت منهم كثيرا، ونهلت من خبراتهم التى تفيدنى الآن فى رسم كاراكترات شخصياتي. «حور» طبيبة نفسية.. هل اضطررتِ اللجوء لأطباء نفسيين أو متخصصين فى مجال الصحة النفسية لمساعدتك على فهم وتحليل الشخصية؟ - هذا ما حدث بالفعل، ذهبت إلى استشاريين فى مجال الصحة النفسية للوقوف على جوانب الشخصية وفهمها وتحليل شخصيتها، خاصة أن طبيبة نفسية لكنها تفشل فى معالجة نفسها وتدخل عالم الجريمة بمحض ارادتها. علم النفس بحر واسع جداً ولا حدود له.. ما الذى وجدتيه فى هذا العالم كان غائبا عن مخيلتك؟ - وجدت الأطباء النفسيين يتمتعون بقدر عالِ من ضبط النفس، ويتعاملون مع مشكلاتهم بهدوء تام، ويستمعون أكثر مما يتحدثون، وغير اندفاعيين، ولديهم قوة ملاحظة وثبات انفعالى عالِ. لهذا «حور» كانت هادئة وترقص وهى تمارس جريمة القتل. وكيف انعكس ذلك فى رسمك لملامح حور؟ - من خلال تعمقى فى الشخصية، وجدت أن حور لابد أن تكون شخصية هادئة، تتمتع بثبات انفعالى عالي، وبالفطانة وهذا ما يتجلى فى طريقة تعاملها مع مرضاها ومن خلال التصنت لهم باهتمام، وان كلامها لابد ان يكون قليل كما تظهر فى الحلقات. المسلسل يحمل ألغازاً كثيرة.. هل تنتمين لمدرسة التشويق والإثارة؟ - دائماً مدرسة التشويق والإثارة تلمس مع الجمهور، لأنها تثير عقله لا عينه، وتجعله يفكر ويركز جيدا فى الأحداث لفهم دوافع حور للقتل. وهذا ما أريده، أن أشد انتباه الجمهور طوال الحلقة. تعرض المسلسل لانتقادات واسعة وصلت إلى حدّ المطالبة بإيقافه.. كيف استقبلتِ ذلك؟ - عندما علمت بمطالبات إيقافه شعرت ب«الخضة»، لأن المسلسل اشتغلنا عليه كثيرا، وتطلب من كل واحد منا جهد شاق ومُضاعف، لهذا شعرت بالفزع حيال هذا الأمر، لأن الكلمة تعنى ضياع مجهود كاست كبير كان يواصل الليل بالنهار للحاق بالموسم الرمضاني، كما أنه يمثل قطع أرزاق لما وراء الكاميرا والعمال. هل الانتقادات التى واجهت «انحراف» تعيد نظرتك من جديد فى معايير اختيارك للأعمال الفنية المقبلة؟ - إطلاقاً، المسلسل يطرح قضايا واقعية مستوحاة من الشارع المصري، ونظرتى للفن بأنه مرآة عاكسة لما يحدث فى الشارع لن تتغير، أنا فنانة أحب عملى ومؤمنة برسالته، وأتمنى أن أمثل المرأة المصرية فى المجتمع. انحراف يمثل التعاون الأول مع المخرج رؤوف عبدالعزيز.. كيف وجدتِ العمل معه؟ - رؤوف عبدالعزيز من المخرجين الذين استمتعت بالعمل معهم، فهو مخرج متميز صاحب كادرات مميزة، ولديه عين حلوة تكتشف الجوانب الخفية فى كل فنان، ويبدأ يلعب عليها ويظهرها أمام الشاشة، فهو مخرج استطاع أن يستفز الفنانة بداخلى لإظهار أفضل ما لديّ، كما انه قدمنى بشكل جديد ومختلف، ولست انا بمفردي، وانما الكاستينج بالكامل. كل مرة تفاجئنا روجينا بشخصية جديدة ومختلفة.. فما الذى تطمحين إليه؟ - أنا فنانة طماعة، أحلامى وطموحاتى لا حدود لها، وأطمع في تجسيد شخصيات مختلفة وجديدة لم تقدم من قبل على الشاشة. فى المسلسل أوضحتِ أن الشهرة تبدأ ب«الترند».. فهل تضع روجينا معايير الترند فى حساباتها أثناء اختيارها لأعمالها الفنية؟ - حور شخصية وصولية، مثل كثير من الشخصيات الذين يستمدون قوتهم فى المجتمع من خلال تصدر الترند، لكن المبدأ لا ينطبق على روجينا الفنانة، وجودة العمل الفنى لا تقاس بمعايير الترند، اختار العمل أو الشخصية التى تعيش فى وجدان الجمهور، فهناك ممثلون كبار رحلوا عن عالمنا قبل ظهور الترند ولكنهم محفورون فى ذاكرتنا بأعمالهم التى لا تنسى، ولكن هذا لا يعنى اننى اتابع ردود افعال الجمهور وسعيدة بتصدر حلقات المسلسل ترند جوجل، لن هدفى أن تصل رسالة المسلسل إلى شرائح كبيرة وعريضة من الجمهور. ما نقاط التماس بين روجينا وحور؟ - لا توجد نقاط تماس بيننا، فهى بعيدة عنى تماما، حور شخصية قوية ومنتقمة ولا تترك حقها، وتحمل العديد من صفات المرأة القوية الجبارة التى يخشى التعامل معها. هل ترين أن البطولة المطلقة تأخرت كثيرا؟ - البطولة المطلقة لا تشغلني، وأرفض هذه المسميات، فى مسلسل انحراف لست البطلة، فلا يمكن أستطيع إغفال دور الكاستينج الذى عملى معي، العمل الناجح ينجح بفريق كامل وليس باسم واحد. ولكن المسلسل يباع باسمك؟ - أعتبرها ثقة كبيرة من شركات الإنتاج، وأتمنى أن أكون على قدر هذه الثقة، ولكن أكرر أؤمن بالعمل الجماعى عن الفردي، وأتعامل على هذا النحو فى أعمالي. أفهم من ذلك.. أننا من الممكن أن نرى روجينا فى الأدوار الثانية مرة أخرى؟ - لما لا، أنا فنانة يحكمنى الورق والسيناريو، ولا يشغلنى مساحة الدور فى العمل بقدر تأثيره فى محور الأحداث. تشاركين فى بطولة مسلسل «كيد الحريم» فى الخليج.. ألم تخشى من تعارض العملين مع بعضهما البعض خاصة أنهما يعرضان فى موسم واحد؟ - لا يوجد تعارض بين العملين، لاختلاف طبيعة قصتهما، مسلسل «كيد الحريم» يدور فى إطار كوميدي، وجاءت مشاركتى فيه بناءَ على طلب الجمهور الكويتى الذى كان يريد أن يرانى فى عمل من صنعهم، وهو الأمر الذى غمرنى بالسعادة وكان عليّ أن ألبى دعوتهم، أما مسلسل «انحراف» فينتمى لأعمال السايكودراما.
