ما زالت الصحف الأجنبية الصادرة اليوم الاثنين مهتمة بخبر استقالة رئيس التحالف الوطني السوري "معاذ الخطيب" من منصبه أمس الأحد. وعلقت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية على الخبر قائلة: "إن استقالة الخطيب من منصبه تلقى بالضوء على فشل المعارضة السورية في التغلب على خلافاتها العميقة الناشبة وسط صفوفهم المتنوعة من كافة الأحزاب والطوائف بما فيها من إسلاميين وعلمانيين وعرب وأكراد ومقاتلين مسلحين ونشطاء سلميين". ورأي الكاتب الأمريكي الشهير "باتريك ماكدونيل" في مقاله بالصحيفة أن استقالة "معاذ الخطيب" من رئاسة التحالف صفعة قوية للمعارضة التي اعترفت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول عربية وأجنبية على أنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وللحكومة المؤقتة الحالية. وأوضح الكاتب أن رحيل الشخصية القوية وصاحب الكاريزما الإسلامية المعتدلة تحرك من شأنه أن يوقع التحالف المعارض في موجة من الفوضى والإضطرابات في الوقت الذي أظهر فيه الصراع السوري المتفاقم بوادر وعلامات على انتشار حالة من عدم الإستقرار خارج الحدود السورية، ابتدءً بتبادل إطلاق النار بين المسلحين السوريين والجانب الإسرائيلي عبر الهضبة المحتلة وانتهاءًا بالإضطرابات المنتشرة في لبنان. ولفت "ماكدونيل" إلى أن ما زاد الطين بله، هو الإعلان الذي أصدره الجيش السوري الحر أمس الأحد بشأن عدم اعترافه برئيس الوزراء السوري الجديد "غسان هيتو"، في علامة جديدة على الفتنة المنتشرة داخل صفوف التحالف المعارض. ومن جانبه، أعرب الخطيب في بيانه عن إحباطه المتزايد في التوصل إلى نهاية للحرب الأهلية المندلعة في البلاد والتي راح ضحيتها أكثر من 70 ألف قتيل سوري، منتقدًا في القوت ذاته المجتمع الدولي لعدم وقوفه بجانب المعارضة والتوقف عن امداد الثوار بالوسائل الكافية للوقوف ضد قوات الرئيس السوري "بشار الأسد". وأضاف "ماكدونيل" أنه ليس من الخفي القول أن "الخطيب" قد تصادم مع قادة التحالف، وهو ما قد دعا إلى تقديم استقالته. وانتهت الصحيفة قائلة أن بعض السوريين انتقدوا التحالف الوطني كأداة لجماعة الإخوان المسلمين التي لاقت دعمًا كبيرًا من دول إقليمية كقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا لمناهضة نظام "الأسد".