نظم قسم الثقافة العامة بفرع ثقافة الفيوم محاضرة بعنوان "تطور الرعاية الصحية في مصر" ألقاها خبير الصحة الدكتور"بسيوني سالم" بمكتبة الفيوم العامة بقصر الثقافة. وتناولت المحاضرة المحطات الأساسية لتطور الرعاية الصحية المصرية منذ الحضارة المصرية القديمة حتى اللحظة الراهنة، وتضمنت معلومات مهمة عن نظام الصحة المصري العريق الذي وضع اساسه في القرن التاسع عشر، مع وضع أسس الدولة الحديثة في مصر، واستمر توسعه حتى اصبح أوسع نظام للرعاية الصحية في العالم، لا ينافسه من حيث حجمه الذي يضم 5200 وحدة صحية منتشرة في انحاء مصر غير النظام الصحي في كوبا. وناقشت المحاضر أهم الانجازات في تاريخ الرعاية الصحية في مصر والعقبات التي صادفتها، ومن بينها مشروع المجمع الصحي الريفي الذي يضم: مدرسة ووحدة اجتماعية ووحدة صحية، وأشرف على تنفيذه وزير الصحة السابق الدكتور"عبدالواحد الوكيل"، وكان مقررا ان يغطي الرعاية الصحية لكل المصريين خلال عشر سنوات، لكن وقوع الحرب سنة 1967 أعاقت تحقيق هذا الهدف. وكان من أهم اسباب فشله نزاع الجهات الادارية على منصب مدير المشروع ومشروع "الزمالة الطبية" الذي رعته وزارة الصحة، وكان يهدف لاعتماد الاطباء على أساس الخبرة العملية التي يحصلون عليها بالممارسة العملية من خلال التلمذة على يد كبار الاطباء الممارسين، وأعاق تنفيذه اختلاف وجهات النظر بين الوزارة والجامعة. واستعرض خبير الصحة مشروع التأمين الصحي الشامل الذي بدأت الدولة تنفيذه على مراحل تشمل كل محافظات مصر، ونوه بأهمية وتأثير المشروع بالنسبة لمستقبل صحة المصريين وكفاءة قانون التأمين الصحي الذي راعى تنويع مصادر التمويل. وقال إن المدة التي كانت مقررة لانجاز المشروع 15 عاما، لكنها اختصرت إلى 10 أعوام فقط بناء على طلب رئيس الجمهورية. وأشار إلى أن نجاح المشروع يتوقف على وعي المصريين بالثقافة الصحية، وعلى نجاحهم في التعامل مع انظمة الادارة الصحية الحديثة، كما يحتاج للتغلب على العقبات التي تواجهه إلى تكاتف جهات الثقافة والاعلام ومنظمات المجتمع المدني لانجاحه. الجدير بالذكر أن المحاضر الدكتور" بسيوني سالم"، خبير واستشاري الصحة من أبناء الفيوم الذين شاركوا في وضع قانون التأمين الصحي الجديد، وقد اصدر مؤخرا كتابا بعنوان "تاريخ وتطور الرعاية الصحية الاولية في مصر".