تصادف يوم المرأة المصرية في 16 مارس الجاري بوقوع حدث غير مبشر وعلامة سلبية للغاية وكالعادة.. نتيجة لسياسات تتبعها جماعة الإخوان وحزبها.. منذ تولوا حكم مصر ووضح ذلك جلياً في ممارسات مجلس الشعب المنحل وفي الدستور الذي أعد في ليل بدون التوافق الشعبي عليه. . والذي عمل على سلب حقوق للمرأة المصرية اكتسبتها من خلال رحلة كفاح طويلة امتدت لما يزيد على قرن من الزمان منذ الاحتلال الفرنسي للبلاد وتلاه الاحتلال البريطاني.. وثورة 1919 التي امتزجت فيها دماء نساء مصر بترابها الطاهر.. وتوالت محطات كفاح المرأة المصرية الى أن تحقق النجاح لثورة 25 يناير المجيدة بمشاركتها كتفا بكتف مع شباب مصر البار بوطنه، ولم تدخر جهداً في المشاركة في جميع الانتخابات والاستفتاءات المتعددة التي مرت على البلاد خلال العامين الماضيين منذ 19 مارس 2011. إن ما حدث في مساء ذكرى يوم المرأة المصرية، كان علامة صادمة للشعب المصري.. وأيضاً تناولته الصحف وأجهزة الاعلام بالتفاصيل.. التي أظهرت اعتداء أحد أشاوس جماعة الاخوان بلطمة مبرحة على وجه ناشطة سياسية كادت تلقيها أرضاً.. لأنها تجرأت ووقفت على بعد من مقر الجماعة بالمقطم.. تنادي بالحرية والعدالة.. وتحاول الدفاع عن غيرها من الناشطين السياسيين.. الذين تعرضوا معها للضرب المبرح. وكان لمشهد اعتداء الأشاوس من ميليشيات الإخوان أسوأ الأثر من استنكار واستهجان الجميع في الداخل، وإعلام الخارج.. تعليقا على هذه الممارسة الهمجية من جماعة الاخوان التي طالت ليس فقط الناشطين السياسيين.. بل أيضاً الصحفيين والإعلاميين الذين كان تواجدهم لتغطية الحدث.. والنشطاء الذين كانوا في وقفة سليمة.. أدواتهم الرسم «الجرافيتي» على الارض، والدعوة لاسترداد مسيرة الثورة.. التي صارت هناك قناعة عامة أنها سرقت وحولت الى اتجاه مخالف تماماً عن أهدافها لمصلحة الجماعة!! والشراسة التي ظهرت عليها ميليشيات جماعة الإخوان في موقعة «لطم الخدود».. كنا نتمنى أن توجه نحو أعداء الوطن.. الذين قتلوا بكل وحشية «16» من أبناء جيش مصر البواسل في رفح عن طريق جماعات إرهابية لم يكشف سرهم حتى الآن.. عن قصد.. حماية لجماعات ينتمون الى فكر واحد وإن اختلفت أسماؤهم وصفاتهم.. وهذا يعتبر في حكم خيانة الوطن!! وكان من المتوقع بعد أحداث المقطم.. أن تخرج قيادات جماعة الاخوان والمتحدثون باسمهم بالتهدئة والاعتذار عن انتهاك شباب الاخوان لحقوق الانسان للمتظاهرين السلميين.. ولكن ما حدث كان العكس تماما بل خرجوا علينا مفاخرين بما فعلوا.. ومهددين كل من تسول له نفسه الاقتراب من مقر الجماعة.. وكأنه جزء منفصل من أرض مصر!! وكانت النتيجة أن تمت الدعوة لمليونية «رد الكرامة» أمام مقر جماعة الاخوان بالمقطم.. وستتوالى الوقفات هناك بعد ذلك.. ويعلم الله ما سوف ينجم عنها. الكلمة الأخيرة الواقع يُظهر أن جماعة الإخوان تُسيء الى نفسها كما لم يُسئ اليها أحد في تاريخها الطويل الذي بلغ 85 عاما على انشائها فهم يسيرون بنا سيراً حثيثاً نحو حافة الهاوية، ويكادون يوقعون الوطن في حرب أهلية بعد أن تسببوا في الفرقة والانقسام.. الذي لم تره البلاد طوال تاريخها قط!!