أصابت حالة من الذهول والحزن الشديدين عائلة "حنايشة" في بلدة قباطية جنوب جنين بالضفة الغربية، اليوم السبت، إثر تلقيها نبأ وفاة أربعة من أبنائها، بحادث مروري في المملكة الأردنية الهاشمية خلال عودتهم من المملكة السعودية عقب أدائهم مناسك العمرة. وفي بلدة اليامون غرب مدينة جنين، بل وفي المدينة نفسها، كلمات "لا إله إلا الله" تجري على الألسن، والدموع تنساب من الأعين، هكذا كان الحال هناك فيما لا تتوقف المكالمات الهاتفية لمتابعة حالة الجرحى. وتوفي اليوم السبت 17 فلسطينيا بالأردن وأصيب 37 آخرون بجراح جراء تصادم حافلتهم بشاحنة أردنية، على طريق الرامة - الشونة الجنوبية بالأردن، خلال عودتهم من أداء العمرة، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية عصر اليوم، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الحداد ليوم واحد على أرواح المتوفين. وذكر محمد الخطيب، الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية، صباح اليوم إن "التحقيق جار حاليا لمعرفة أسباب الحادث". وأضاف أنه "من غير الممكن تحديد سبب الحادث دون الحصول على النتيجة النهائية للتحقيق الفني". وبكلمات تقطعها التنهيدات وعويل بعض النساء في منزل آل "حنايشة" بقباطية، يقول أحمد حنايشة (60 عاما)، لمراسل وكالة الأناضول للأنباء: "توفي أخي وأختي وابنة عمي وزوجة أخي، حسبنا الله نعم الوكيل". ويكمل حديثه بقوله: "لهم الرحمة، توفوا بعد أداء العمرة، زاروا بيت الله الحرام وضريح رسوله صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يتقبلهم في جنانه". وفي فناء نفس المنزل جلس فتى يبلغ من العمر 9 سنوات، يقول: "أبي لم يمت، وسيعود". يبكي الطفل الصغير، وينتظر أن تحمل له الساعات القادمة نبأ ينفي موت والده. وتوفي كل من رسمية حنايشة وبهاء حنايشة وبسام حنايشة ومحمد أبو الرب من بلدة قباطية الواقعة جنوب مدينة جنين خلال هذا الحادث. وتسود الأراضي الفلسطينية عامة ومحافظة جنين خاصة (شمال الضفة الغربية) حالة من الحزن الشديد على وفاة المعتمرين. وقطع وزير الأوقاف الفلسطيني محمود هباش، اليوم، زيارة كان يقوم بها للسعودية وتوجه إلى الأردن لعيادة الجرحى وتفقدهم، فيما أمر الرئيس عباس بمتابعة أمور المصابين، وتوجه المدير العام لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني زياد هب الريح إلى الأردن لإجراء ترتيبات لتسليم جثامين المتوفين لعائلاتهم.