عُمان مؤهلة لتكون مركزاً عالمياً لتبادل البيانات.. وتسعى لتمكين التكامل الرقمى بين العرب كانت سلطنة عُمان على موعد الأسبوع الماضى مع تقدير عربى جديد يُضاف إلى سجلها الحافل بالإنجازات، حيث أعلن الوزراء العرب للاتصالات وتقنية المعلومات فوز مسقط بالعاصمة الرقمية العربية لعام 2022م الجارى، وذلك فى ختام أعمال الدورة ال 25 التى عقدتها الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات التابعة للجامعة العربية الأحد الماضى عبر الاتصال المرئى. الاستخدامات الرقمية والعاصمة الرقمية العربية، هى مدينة تابعة لإحدى الدول العربية يتم اختيارها سنوياً لتقديم واحتضان مبادرات ونماذج مختلفة ناجحة فى مجال الاستخدامات الرقمية والاقتصاد الرقمى، وتُطلق المدينة التى يقع عليها الاختيار العديد من المبادرات المحلية والإقليمية، وتنظم سلسلة من الأحداث التى تبرز دور المدينة خصوصاً والدولة عموماً فى تبنى الاتصالات وتقنية المعلومات لتعزيز البيئة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية وزيادة رفاهية المجتمع، وإبراز مدى استعدادها أن تكون واحدة من الدول الرائدة عربياً وعالمياً فى ظل الثورة الصناعية الرابعة، كما يتم اختيار العواصم الرقمية بالاعتماد على دراسة الملفات التى ستقدمها الدول المهتمة بترشيح إحدى مدنها، حيث نالت مدينة الرياض شرف استضافة العاصمة الرقمية فى نسختها الأولى عام 2020م، فيما نالت مدينة القاهرة شرف استضافة النسخة الثانية عام 2021م. ثقة الدول وحول اختيار مدينة مسقط العام الجارى، أكد المهندس سعيد بن حمود المعولى وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العُمانى، أن فوز مسقط كعاصمة رقمية عربية لعام 2022م، يعكس ثقة الدول العربية بالممكنات الرقمية والتشريعية التى تحظى بها سلطنة عُمان فى قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، أحدثها اعتماد مجلس الوزراء البرنامج الوطنى للاقتصاد الرقمى والذى يهدف إلى مساهمة الاقتصاد الرقمى فى الاقتصاد الوطنى للسلطنة. وأضاف أن سلطنة عُمان تقع فى عصب التجارة العالمية، ومؤهلة لتكون مركزاً عالمياً لتبادل البيانات لما تتمتع من ممكنات رقمية كبنية أساسية رقمية متطورة، ومجتمع شاب متمكن تقنياً، وكابلات بحرية تربط العالم رقمياً، معززة تلك الممكنات بخدمات لوجستية حديثة تتضمن شبكة طرق سريعة وموانئ ومطارات متطورة ومتصلة عالمياً، ومواصلات حديثة ومستودعات موزعة ومناطق حرة، وهو الأمر الذى من شأنه تعزيز فرص جلب الاستثمارات إلى عُمان. تنمية المهارات وأوضح «المعولي» أن سلطنة عُمان تطمح أن تضع بصمتها الرقمية فى العالم العربى، حيث أتى ملف ترشح السلطنة تحت شعار «مستقبل رقمى صانع للفرص» منسجم مع توجهات الرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، كما حدد ملف الترشح ثلاثة محاور مهمة تتمثل فى «الأمن السيبرانى، والابتكار الرقمى والقدرات وتنمية المهارات الرقمية»، فيما تهدف وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات من خلال هذه الاستضافة إلى تنمية المواهب والمهارات الرقمية فى العالم العربى، وإثراء المحتوى الرقمى العربى، وتعزيز التعاون فى الأمن السيبرانى وتشجيع الاستثمار فى الاقتصاد الرقمى.. كما أشار إلى أن محافظة مسقط تقود عملية التحول الرقمى للدولة وتتبنى التقنيات المتقدمة المعززة للنمو الاقتصادى والاجتماعى وتمكين جميع القطاعات الأخرى وجذب الاستثمارات المحلية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تمكين التكامل الرقمى بين الدول العربية. مواكبة التطلعات ومن جانبه، أكد سعود بن هلال البوسعيدى وزير الدولة ومحافظ مسقط، أن هذا الفوز يعزز الجهود المبذولة فى مجال التحول الرقمى، ويواكب تطلعات رؤية 2040 الرامية إلى إيجاد أنظمة تقنية ذكية ومتكاملة تحفز الإبداع الرقمى وتنمى القدرات والمهارات المعرفية، وتوطد الشراكة بين أطراف المصالح المشتركة من مؤسسات وجهات وأفراد للعمل سوياً من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة لسلطنة عُمان. وقال إن اختيار مسقط، دلالة على ما هو موجود من إمكانيات ومقومات تقنية ورقمية وبيئات نموذجية لاستقطاب الاستثمارات الواعدة فى مجالات التكنولوجيا والاتصالات، مشيراً إلى أن مكتب محافظ مسقط يسعى مع هذه الاستضافة إلى أن تكون برامج وأهداف العاصمة الرقمية متجانسة مع المحاور الأربعة لاستراتيجية محافظة مسقط للتميز، والمتمثلة في: البيئة المستدامة، والحوكمة المؤسسية، والتنمية الاقتصادية، والمجتمع، والتوجه الحثيث نحو تجسيد الواقع الرقمى المأمول الذى سينعكس على شتى تفاصيل الحياة اليومية للأفراد والمؤسسات. مدينة استثنائية وليست هذه المرة الأولى التى تكون فيها مدينة مسقط فى صدارة العواصم العربية، إنها مدينة استثنائية على الدوام ولا تشبه إلا نفسها فى كل شيء، كما أنها مدينة تسير نحو المستقبل دون أن تخلع أصالتها وهويتها وكل تفاصيلها الحضارية التى اكتسبتها عبر الزمن، وهذا ما يعطيها التميز ويزيد الوهج من حولها ويجعلها مدينة جاذبة فى كل شيء. ومع احتفاظ المدينة بكل ممكناتها المستلة من تاريخها وعراقتها إلا أنها تدخل نحو المستقبل بكثير من الاطمئنان بعد فوزها بلقب «العاصمة الرقمية العربية» للعام الجارى، وأكد المراقبون أن هذا الأمر له الكثير من الدلالات ربما أهمها أنه يمكن أن تكون السلطنة فى مقدمة ركب التطور والتحديث دون أن تتخلى عن هويتها ودون مغادرة قيمها، إضافة إلى الدلالة الأخرى والتى تتمثل فى أن كل البنى التى بنيت فى عُمان تقود الآن إلى المستقبل. كما أكد المراقبون أن هذا الفوز يعكس لمدينة مسقط الممكنات الرقمية والتشريعية التى تحظى بها سلطنة عُمان بشكل عام وكذلك الرؤية المستقبلية للسلطنة ولمدينة مسقط، وهذه هى النقطة الأهم، حيث إن المدينة عرضت ملف ترشحها وما يحمله من رؤية مستقبلية قابلة للتحقق، وقد لاقى الملف قبولاً فى مجلس الوزراء العرب المعنيين بالاتصالات وتقنية المعلومات، وكانت رؤية الملف مبنية على ما اعتمده مجلس الوزراء العُمانى مؤخراً حول البرنامج الوطنى للاقتصاد الرقمى والذى يهدف إلى تحويل الاقتصاد الرقمى إلى قيمة مضافة مهمة فى الاقتصاد العُمانى. نقطة انطلاق ولا يُنظر إلى هذا الفوز باعتباره تتويجاً لجهود بُذلت فقط، وإنما يُعتبر نقطة انطلاق نحو مدينة رقمية قادرة أن تضيف للاقتصاد مزايا استثمارية عبر جذب رؤس الأموال، فموقع مدينة مسقط بشكل خاص وسلطنة عُمان بشكل عام يعطيها الكثير من مسارات هذه الميزة، فتقع عُمان فى قلب التجارة العالمية، ويمكن أن تكون، بل هذا ما تسعى أن تكونه فى السنوات القادمة بالفعل، مركزاً عالمياً لهذه القيمة التجارية والاستثمارية، وتملك السلطنة فى سبيل ذلك بنية رقمية متطورة كما تملك الكثير من الكفاءات البشرية، ولديها أيضاً كابلات رقمية تربط العالم شرقه بغربه وجنوبه بشماله، وكل هذه الميزات والمميزات ستتحول إلى واقع عملى لتُصبح قيمة مضافة حقيقية ورافداً من روافد الاقتصاد الذى تطمح إليه المدينة، والفرصة الآن متاحة كما لم تكن من قبل، فتسمية مسقط عاصمة رقمية يأتى مواكبة لانطلاق رؤية «عُمان 2040» وهى رؤية تقوم على هذه المعطيات وتحويلها إلى فرص حقيقية، وكل هذا من شأنه أن يساهم فى انطلاق المشاريع التى تحلم بها المدينة وتسعى نحو تحقيقها.