"الناس تظن دائما أنها تعرف كل شيء، فإذا لم تتمكن من إقناعهم بأن هناك أمرا ما يجهلونه وعليهم الالتفات إليه فأنت لست على الطريق الصحيح، لأنك تقول المعلومات الطبية على شاشة التليفزيون وليس داخل عيادة.. هكذا كشف دكتور محمود أوز عن سر نجاح أضخم وأشهر برنامجي صحي على مستوى العالم يقدم في الولاياتالمتحدةالأمريكية تحت اسم «The Dr. Oz Show». قد لا يعرف الكثيرون من هو الدكتور أوز .. هذا الطبيب الأمريكى من أصل تركى هو حاليا أشهر مقدم لبرنامج صحى فى العالم يبث فى 45 دولة وتمت نقل فكرته لعدة لغات منها الروسية والصينية. ويقدم البرنامج كل عام 175 حلقة ويعمل فيه 180 شخصاً وميزانيته السنوية 50 مليون دولار. الدكتور محمود أوز هو مسلم متصوف، وهو ثالث أكثر نجم تأثيرا فى العالم حسب قائمة فوربس لأكثر المشاهير تأثيرا فى العالم، كما أنه واحد ضمن قائمة جامعة هارفارد لأكثر 100 خريج تأثيرا فى العالم. إلى جانب كونه إعلاميا شهيرا، فهو جراح ماهر يجري أكثر من 100 عملية جراحية لمرضى القلب في العام، ويشغل منصب نائب رئيس جامعة كولومبيا ويرأس معهد القلب والأوعية الدموية كما يرأس برنامج الطب التكميلى فى مستشفى نيويورك المشيخى. أمريكا عرفت دكتور أوز.. الجراح الأمريكى تركى الأصل فى برنامج أوبرا وينفرى التى كانت تستضيفه بشكل ثابت على مدار 5 فصول من البرنامج، حتى قامت مؤسسة «هاربو» الإعلامية المملوكة لوينفرى بعمل برنامج خاص به تحت اسم (Dr OZ)، الذى استطاع منذ الشهر الأول أن ينافس برنامج الدكتور فيل ويهدد مكانته كأكثر برنامج طبى مشاهدة فى أمريكا تفاح أخضر منذ 6 أشهر وقع اختيار شبكة mbc على الإعلامية هويدا أبو هيف بالمشاركة مع طبيبي سعودي لتقديم النسخة العربية من البرنامج الأمريكى (Dr OZ) للمشاهد العربي على قنوات إم بى سى تحت اسم التفاح الأخضر. وبالرغم من أن دكتور أوز جاء إلى مصر لقضاء إجازة مع زوجته «ليسا» وبعض الأصدقاء، فإنه لم يمانع من زيارة مقدمة النسخة العربية من برنامجه وتصوير حلقة كاملة معها. وتحدث أوز في حوار لمجلة روزاليوسف أن المشكلات الصحية بين المجتمع الأمريكي والمجتمع العربي متشابهة وتكاد تكون واحدة كالسمنة والمشاكل الجنسية والاكتئاب. وأكد أوز أن الاكتئاب موجود في الدول الغنية والفقيرة أيضا، ولا علاقة له بالحالة المادية، إنما هو أمر يتعلق بالأمل والرؤية المستقبلية. ولأن الدول العربية لاتزال متمسكة بالدين فحتى إذا لم يكن لديها أمل على الأرض فلديها أمل فى الآخرة، لكن كثيرا من الأمريكان لا يؤمنون بالآخرة فيكتئبون. وأكد أن المشاكل الجنسية فى أمريكا مماثلة للمشاكل الجنسية فى دولنا العربية، فخصية الرجل هى مكمن صحته.. وإذا زاد وزنه زادت مشاكله الجنسية، كذلك كل النساء فى العالم يصبن بجفاف بعد انقطاع الطمث . وعن الاعتقاد الشائع بأن الجنس لمتعة الرجال فقط، قال أوز: أعلم أن هذا موجود فى عقول العامة، والأمر كان كذلك قديما فى الولاياتالمتحدة حتى تعلموا أن الجنس أمر صحى وليس أمرا أخلاقيا.. يجب أن نتعلم أن ننقل الجنس من خانة الأخلاق إلى خانة الصحة فإن الحياة الجنسية السعيدة تطيل العمر. أنا مسلم متصوف دكتور أوز كشف في حوار مع شبكة إم بي سي أن الإسلام كان أحد أبرز أسباب شهرته، مؤكدا أنه تعلم منه التواضع، وساعده في معاملة مرضاه بإعطائهم المعلومات الصحيحة عن حالتهم الصحية. وقال أوز: "أنا مسلم متصوف، عرفت الصوفية الإسلامية وأعيش بها في كل لحظة من عمري، والإسلام قيمة عظيمة في حياتي، فقد علمني التواضع بكل معناه، وهذا هو جوهر الإسلام، فهو يعلمك التواضع بعيداً عن الغرور الذي قد يولده العلم داخل الإنسان". وعن أصوله التي تعود إلى والديه التركيين؛ حيث قضى جزءاً من طفولته في تركيا، يقول دكتور أوز: "أمضيت وقتا كبيرا من طفولتي في مدينة إسطنبول؛ حيث كان والداي يعيشان، وفى هذه المدينة، حيث يلتقي الشرق مع الغرب، وتمتزج ثقافتان مختلفتان، لكنهما يتحدان في سلام وتعايش". أما عن انطباعاته في بداية انتقاله للولايات المتحدة، فيؤكد: "عند وصولي كنت أشعر أنني محل انتقاد، فدائماً كانوا ينظرون إلي على أنني غريب، ويرددون «هو ليس من أمريكا.. إنه من بلاد بعيدة»، ولكن هذا لم يؤثر علي بفضل الإسلام، الذي ساعدني كثيراً في التعامل مع الأشخاص في مرحلة الدراسة، فقد كنت أتحاور مع الناس بهدوء، وهناك عديد من الأشخاص يستمعون ويحاولون الفهم، وعرفوا أنني أيضاً أستمع وأتفهم وأجد لغة مشتركة للحوار". ويحكى عن كيفية نجاحه كمسلم في مجالات مختلفة بالمجتمع الأمريكي، شارحاً: "أمريكا هي أرض الفرص، والتحدي الكبير هو أن تتغاضى عن القوالب الجامدة، فالعالم يتحول لمدينة كبيرة، يجب على الإنسان أن يستوعب كيف يتعامل معها، وللعلم فالمسلمون هم أكثر الأقليات نمواً في أمريكا". وعلق أوز على حصوله على لقب أكثر الرجال المسلمين إثارة في عام 2009، بقوله: "أنا رجل متزوج وسعيد منذ 25 عاما، وأعتقد أن الناس يرون أن المرء يكون مثيرا عندما يكون لديه شغف بالحياة، ويمتلك طموحا لا يتوقف". بطاقة تعارف ولد دكتور أوز في كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية لأبوين تركيين، وهو متزوج من المؤلفة ومعلمة الريكي ليزا أوز ولهما أربعة أطفال. وتلقى تعليمه في مدرسة تاور هيل في ويلمنجتون، ديلاوير. وفي عام 1982 حصل على درجة جامعية من جامعة هارفارد. وفي عام 1986 حصل على دكتوراه في الطب المشترك ودرجة ماجستير في إدارة الاعمال من مدرسة الطب جامعة بنسلفانيا ومدرسة وارتون، وهو يعمل استاذ جراحة القلب في جامعة كولومبيا. الدكتور أوز هو مؤسس برنامج الطب التكميلي في نيويورك - مستشفى البرسبتاريان، وتشمل اهتماماته البحثية جراحة استبدال القلب، وجراحة القلب بالحد الادنى من الغازية، وسياسة الرعايه الصحية، وله أكثر من 350 منشوراً أصلياً، وحصل على العديد من براءات الاختراع.