هل الرئيس مرسى سيدفع بالجيش إلى الميادين والشوارع لإجبار المواطنين على قبول سياسة وأجندة الإخوان الفاشلة؟، هل قيادات الجيش سيقبلون وظيفة عصا النظام الفاشل؟، هل ستتحول البلاد إلى شوارع ليبية وسورية؟. لن أتناول الحكم التاريخى للمحكمة الإدارية، ولن أحمل الرئيس مرسى وجماعته المحظورة مسئولية تردى أحوال البلاد بجهلهم وعدم خبرة قياداتهم وسوء نيتهم فى أحيان كثير، بل سأتناول اليوم مشكلة أولادنا فى الشرطة، الشباب الذين يودعون أسرهم ويكتبون وصاياهم قبل خروجهم إلى العمل، هناك بعض الأخطاء وهناك بعض الشخصيات المريضة والشاذة لا احد ينكر هذا، لكن هذه الشريحة مماثلة لجميع المهن. منذ أن تولى الرئيس مرسى الحكم وأولادنا من الضباط والأمناء والأفراد والمجندين يتحملون عبئا كبيرا من الجهد بسبب الأخطاء السياسية التى يقع فيها الرئيس بسبب قلة خبرته وبسبب ضعف وجهل مستشاريه وبسبب انقياده لمطامع قيادات المحظورة. تشتعل البلاد ويخرج الشباب ثائرا للشوارع، وتصدر الأوامر لقطاع الأمن المركزى بالخروج والتصدى للثائرين، فتقع الاحتكاكات وتنشب المشادات ويتبادل الطرفان الحجارة والسباب وتتطور المعركة وتلقى قنابل المولوتوف والغاز الخانق، وتتحول المشادات والمناوشات إلى مصادمات يقع بها العديد من أولادنا هنا وهناك قتلى ومصابون. للأسف أصبحت هذه المشاهد تتكرر يوميا فى القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية والسويس والمحلة ودمياط والمنصورة والمنوفية والإسكندرية حتى مدن الصعيد أصبحت مسرحا للاشتباكات ولمعارك الكر والفر بين الشباب الثائر وبين الشباب فى الشرطة، وكما قلت بالأمس فإن مصر هى الخاسر الوحيد من هذه المعارك، لأنها تفقد أعز ما تملك وهو شبابها من الطرفين، أولادنا فى الشرطة وأولادنا فى الميادين والشوارع، نحن نثمن قرار بعض قطاعات الأمن المركزى وضباطنا الشباب فى الأقسام والمراكز برفضهم النزول للشوارع وخوض معارك يموتون ويصابون بها هم وأبناء وطنهم، ونقد ونثمن إدراكهم أن الوضع الثائر لن تحله الشرطة بل القرارات السياسية، ونأمل أن يحذو جميع أولادنا فى جهاز الشرطة حذو ضباط وأمناء وجنود الإسماعيلية والدقهلية، وان يتمسكوا فقط بوظيفتهم وهى مواجهة الجريمة، وإلى ان نرى هذا يجب ان نتساءل إلى متى ستظل البلاد تنتج هذه المشاهد الدموية يوميا؟، إلى متى سنفجع بوفاة واصابة بعض شبابنا فى الشرطة وفى الميادين والشوارع؟، متى ستتوقف هذه المصادمات؟، متى سيتوقف عداد الموت والإصابة؟، هل بإعلان فوز وانتصار أحد الطرفين على الآخر؟، هل سيتوقف الموت والإصابة بسقوط جهاز الشرطة؟، وهل القضاء على الشرطة فى مصلحة مصر؟، هل غياب الشرطة سوف يطيح بالمحظورة وبرئيسها؟ فى ظنى ان هناك سؤالاً أهم طرحته أيضا المشاهد المأساوية التى نراها، وهو: هل سيبتلع قيادات الجيش المصرى الطعم ويقبل النزول إلى الشارع كبديل عن جهاز الشرطة المنهك؟، هل الجيش سيقع فى فخ إعادة الانضباط والنظام إلى الشوارع بدلا من جهاز الشرطة الذى أعلن العصيان والتمرد على النظام السياسى المتردى؟، هل السيسى سينفذ أوامر مرسى ويزج بأولادنا فى القوات المسلحة لمواجهة أولادنا فى الميادين والشوارع الثائرة؟. أعتقد أن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان يخططون إلى هذه المواجهة منذ فترة كبيرة، بعد ان دفعوا بجهاز الشرطة إلى النزول إلى الشوارع والميادين وخوض معارك يومية مع الشباب الثائر، وبعد أن شعر ضباط وجنود الجهاز بانهم أصبحوا أداة لقمع وقهر أبناء وطنهم لتنفيذ النظام السياسى أجندة التمكين والأخونة، أعلنوا العصيان وأكدوا رفضهم الاستمرار فى هذه المهازل: لن نتحمل بعد اليوم مسئولية أخطاء النظام السياسي، الشوارع الثائرة تحتاج لقرارات سياسية ولا تحتاج أداة قمع وإرهاب، فقد أدرك أولادنا فى جهاز الشرطة ما يحاك بهم، وهو ما يعنى أن الرئيس مرسى سوف يلجأ إلى القوات المسلحة لكى تقوم بوظيفة جهاز الشرطة الذى أعلن انسحابه ووقوفه فى صفوف الشباب الثائر. ما قرار قيادات القوات المسلحة؟، هل ستقع فى الفخ وتنزل إلى الشوارع لكى تحمى قرارات الرئيس مرسى وجماعته المحظورة؟، هل سينزل الجيش لإجبار الثائرين على قبول الوضع الراهن بكل مساوئه وأجندته الاستحواذية والإقصائية؟، هل سيقبل قيادات الجيش الدخول فى معارك مع المواطنين ويضيع هيبة قواتنا المسلحة؟، هل سيخوض الجيش معارك مع الشباب الثائر من أجل قرارات الرئيس مرسى وجماعته الفاشلة؟. أقترح على قيادات جيش الشعب المصرى أن تفكر جيدا وأن تتروى قبل أن تقرر النزول إلى الميادين والشوارع لقمع الثائرين وحماية النظام الفاشى الإخوانى؟، وأقترح على السيسى وصبحى وقيادات الأفرع أن يرفضوا النزول إلى الميادين والشوارع، لأن الشعب الثائر لن يقبل تدخلكم، وسيرفض حمايتكم لقرارات فاشلة تسعى إلى التمكين والأخونة، لا تظنوا أن الشباب الثائر سوف يقبل أن تقمعوه، وسيتعامل معكم كما تعامل مع جهاز الشرطة، نصيحة لكم لا تنفذوا خطة مرسى وجماعته المحظورة بتحويل البلاد إلى سورية أخرى أو ليبيا القذافية، الشعب سيبقى وأنتم سترحلون وستحاكمون جميعا امام محكمة التاريخ.